إسرائيل دولة إرهابية ودموية مكتملة الشروط وتنتهج مصطلح "العقيدة الدموية"، وهو مفهوم يشمل عدة جوانب، منها: الاعتقاد بأن الدم هو رمز مركزي في الثقافة اليهودية، مع التأكيد على أنه ليس بالضرورة استخدام الدم في الطقوس الدينية أو غيرها من الممارسات التي تتنافى مع تعاليم اليهودية. كذلك يشير المصطلح إلى "عقيدة الأمن الإسرائيلية" القائمة على استخدام القوة المفرطة والردع الشديد بكل وحشية، وأحياناً استخدام "الحرب الوقائية" لحسم الصراعات بسرعة، وانتهاج عقيدة التدمير والعقاب الجماعي وصولاً إلى الأرض المحرقة.
وكل ذراع عسكري لأي كيان سياسي ينتهج نفس السياسة العامة لهذا الكيان، تنفيذاً للسياسة الخاصة به، ومن هذه السياسة يتم بناء العقيدة القتالية المناسبة لتنفيذ هذه السياسة.
وقوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) أو جيش الدفاع الإسرائيلي هو الجيش النظامي لدولة إسرائيل والذراع العسكري الوحيد ضمن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ويتألف من ثلاثة فروع رئيسية: القوات البرية الإسرائيلية، وسلاح الجو الإسرائيلي، وسلاح البحرية الإسرائيلي، ويخضع لإمرة رئيس هيئة الأركان العامة الذي يُعيَّن من قبل وزير الدفاع.
وهو جيش ذو سجل إجرامي أسود منذ تأسيسه في 26 آيار (مايو) 1948 بأمر من دافيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، بعد وقت قصير من إعلان قيام الدولة، ويسمى هذا الجيش الدموي بـ"قوات الدفاع" ظاهرياً، على الرغم من أنه جيش هجومي محتل، يبادر للهجوم تحقيقاً لمبدأ "خير الدفاع (الهجوم)"، ذو سياسة توسيعية، وعقيدة قتالية خاصة تعتمد على التفوق والإبادة.
واستند تشكيل الجيش الإسرائيلي إلى دمج التنظيمات شبه العسكرية اليهودية التي كانت قائمة في عهد الانتداب البريطاني، وأبرزها: الهاجاناه، والإرجون، وليشي، وهو الذراع العسكري الإجرامي لإسرائيل الذي نُزعت منه الرحمة والشفقة، كبقية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الأخرى، كالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، والموساد (المخابرات الخارجية)، والشاباك المعروف كذلك بالشين بيت (الأمن الداخلي).
ووصل بهذا الجيش المجرم لتكوين وحدة خاصة تُسمى وحدة دوفديفان "المستعربين"، يتخذون أشكالاً شبيهة بالعرب الفلسطينيين، ويتخفون باللباس العربي لتسهيل الدخول إلى المناطق المحتلة وقتل المدنيين الأبرياء.
وهذا الجيش المشؤوم هو درع للصهيونية وللكيان الغاشم (إسرائيل)، وهو أحد قوى الشر في المنطقة، ويحتل الأراضي الفلسطينية وأجزاء من سوريا ولبنان، وهو جيش مجرم وزعماؤه وقادته مجرمون، وارتكب جرائم إبادة ومجازر ضد الفلسطينيين.
ويُصنف كجيش عنصري بغيض، غير أخلاقي، لا يعي قيمة الشرف ولا الإنسانية، وقام على مدار 80 عاماً بجرائم حرب وانتهاكات عديدة ومتكررة لحقوق الإنسان العربي، وخصوصاً الفلسطيني، وجرائمه غير معهودة، فاحتلال أرض الغير بالقوة، والقتل بدم بارد، وارتكاب المجازر، واعتقال وتشريد الفلسطينيين وغيرهم من العرب، واستهداف المدنيين والتنكيل بهم، تعكس مدى انحطاط أخلاقيات الجيش المكون من شذاذ الآفاق.
إنَّ المجازر الإسرائيلية متعددة ومتلاحقة بحق الفلسطينيين وجيرانها العرب قبل إعلان قيام دولة إسرائيل حتى اليوم. فقد ارتكبت العصابات الصهيونية في فترة الانتداب البريطاني مذابح بشعة، تبقى من أكثرها هولاً مذبحة دير ياسين، التي شهدها غرب القدس يوم 9 نيسان (أبريل) 1948، ونفذتها الجماعتان الصهيونيتان: الإرجون وشتيرن.
وتلا ذلك المئات من المجازر والمذابح حتى سيطرت إسرائيل على كامل فلسطين، وتوغلت في سوريا ومصر ولبنان، الذي ارتُكبت فيه العديد من المجازر، من أشهرها مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، ومذبحة قانا عام 1996، وتبعها العديد من المجازر في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وما زال الشعب الفلسطيني يعاني على يد هذا الجيش المستبد من الاحتلال، والإرهاب، والحصار، والعقاب الجماعي، والقتل، والسحل، والأسر. فهذه غزة، ما بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، تتعرض للإبادة الجماعية، والتجويع، وتدمير البنى التحتية، والمدارس، والمساجد، والمستشفيات. وذهب ضحية ذلك الآلاف من الغزاويين، وشُرّد كافة سكان غزة، وأصبحوا بلا مأوى أو طعام، وتأتي مجازر المساعدات آخر مجازر الجيش الإسرائيلي في استباحة جديدة لدماء المدنيين الأبرياء العزّل، وكذلك الحال في الضفة الغربية.
وتبقى الأيدي الإسرائيلية، ممثلة في قادتها وجيشها، ملطخة بالعار، وبدماء الشهداء والمصابين والمشردين من الفلسطينيين والعرب.
ويبقى هذا الجيش نموذجاً ومثالاً للإرهاب والجريمة الحيّة المستمرة منذ عام 1948، وحتى إن قام بالهجوم على دولة مثل إيران، تقاسمه نفس الأسلوب والطريقة في الإرهاب والإجرام بحق العرب، وعندما يستهدف برنامج الأسلحة النووية الإيراني ومنشآت ومعدات وأسلحة إيران، فهو فقط يدافع عن مصلحة إسرائيل فقط لا غير، بعد تقديره أن امتلاك إيران للسلاح النووي خطر وجودي على بقاء إسرائيل، ويظل وجوده ودولة إسرائيل أحد قوى الشر في العالم والمنطقة، خطر وجودي على العرب، وبإذن الله للزوال، فكل محتل ومستعمر لا بد له من نهاية.