ايلاف من لندن: جرت في بغداد السبت مراسم توقيع اتفاق العراق مع لبنان لبيعه مليون طن من زيت الوقود الثقيل بالسعر العالمي مقابل خدمات طبية وفندقية وسلع.
ورعى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مراسم توقيع اتفاق بين العراق مع لبنان لبيعه مليون طن من مادة زيت الوقود الثقيل بالسعر العالمي على ان يكون السداد بالخدمات والسلع.
وخلال مؤتمر صحافي في مطار بيروت لدى عودته السبت من العراق، قال وزير الطاقة اللّبناني ريمون غجر أنّ آليّة هذا الاتفاق "معقّدة"، موضحًا أنّ الإتفاق يسمح بـ"شراء مليون طن من الفيول الثّقيل من دولة العراق لصالح مؤسسة كهرباء لبنان"، مقابل "خدمات استشارية واستشفائية".
لكنّ زيت الوقود الثقيل غير صالح للإستعمال مباشرة في معامل الطاقة اللبنانيّة، ولذلك ستلجأ السلطات اللّبنانية إلى التزود بنوع آخر من الوقود من مزوّدين آخرين، يكون أكثر توافقًا مع المعامل اللّبنانية. وأوضح غجر أنّه لن يتم الدّفع لهؤلاء المزوّدين بالعملة الصعبة، بل سيجري إعطاؤهم زيت الوقود العراقي في المقابل.
وأضاف "نحن لسنا أول من يلجأ لذلك التبادل، هناك شركات كثيرة ودول كثيرة تقوم بمثل هذا النوع من عمليات الاستبدال".
وأوضح الوزير أن تلك الكمية تغطي ثلث حاجات مؤسّسة كهرباء لبنان من الوقود لفترة معينة، آملًا أن تكون كافية لتغطية "فترة الصيف"، ومضيفًا "يمكننا أن نعطي خلال فترة أربعة أشهر حوالى تسع ساعات أو عشر ساعات من الكهرباء (يوميًّا) كحدّ أقصى".
وفي نيسان/أبريل الماضي، وقّع البلدان إتفاقًا أوليًّا ينصّ على تأمين بغداد النفط للبنان مقابل تقديم لبنان الدعم في مجال الخدمات الطبيّة والاستشفائيّة، لا سيّما عبر إرسال خبراء لبنانيّين وفرق طبيّة متخصّصة للمساعدة في إدارة منشآت طبيّة جديدة في العراق.
الكميات الاولى تصل لبنان مطلع الشهر المقبل
ووقّع الاتفاق عن الجانب العراقي وزير المالية علي عبد الامير علاوي فيما وقّع عن الجانب اللبناني وزير الطاقة والمياه ريمون غجر فيما وقع تفاصيل العقد عن الجانب العراقي مدير عام شركة تسويق النفط علاء الياسري وعن الجانب اللبناني مديرة عام النفط اللبناني أورو فغالي.
وبموجب الاتفاق سيستورد لبنان من العراق مليون طن من زيت الوقود لحل أزمة الكهرباء المتفاقمة في لبنان حيث ينتظر ان تصل الكمية التي تم التعاقد عليها إلى لبنان خلال الأسبوع الاول من الشهر المقبل لتخزن المواد المخصصة للاستهلاك في خزانات معامل الكهرباء
العراق رفع الكمية من نصف مليون الى مليون طن
وكان غجر والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، قد وصلا إلى بغداد امس يرافقهما وفد كبير من مسؤولي الوزارة ومؤسسة كهرباء لبنان حيث اجرى الوفد مباحثات مع المسؤولين العراقيين تتعلق بالترتيبات والتدابير الفنية من الجانب اللبناني لطريقة ايصال الكميات الى لبنان.
وهدت هذه المباحثات الطريق امام توقيع الاتفاق اليوم الذي رفع كمية زيت الوقود العراقية الى لبنان من نصف مليون طن الى مليون طن وهذه الكميات كافية لضمان الاستقرار في إنتاج الطاقة لمدة 7 أشهر على الأقل.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب قد اعلن في التاسع من حزيران يونيو الماضي ان الحكومة العراقية قررت مضاعفة دعمها النفطي للبنان إلى مليون طن سنويا ارتفاعا من 500 الف طن أقرت سابقا.
دياب ثمن دعم العراق
وقالت رئاسة الحكومة اللبنانية في بيان أن دياب "تبلغ رسميا قرار مجلس الوزراء العراقي بمضاعفة كمية النفط التي كانت بغداد قد أقرتها للبنان من 500 ألف طن إلى مليون طن سنويا". واثر ذلك هاتف دياب نظيره العراقي مصطفى الكاظمي "شاكرا للحكومة والشعب العراقي الشقيق وقوفهم إلى جانب لبنان في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها" بحسب البيان.
وفي شباط فبراير الماضي صادقت بغداد على دعم نفطي لبيروت بمقدار 500 ألف طن سنويا ثم قررت أواخر الشهر الماضي مضاعفة الكمية إلى مليون طن.
وزيرا المالية العراقي والطاقة اللبناني يوقعان برعاية الكاظمي في 24 تموز يوليو ترتيبات تنفيذ تصدير زيت الوقود الى لبنان
طريقة الدفع ستكون ميسرة
وفي 28 من حزيران أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية وزير الثقافة حسن ناظم أنه "لا عراقيل في ملف تصدير النفط إلى لبنان".. مشيرا إلى أنه "ما زال هناك ترتيبات وتدابير فنية من الجانب اللبناني".
وشدد بالقول "المسألة منتهية من جهتنا وفتح الاعتمادات المصرفية أسهل وطريقة الدفع ستكون ميسرة وهناك تدابير ستتخذ في حينها بخصوص نوع العملات".
واوضح أن "القرار العراقي يهدف الى مساعدة لبنان في هذه الأزمة والمهم أن نعمل على نقل النفط بأسرع وقت ممكن والشاحنات هي الطريقة الأسرع".
وأشار إلى أن "العراق يوافق على تصدير زيت الوقود إلى لبنان مقابل الخدمات الطبية والفندقية وأن الحكومة العراقية لن تتأخر عن مساعدة لبنان وشعبه".
وجاء هذا الاتفاق فيما تتصاعد حدة الأزمات المعيشية في ظل الانهيار الاقتصادي المتسارع وعدم قدرة مصرف لبنان على الاستمرار في الدعم فيما يواصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء بالارتفاع ليتجاوز الفي ليرة لبنانية للدولار الواحد.
كما تتواصل أزمة شح المحروقات في لبنان على الرغم من رفع سعر المحروقات فيما يعمد أصحاب المولدات الكهربائية على التقنين القاسي في جميع المناطق بسبب نفاد مادة المازوت لديهم.