إيلاف من الرباط: أعرب الفنان العراقي كاظم الساهر عن إعجابه بثراء وتنوع التراث الموسيقي المغربي، واعداً جمهوره بأعمال قادمة تحمل بصمة هذا الإرث الكبير.
وقال الساهر، في لقاء مع بعض وسائل الإعلام بالرباط الأربعاء، إن المغرب يختزن إيقاعات جميلة وبالغة التنوع و"سأفاجئكم بعملٍ يعكس إعجابي بهذا التراث". وأضاف أنه ما فتئ يدعو أصدقاءه من الفنانين المغاربة إلى الاشتغال على هذا الرصيد وترويجه في العالم العربي.
وعن حضور الأغنية المغربية عربيًا، سواء على مستوى اللهجة أو الأصوات المنتشرة في الشرق، اعتبر الساهر الذي سيُحيي حفل افتتاح الدورة ال 15 لمهرجان "موازين .. إيقاعات العالم" بالمسرح الوطني محمد الخامس، أن الأمر لا يتعلق بموجة عابرة، معرباً عن تقديره لأصوات مغربية عديدة تتصدر المشهد. وأضاف في هذا الصدد: "كلما تحدثنا عن نخبة أجمل الأصوات في الساحة العربية، يكون ضمنها اسم مهم، وهو "أسماء المنور"، الفنانة التي قاسمته دويتو "المحكمة". كما نوّه بموهبة الفنان الشاب سعد المجرد.
علاقته بالمغرب
وتحدث الفنان العراقي، عن مدى ارتباطه الوثيق بالمغرب أرضاً وشعباً، مستعيداً قصة علاقة بدأت منذ أولى حفلاته في العام 1997، واكتست مع توالي زياراته طابعاً عائلياً تُوج باختياره الإقامة في العاصمة الرباط، علماً أنه ثاني فنان يتسلم مفتاح مدينة فاس بعد الفنان السوري القدير صباح فخري.
وبدا الفنان الملقب بـ"قيصر الأغنية العربية"، كما سمّاه الشاعر الكبير نزار قباني، ممتناً وهو يحكي مفاجأته السارة بالزغاريد المغربية التي استقبلته وهو يصعد أخيراً منصة حفل كبير أحياه بالعاصمة الفرنسية باريس.
أما بشأن مساره الفني الحافل، فقال الساهر أنه قدم مختلف الألوان الإيقاعية وغنّى قضايا متنوعة، فقد أدى الكلاسيكي والدرامي والعاطفي والوطني وتراث الطقطوقة ومختلف أصناف التراث العراقي، لكنه حرص على وضع القوالب العربية الأصيلة في حوار مع الألوان الموسيقية العالمية، كي لا يطمس هويتها وخصوصيتها.
آراء ومواقف:
من جهةٍ أخرى، عقب الساهر على المخاوف على مستقبل الأغنية الطربية الأصيلة في ظل موجة الإيقاعات السريعة، بالقول: "الفن الجاد هو الباقي"، مقدماً نموذجاً دالاً من برامج المسابقات الغنائية وخصوصاً برنامج "ذي فويس" الخاص بالأطفال، حيث فوجئ طاقم البرنامج بإقبال وإصرار المترشحين الصغار، وهم أصوات المستقبل، على أداء قطع غنائية من السجل الفني الأصيل، رغم صعوبتها البالغة. إلا أنه كشف عن انزعاجه من تأثير أجواء التنافس على نفسية الأطفال الذين لا يتقبلون بسهولة مسألة الإقصاء، الأمر الذي حفّزه على إعداد مشروع غنائي يضم جميع المرشحين.
وعن دور الفنان في مشهد تجتاحه صور الدمار والإرهاب، استحضر الساهر محطات كثيرة من رصيده الفني خصصها لأوجاع الأوطان التي تواجه العنف الأعمى قائلا : "نريد أن نقدِّم وجهاً آخر غير هذا الوجه الدموي الذي يرسمه دخلاء يشوهون سمعة أوطاننا وديننا وثقافتنا وكل المبادئ التي تربينا عليها".
هذا وكانت جمعية مغرب الثقافات التي تنظم مهرجان موازين في دورته الـ15، من 20 إلى 28 مايو قد قررت الإحتفاء بالموسيقى العربية مع واحد من بين أبرز سفرائها، الفنان العراقي كاظم الساهر، الذي سيعود مجدداً للمغرب لملاقاة جمهوره الغفير يوم الجمعة في حفلٍ يعِد بأجواءٍ رومانسية ستظل راسخة في الأذهان.