وارسو: مهاجمٌ فتاك، حاملٌ للعديد من الأرقام القياسية وقوّةٌ تهابها جميع الفرق. رغم أن منتخب بولندا ليس مرشحاً للوصول إلى مراحل متقدمة في البطولات الكبرى، إلا أن وجود قناص بحجم هدافه التاريخي روبرت ليفاندوفسكي يكون كافيًا لتعزيز حظوظه، وهذا ما سيعوّل عليه في نهائيات كأس أوروبا 2020.
يدخل ليفاندوفسكي (32 عاماً) البطولة القارية منتشياً من إنجاز أدخله التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن حطّم رقماً قياسياً صمد 49 عاماً في الدوري الألماني.
وكأن القدر أراد له ذلك، إذ ابتسم الحظ للـ"ليفا" في الدقيقة 90 من مباراة فريقه بايرن ميونيخ ضد أوغسبورغ في المرحلة الأخيرة، ليسجّل هدفه رقم 41 في البوندسليغا محطماً الرقم القياسي لأسطورة الفريق غيرد مولر لعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد من الدوري (40 في موسم 1971 1972).
نشأ ليفاندوفسكي في عائلة رياضية في العاصمة وارسو، حيث كان والده كريشتوف بطلاً للجودو في بلاده ولاعباً مع فريق هوتنيك وارسو في الدرجة الثانية لكرة القدم. أما والدته، فهي لاعبة كرة طائرة سابقة قبل أن تصبح نائب رئيس لأحد أندية كرة القدم في العاصمة. ولم تختلف الأمور في حياته الزوجية، حيث ارتبط بأنّا ليفاندوفسكا حاملة برونزية بطولة العالم في الكاراتيه عام 2009.
احترف بداية مع فريق دلتا وارسو في العام 2005 وانتقل إلى ثلاثة أندية بولندية أخرى، قبل أن تأخذ مسيرته منعطفاً بوصوله إلى بوروسيا دورتموند الألماني عام 2010.
رغم انه اكتفى في موسمه الاول بتسجيل ثمانية أهداف في البوندسليغا، إلا ان دورتموند حقق لقب الدوري عام 2011 قبل ان يحتفظ به في الموسم التالي، بمساهمة من 22 هدفًا للبولندي الذي حل ثالثًا في ترتيب الهدافين.
من لا يتذكر عندما دكّ شباك ريال مدريد الاسباني بأربعة أهداف في ذهاب الدور نصف النهائي من دوري ابطال اوروبا في نيسان/ابريل 2013 (4 1)، ليقود فريقه الى النهائي الذي خسره أمام بايرن ميونيخ، الفريق الذي انضم الى صفوفه في العام 2014.
كثيرةٌ هي الانجازات التي حققها مع العملاق البافاري، لكن أكثر ما سيبقى في الذاكرة الى جانب تحطيم رقم مولر، هي الاهداف الخمسة التي سجلها في غضون تسع دقائق بعدما دخل من مقاعد البدلاء مع بداية الشوط الثاني ضد فولفسبورغ في الدوري في ايلول/سبتمبر 2015، وسط دهشة مدربه آنذاك الاسباني بيب غوارديولا.
كلّل إنجازه في قيادة بايرن ميونيخ الى سداسية تاريخية موسم 2019 2020 عندما تصدّر ترتيب دوري الابطال (15 هدف في 10 مباريات) والدوري المحلي (34)، بالفوز بجائزة أفضل لاعب لعام 2020 المقدمة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، متفوقًا على النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو والارجنتيني ليونيل ميسي.
قد تكون سُلبت منه جائزة الكرة الذهبية بعد ان كان المرشح الابرز للفوز بها لولا قرار مجلة "فرانس فوتبول" المانحة بإلغائها بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا على الموسم الكروي.
في حوزته تسعة القاب في البوندسليغا واربعة في الكأس المحلية ولقب في دوري الابطال والعديد غيرها. كما يملك جوائز لا تعد ولا تحصى على الصعيد الفردي حيث حصد هذا الموسم جائزة "الحذاء الذهبي" لأفضل هداف في الدوريات الاوروبية الكبرى، أفضل لاعب في اوروبا لموسم 2019 2020 المقدمة من الاتحاد القاري (ويفا)، أفضل لاعب في كأس العالم للاندية 2020، كما توج هدافًا للدوري الالماني في ست مناسبات، منها آخر اربعة تواليًا.