القاهرة: قال المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري الأربعاء إنه يأمل أن يوفر مؤتمر الأطراف الدولي للمناخ المقبل (كوب 27) المقرر عقده في شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر في مصر في تشرين الثاني/نوفمبر، حلولا لأزمة تغير المناخ.
وقال كيري خلال منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي الذي يعقد بالعاصمة الادارية الجديدة شرق القاهرة، "شرم الشيخ يمكن أن توفر الطاقة التي نحتاجها لتغيير العالم".
وعلق قائلا "نحن في ورطة"، مشيرا إلى مسؤولية "20 دولة عن 80 % من المشكلة (تغير المناخ) على مستوى العالم".
وأتت تصريحات وزير الخارجية الأميركي السابق خلال المنتدى الذي حضره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وممثلو 24 بلدا إفريقيا من وزراء اقتصاد ومال وبيئة.
وأوضح أن الولايات المتحدة وحدها تعتبر ثاني أكبر مصدر (لغازات الاحتباس الحراري) بعد الصين، داعيا الدول الصناعية الكبرى إلى "مساعدة الدول الأخرى في عملية الانتقال (البيئي)" وإلى إيجاد موارد من أجل تمويلها عبر "القطاع الخاص".
وقال "ما من حكومة في العالم تملك ما يكفي من المال لتغطية الكلفة (عملية الانتقال)".
وأكد السيسي من جهته أن مصر "من أكثر الدول تعرضا لآثار تغير المناخ".
وأضاف "نحتاج إلى رؤية شاملة لدعم الدول الإفريقية في مواجهة التغيرات المناخية"، مشيرا إلى أن تكلفة التخفيف من حدة التغير المناخ ستصل إلى 800 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2025.
وتعتبر قضية حشد التمويل لمساعدة البلدان الفقيرة على الحد من انبعاثاتها وتعزيز قدرتها على الصمود أمام التغيرات المناخية، من أهم المسائل المطروحة على طاولة كوب 27، خصوصا مع عدم الإيفاء بتعهد تخصيص مئة مليار دولار سنويا اعتبارا من العام 2020 لمساعدة الدول الضعيفة على التكيف مع الأزمة.
ويعقد هذا المنتدى على مدى ثلاثة أيام ويأتي بعد يومين على اجتماع في هولندا كان الهدف منه دعم قارة إفريقيا في مواجهة أزمة تغير المناخ.
إلا أن رئيس الاتحاد الإفريقي ورئيس السنغال ماكي سال أشار "بمرارة" إلى غياب الدول الصناعية عن مؤتمر روتردام.
والقارة السمراء مسؤولة عن انبعاث حوالى 3 % من غاز ثاني أكسيد الكربون عالميا، وفقًا للأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، ورغم ذلك تعاني القارة من معظم تداعيات تغير المناخ، وخصوصا الجفاف والفيضانات.
وبحسب بنك التنمية الأفريقي، قد تحتاج إفريقيا إلى 1,6 تريليون دولار بين عامي 2020 و2030، من أجل مكافحة تغير المناخ والتكيف مع الآثار السلبية لهذه الظاهرة.
من جهته قال هارجيت سينغ، رئيس الاستراتيجية السياسية الدولية في الشبكة الدولية للعمل المناخي، إن مصداقية مؤتمر كوب 27 "معلقة بخيط رفيع".
وأوضح أن مؤتمر كوب 27 قد يحكم عليه "بالفشل إذا استمرت الدول المتقدمة في تجاهل مطالب الدول النامية بإنشاء مرفق تمويل الخسائر والأضرار لمساعدة الشعوب على التعافي من الفيضانات المتفاقمة وحرائق الغابات وارتفاع منسوب مياه البحار".
ويشارك في مؤتمر كوب 27 ما يقرب من 200 دولة، مع مئات المراقبين والمنظمات غير الحكومية. ومن المتوقع أن يشهد الحدث الدولي تظاهرات لناشطين ومدافعين عن البيئة تهدف إلى تكثيف الضغط على القادة السياسيين من أجل حل أزمة التغير المناخي.
وفي حزيران/يونيو، قال مسؤول مصري لوكالة فرانس برس إنه سيسمح بمثل هذه التجمعات خلال المؤتمر على الرغم من وجود قانون يمنع التظاهر في البلد العربي الأكثر تعدادا للسكان مع أكثر من 103 ملايين نسمة، إذا لم يتم اخطار السلطات بشكل مسبق.
في أواخر الشهر الماضي، اختتمت مجموعة العشرين محادثات بشأن المناخ في بالي بدون بيان مشترك على الرغم من حث إندونيسيا، البلد المضيف، الاقتصادات الكبرى في العالم على العمل معا لمكافحة الاحترار المناخي أو الانزلاق نحو "المجهول".