نجح المنتخب الأردني في تقديم أفضل أداء في تاريخ كأس آسيا لمنتخب جاء للبطولة دون أن يكون في دائرة الترشيحات. وبالرغم من تراجع تصنيف الأردن قياساً بمنتخبات آسيوية عملاقة مثل اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وإيران وغيرها، إلا أنه قدم الأداء المذهل الذي تفوق به على جميع العمالقة.
أتفهم جيداً كمتابع محايد للمباراة النهائية بين قطر والأردن الغضب الجماهيري الأردني بعد خسارة هذه المباراة بثلاثية لهدف، وما يعمق من مشاعر الغضب أنَّ هذه الثلاثية جاءت من ركلات جزاء، والحقيقة أن جميعها صحيحة ولا توجد شبهة مجاملات تحكيمية.
المهم الآن طي صفحة كأس آسيا، والبناء على ما تحقق، فقد أصبح للأردن منتخب يملك قوة الشخصية والمقدرة على البقاء في دائرة الكبار. يجب أن يكون الهدف المقبل التأهل للمونديال للمرة الأولى في تاريخ الكرة الأردنية، وهو إنجاز في حال تحقق فسوف يكون أكثر قيمة وبهجة من التتويج بلقب كأس آسيا.
يجب على الأردن البحث عن 100 تعمري والدفع بهم لملاعب أوروبا، فهذا هو التحدي الحقيقي لكي يستمر هذا التوهج الكروي الأردني في المستقبل، والإفادة من تجربة احتراف موسى التعمري في ملاعب أوروبا.
إقرأ أيضاً: لا مكان للانبهار.. انتهى زمن الكبار
الأردن هو البطل غير المتوج لكأس آسيا، فقد تمكن بإمكانات بسيطة وتاريخ كروي متواضع مقارنة مع منتخبات أخرى من الوقوف في وجه كل العمالقة. لا تهدروا هذه الفرصة التاريخية في ملاسنات لا طائل منها مع الجمهور العراقي أو شكوى من ظلم تحكيمي أو استدعاء لنظرية المؤامرة وخصوصاً في المباراة النهائية.
لا تجعلوا أطفال وشباب الأردن يدخلون في دائرة الشك والسلبية، فهم الآن يستعدون لتلقي عدوى النجاح ولقاح الثقة وترياق الكبرياء الكروي. قولوا لهم إنَّ لدى الأردن منتخب كبير، ولديه كرة قدم قادمة لتجد لنفسها مكاناً مع كبار آسيا، وتحلم بالتأهل للمونديال، وتطمح أن يكون لها 100 تعمري في ملاعب أوروبا.