لندن: أطلقت مادونا، التي تعافت أخيراً بعد فترة علاج في المستشفى، السبت في لندن جولة عالمية كبيرة احتفالا بالذكرى السنوية الأربعين لانطلاق مسيرتها الفنية، ووجهت تحية إلى الأشخاص الذين "يعانون" جراء أعمال العنف "المفجعة" الدائرة حالياً بين إسرائيل والفلسطينيين.
ولم يكن مقرراَ أن تستضيف قاعة "أو 2 أرينا" الحفلة الأولى ضمن جولة "سيليبريشن تور" للمغنية البالغة 65 عاماً، لكنّ دخولها في يونيو إلى العناية المركزة في المستشفى بسبب عدوى بكتيرية استدعى تأجيل الجزء الأميركي الشمالي من الجولة.
قبل أن تحيي حفلة في باريس في نوفمبر، ثم في مدينة مونتريال الكندية في يناير قبل أن تختتم جولتها في المكسيك في أبريل، قدّمت مادونا حفلة للجمهور البريطاني استرجعت خلالها مسيرتها الزاخرة بالنجاحات الكبيرة منذ أغنية "هوليداي" عام 1983.
ويستعيد برنامج حفلات جولة "ذي سيليبريشن تور" أبرز محطات مسيرة مادونا خلال العقود الأربعة الأخيرة. ولا تكتفي النجمة بإنشاد أغنياتها الشهيرة، بل تستعين أيضاً بالأزياء التي كانت تطلّ بها، وتطعّم حفلاتها بالصور الأرشيفية.
وبعد فترة أمضتها مادونا في المستشفى، أرجئ الجزء الأميركي الشمالي من جولتها التي كان من المقرر أن تبدأ في 15 تموز/يوليو في فانكوفر في غرب كندا، فيما بقي الجزء الأوروبي على مواعيده المحددة أساساً.
وفيما تجاوزت المغنية مشكلاتها الصحية، اضطرت للتغلب على بعض المشكلات الفنية على المسرح في أولى حفلاتها الأربع التي بيعت تذاكرها بالكامل في "أو 2 أرينا".
فبعد صعودها إلى المسرح بطريقة استعراضية لافتة، اضطرت إلى إيقاف العرض لفترة وجيزة بسبب مشكلات في الصوت.
وقالت مادونا للحشد "هذا بالضبط ما لا تريدون أن يحدث في ليلة الافتتاح، لذلك لم يكن هذا مخططا له. أنا آسفة".
بعد حل المشكلات، قدّمت مادونا أداءً حياً لأغنيات منفردة بينها "هوليداي" (1983)، و"هانغ آب" (2005) وغيرها من الأغاني الضاربة، بينما كانت ترتدي مجموعة من الأزياء المتقنة.
للمرة الأولى منذ بداياتها، لن تحيي مادونا أي حفلة إلى جانب فرقة موسيقية على المسرح خلال الجولة.
لكن ابنتها ميرسي جيمس ظهرت بشكل مفاجئ في ليلة الافتتاح لتعزف على البيانو على المسرح بينما غنت والدتها أغنيتها "باد غيرل".
وأوقفت مادونا عرضها مرة أخرى في وقت لاحق، هذه المرة لإرسال رسالة دعم للإسرائيليين والفلسطينيين الذين "يعانون" وسط أعمال العنف "المفجعة" الدائرة حالياً.
وفي رسائل أخرى خلال الحفل الذي استمر لساعات، ظهرت صورة للمغنية الراحلة شينيد أوكونور على شاشات كبيرة، بينما لفت مادونا علم أوكرانيا على ظهرها قبل أن تغني أغنية "دونت كراي فور مي أرجنتينا".
مادونا، واسمها الكامل مادونا لويز تشيكونيه، مولودة في أغسطس 1958 في ميشيغن، لأب من أصل إيطالي وأم كندية ناطقة بالفرنسية.
وبعد أن بدأت حياتها الفنية كراقصة وكاتبة أغنيات وملحّنة ومغنية في أواخر سبعينات القرن العشرين في نيويورك، ولم يكن في حوزتها وقتها سوى 35 دولاراً، فازت بسبع جوائز "غرامي"، عن رصيدها الموسيقي الذي بلغ 14 ألبوماً سجلت في الاستوديو بالإضافة إلى تسجيلات حية وموسيقى تصويرية لأفلام. كذلك جعلها نشاطها كمنتجة وممثلة ومخرجة سينمائية منذ 40 عاماً واحدة من أبرز الفنانات وسيدات الأعمال وأكثرهن ثراءً في العالم.
وبفضل أغنيات استحالت من كلاسيكيات المكتبة الموسيقية في العقود الأخيرة مثل "لايك إيه فيرجين" و"ماتيريال غيرل"، باعت مادونا أكثر من 300 مليون ألبوم في جميع أنحاء العالم.
وفي المجمل، سيحظى المعجبون خلال هذه الجولة بفرصة مشاهدة النجمة تؤدي نحو 45 من أغنياتها، من بينها 25 كاملة، في حين تكتفي بمقتطفات من نحو عشرين، يُدمَج بعضها في مجموعة واحدة، والبعض الآخر يستخدم للربط بين مختلف فقرات وصلات الحفلة.