: آخر تحديث

من الفن إلى الجدل… السياسة تسيطر على فينيسيا 82

3
4
2

إيلاف من البندقية: يودع مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي ضيوفه غدًا، بعد 10 أيام حافلة ومليئة بالمواقف الإنسانية والسياسية التي برزت جانبًا إلى جنب المواضيع السينمائية، وصناعة الأفلام، بل كانت جزءًا من الفن الذي ولد ليعبر عن الإنسان، ويعبر بداخله.

غزة.. القضية الأهم 
شيئا ما تغير في الموقف العالم تماما في الأشهر الأخير فأصبحت غزة  القضية الأساسية التي حضرت على السجادة الحمراء للمهرجان في دورته الثانية والثمانين، فقد حرص عدد من الفنانين على التعبير عن دعمهم لها، فالممثل الإيطالي ميكيلي ريوندينو ارتدى شارة كتب عليها "فلسطين حرة"، والممثل كلاوديو سانتاماريا ظهر بعلم فلسطين على يده، برفقة الإعلامية فرانشيسكا بارا التي ارتدت إسوارة تحمل اسم فلسطين.

أما المخرج يورغوس لانثيموس فقد ارتدى دبوسًا على شكل العلم الفلسطيني خلال المؤتمر الصحفي لفيلمه «بوجونيا»، وظهر  المنتج الفرنسي-المغربي نبيل عيوش، والمخرجة المغربية مريم التوزاني، فوقفوا على السجادة الحمراء ورفعوا شارة سوداء مكتوب عليها "أوقفوا الإبادة في غزة".


ويأتي ذلك بعد توقيع أكثر من 1500 من العاملين في صناعة السينما على رسالة بعنوان Venice4Palestine والتي طالبوا فيها إدارة المهرجان بإدانة الإبادة الجماعية في غزة.

هند رجب.. الشرارة الكبرى
الحضور الأكبر للسياسة  ظهر في ليلة عرض فيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية "صوت هند رجب"، الفيلم العربي الوحيد المنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان، والذي بُني على التسجيل الصوتي للطفلة الشهيرة التي راحت ضحية اعتداء للقوات الإسرائيلية على سيارة كانت تقلها هي وعدد من أفراد أسرتها، توفوا جميعًا قبلها واتصلت الطفلة بالهلال الأحمر تستنجد بهم قبل أن تموت هي الأخرى.


أسماء بارزة في هوليوود أبرزهم براد بيت وخواكين فينيكس أعلنوا عن انضمامهم كمنتجين منفذين للفيلم لدعمه، وحضر خواكين العرض الأول للفيلم، وأظهر دعمه الكبير لصناعه، هو وروني مارا،  وارتديا دبوسًا أحمر يطالب بوقف الإبادة.
حاز صناع العمل على تصفيق حار، بداية في العرض الصحفي الأول - والذي يندر فيه تحية الصحفيين -  ثم مرة أخرى  في المؤتمر الصحفي للفيلم، ثم أكثر 23 دقيقة متواصلة من التصفيق والدعم من الجمهور الذي حضر عرض الفيلم.

الوطن العربي حاضر بقضاياه أيضًا

لم تكن غزة القضية السياسية العربية الوحيدة في المهرجان هذا العام، فلقد شاركت المخرجة جيهان الكيخيا  بفيلمها "بابا والقذافي" الوثائقي التي حاولت فيه توثيق رحلة بحثها عن والدها منصور الكيخا، السياسي البارز الذي اختطفه نظام القذافي قصريًا، ولم تنجح أسرته في العثور عليه إلا بعد وفاته.

جيهان كانت طفلة لا تتجاوز السادسة من عمرها عندما اختفى والدها، وأرادت البحث عنه وعن الوطن الذي أحبه وضحى من أجله على حد تعبيرها، لتصنع فيلمًا هامًا، يعد توثيقًا ثريًا لمرحلة تاريخية هامة في ليبيا.

ومن لبنان كان فيلم "نجوم الأمل والألم" للمخرج سيريل عريس، الفيلم الذي تنطلق أحداثه من لحظة انفجار مرفأ بيروت، والتي هزت العالم العربي قبل 5 أعوام، الفيلم لا تظهر فيه السياسة بشكل مباشر، لكن تناول المخرج لأوضاع أبطاله، كان انعكاسًا صريحًا على الأوضاع السياسية والاقتصادية لبيروت.

الأفلام  في فك السياسة
الأوضاع في الوطن العربي لم تكن بعيدة عن الأفلام غير العربية، فلقد طالت القضية الفلسطينية أحد أهم أفلام المسابقة الرسمية وهو "أب أم أخ أخت" للمخرج جيم جارموش، الفيلم خالي تمامًا من السياسة، إلا أن تولي شركة موبي الشهيرة لتوزيعه، أثار جدلًا في المؤتمر الصحفي للفيلم، حيث تلقى المخرج سؤالًا عن حول أزمة الشركة مع عدد من مخرجيها وهو واحد منهم، بعد قبولها استثمارًا بقيمة 100 مليون دولار من شركة داعمة للكيان الإسرائيلي، لتصنيع الأسلحة. 

جارموش، قال  إنه اعترض بالفعل على هذا الأمر، لكن لا يجب سؤال صناع الأفلام عن مصادر تمويل أفلامهم، فهم لهم بما يقدموه، مؤكدًا أنه لو تم البحث وراء مصادر التمويل، لاكتشفنا الكثير من الحقائق الصادمة معلقًا: "كل شركات الإنتاج أموالهم قذرة". 

مؤتمر صحفي آخر، كانت السياسة حاضرة فيه بقوة، وهو "ساحر الكرملين" للمخرج أوليفييه أساياس، المستوحى من شخصية المستشار الإعلامي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. المخرج تحدث في المؤتمر الصحفي عن أن الفيلم يتناول التغيرات السياسية العالمية العنيفة التي نشهدها حاليًا، والتي وصفها بـ"العنيفة والمرعبة" قائلًا: "إنه فيلم عن التحول المخيف الذي نعيشه جميعًا اليوم".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه