جاء حدث محاولة اغتيال رئيس الولايات المتحدة الأميركية السابق ومرشح الرئاسة الحالي دونالد ترامب أثناء إلقاء خطابه أمام مرشحيه في بنسلفانيا قبل أيام ليطغى على كل وسائل الإعلام في ظل السباق الرئاسي المحموم بينه وبين الرئيس الحالي جو بايدن، وغنيٌّ عن القول إن تبعات هذه الحدث الكبير ستكون ذات أصداء صاخبة سواء على الساحة السياسية أو الإعلامية وبالتأكيد عبر صناديق الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، وقد أسهب في الحديث عن هذه الجزئية عدد من الفضلاء المختصين في هذا الشأن فلستُ بحاجة لتكرار ما قالوه أو كتبوه، كما أن عدداً لا يُحصى من الفضلاء استفاضوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي في سرديات تاريخية لحالات الاغتيال التي وقعت سواءً في الولايات المتحدة أو بقية بلدان العالم فلا أظن بأنني سوف أُضيف جديداً في هذه الإطار فلماذا أستحضر إذن هذه الحادثة؟!
في الحقيقة، عند حدوث أي حالة اغتيال أو محاولة اغتيال، استحضر فوراً بعض الحالات المماثلة التي رافقت مرحلة صباي وظلّت راسخة في عقلي حتى الآن وأعزو سبب ذلك مداومتي منذ سنوات عمري الأولى على متابعة نشرات الأخبار في القناة السعودية بشكل يومي مع سيدي الوالد رحمه الله كوني أصغر الأشقاء وليس لدي أقران أُمضي الوقت معهم بما يتناسب مع مرحلتنا العمرية، فأصبحتُ إثر ذلك أعرف أسماء كبار المسؤولين السعوديين والخليجيين والعرب والأوروبيين والأمريكان، ناهيك عن معرفة بعض بروتوكولات اللباس والمأكل والاستقبال والتوديع من واقع تسمّري أمام الشاشة الفضية.
إقرأ أيضاً: عام التحوُّل الإعلامي السعودي
لم أتجاوز العاشرة من عمري عندما شاهدت محاولة اغتيال المرشح لرئاسة الجمهورية التركية حينها ورئيسها الثامن لاحقاً الرئيس (تورغوت أوزال) وهو يتحدث في مؤتمر حزبه (حزب الوطن الأم) عام 1988م وكيف تلقى الرصاصة في يده اليمنى ليختبئ فوراً أسفل المنصة وبعد السيطرة على مُطلق النار عاد مرة أخرى لإكمال خطابه، كما لا أنسى خبر اغتيال تاسع رؤساء الجمهورية اللبنانية وأولهم منذ (اتفاق الطائف) الرئيس (رينيه معوّض) الذي قضى في الثاني والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1989م بعد أقل من ثلاثة أسابيع من انتخابه رئيساً للجمهورية، ولا زلت أتذكر خبر اغتيال رئيس مجلس الشعب في جمهورية مصر العربية الرئيس (رفعت المحجوب) الذي طالته يد إرهاب جماعة الجهاد المصرية المارقة في الثاني عشر من تشرين الأول (أكتوبر) عام 1990م، وأخيراً حادثة اغتيال رابع رؤساء الجمهورية الجزائرية الرئيس (محمد بوضياف) الذي قُتل وهو يُلقي خطاباً متلفزاً في دار الثقافة بمدينة عنابة يوم التاسع والعشرين من حزيران (يونيو) عام 1992م.
إقرأ أيضاً: الشيخ مبارك الفهد ومؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك
وفي الختام، أقف احتراماً وتقديراً لبيان وزارة الخارجية السعودية الذي عبّر عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها لمحاولة الاعتداء على حياة الرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، وتضامن المملكة التام مع الولايات المتحدة الأميركية والرئيس السابق وأسرته، مؤكدة رفضها لكافة أشكال العنف وكذلك تعبير المملكة عن تعازيها لأسرة المتوفى وللشعب الأميركي الصديق وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.