قبل نهاية مباراة ليفربول وساوثهامبتون يوم السبت، كان مشجعو "الريدز" متعطشين لهدف آخر، حتى أنهم راحوا يصيحون مطالبين لاعبي فريقهم بالتسديد من أي مكان.
كان هذا بعد 30 دقيقة من تسجيل الهدف الرابع في شباك ساوثهامبتون. فماذا لو أخفق ليفربول في تسجيل أهداف في أي من مباريات هذا الموسم؟
هذا السيناريو مستبعد في المرحلة الراهنة؛ فلم تنته أيّ من مباريات هذا الموسم حتى الآن دون تسجيل من جانب الريدز في شباك الخصوم.
وفي إجمالي 17 مباراة لعبها ليفربول في كل المسابقات، أحرز الفريق بمعدل هدفين لكل مباراة - وهو أعلى مستوى يظهر به فريق إنجليزي في قرابة مئة عام.
وحتى الآن، سجل الريدز 39 هدفا في إجمالي 13 مباراة، وهو أعلى معدل تهديف للفريق حتى هذه المرحلة من عمر الدوري الممتاز - أعلى حتى من معدل تهديف الفريق في موسم 2019-2020 الذي أحرز فيه لقب البريميرليغ.
وبعد فوز الريدز على ساوثهامبتون، أصبح ليفربول الآن في المركز الثاني على جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. فهل أصبح ليفربول في قمته؟ وهل للبرتغالي ديوغو جوتا -الذي انضم للريدز بعد إحراز اللقب - دور رئيسي في ذلك؟
"صفقة ممتازة"
تصدّر اسم المصري محمد صلاح عناوين الأخبار الرياضية هذا الموسم عبر أهدافه التي سجلها مع ليفربول.
لكن في مباراة ساوثهامبتون، بات واضحًا أن ثلاثي هجوم ليفربول -المكوّن من الفرعون المصري، والسنغالي ساديو ماني، والبرتغالي جوتا - يؤلفون معًا جبهة مميزة.
وظل البرازيلي روبرتو فيرمينو لوقت طويل يؤدي دور صانع ألعاب الريدز على نحو جيد، لكن جوتا يضع بصْمته في هذا المكان بقلب الهجوم.
ويتميز جوتا البالغ من العمر 24 عاما بملكات هجومية تسهم بدور محوري في تمكين كل من صلاح وماني من استغلال سرعتهما، فضلا عن مراوغة دفاع الخصم وتشتيته - تماما كما اتضح أمام ساوثهامبتون حيث أسهم صلاح وماني في هدفَي جوتا.
وقد أظهر البرتغالي مقدرة على اللعب في أي مكان من المراكز الهجومية، وليس أدل على ذلك من إسهاماته خلال هذه الموسم مع ليفربول: عشْر بدايات هجمات، وسبعة أهداف، فضلا عن تمريرة صنعت هدفا.
ومنذ انتقاله من فريق وولفرهامبتون واندررز في سبتمبر/أيلول العام الماضي، سجّل جوتا 20 هدفا في 46 مباراة في كل المسابقات - وهو معدّل لافت، لا سيما وأنه ظل بعيدا عن المباريات مدة ثلاثة أشهر خلال الموسم الماضي إثر إصابة في الرُكبة.
ويتصدر صلاح قائمة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن بأحد عشر هدفا، يليه جوتا، وساديو ماني، وجيمي فاردي (من فريق ليستر) بسبعة أهداف لكل.
وعن جوتا، يقول مدرب ليفربول: "ديوغو لاعب استثنائي".
ويضيف يورغن كلوب: "إنه صفقة ممتازة. يمتلك كل ما يحتاجه لاعب ليفربول - لاعب مهاري، ولديه إمكانات بدنية، فضلا عن ذكاء شديد يساعده في فهمٍ سريع للتكتيكات".
ويتابع كلوب: "يستطيع جوتا التنقل عبر المراكز الهجومية الثلاثة، كما أن لديه من السرعة ما يؤهله لإنهاء اللعبة في وقت قياسي. إنه حقًا لاعب جيد".
ليفربول يستعيد شراسته
سجل ليفربول 39 هدفًا في 13 مباراة في هذا الموسم، وبذلك تفوق بتسعة أهداف على سجله في الفترة ذاتها من البطولة خلال الموسم الذي أحرز فيه اللقب، وتفوق بمقدار عشرة أهداف مقارنة مع سجله خلال نفس الفترة في الموسم الماضي.
ولم يتمكن الريدز من الدفاع عن اللقب في الموسم الماضي، حيث كان الفريق يعاني أزمة دفاعية، لكن مع عودة لاعبيه الأساسيين إلى مستواهم، يبدو ليفربول هذا الموسم أكثر قدرة على المنافسة على اللقب.
ويقول كلوب: "أعرف ما كنا نفتقد [الموسم الماضي]، إنه ثبات التشكيل. بلا لاعب ارتكاز لفترة، وكان علينا البحث عن حلول. كنا في صدمة منعتْنا من اللعب على طريقتنا".
ويضيف الألماني: "الآن استعدنا ثباتنا؛ كل لاعب يعرف دوره جيدا".
ويرى النمساوي رالف هازنهوتل، مدرب ساوثهامبتون، أن ليفربول استعاد شراسته، ومنذ نهاية الشهر الماضي سجّل ليفربول 14 هدفًا في خمس مباريات.
ويقول هازنهوتل: "هذا الفريق في أفضل حالاته الآن. لم يقعوا في الخطأ الذي وقعوا فيه نهاية الشهر الماضي أمام برايتون بالاكتفاء بهدفين مقابل لا شيء؛ لقد واصلوا تسجيل الأهداف".
"تعلمت من أخطائي"
ربما لم يثمر الموسم الفائت عن جائزة لليفربول، لكن يورغن كلوب يعتقد أنه أثمر عن خبرة قيمة.
وللتغلب على إصابات في الدفاع، لعب كلوب بكل من فابينيو، وجوردان هندرسون في مراكز متأخرة، مما ترك الفريق في حالة غير متزنة.
ويقول كلوب: "تعلمت الكثير. نعم هكذا الأمر؛ أنا أرتكب أخطاء".
ويضيف: "عندما تفقد لاعب ارتكاز، فإنك تفقد ساقا، لكن عندما تضع قلب الدفاع على الخط الأخير وتفتح ثغرات في أماكن أخرى، فإنك بذلك تكسر عمودك الفقري وعندئذ تفقد القدرة على الحراك. هذا بالضبط ما حدث العام الماضي".
ويتابع كلوب: "لم يهذب هذا الموسم بلا فائدة؛ لقد تعلمت منه أكثر مما تعلمت في غيره من المواسم".