باريس: حقق البريطاني لويس هاميلتون الاحد لقبه السابع في بطولة العالم للفورمولا واحد معادلًا الرقم القياسي المسجل باسم الاسطورة الالمانية ميكايل شوماخر، إلا أن لقب "الأعظم في التاريخ" سيبقى جدلا قائمًا لسنوات قادمة.
تلقي وكالة فرانس برس نظرة على بعض الارقام والحقائق الخاصة بالسائقين. فمن الأعظم بينهما؟
الأرقام
خاض هاميلتون 14 موسمًا في بطولة العالم نافس خلالها في 264 جائزة كبرى منذ بداياته في العام 2007، مقابل 19 موسمًا و307 سباقًا لشوماخر منقسمة بين فترتين (1991 حتى 2006 و2010 حتى 2012).
في العام 2020، حطّم البريطاني رقمين قياسيين لشوماخر، أولهما عدد المرات في الصعود الى منصة التتويج (163 مقابل 155)، وعدد الانتصارات في السباقات (94 مقابل 91).
ويتفوق هاميلتون بشكل واضح لناحية الانطلاق من المركز الاول حيث نال هذا الشرف 97 مرة مقابل 68 للالماني. الا ان الاخير حقق اسرع لفة 77 مرة مقابل 53 للبريطاني.
عن 35 عامًا، يقف الوقت الى جانب البريطاني على رغم انه لم يبدأ بعد المفاوضات مع فريقه مرسيدس بشأن تجديد عقده الذي ينتهي هذا الموسم.
الا ان الإحصاءات والارقام قد تكون مضللة أحيانًا.
إذ إن عدد السباقات في الموسم الواحد كان يرتفع مع مرور الزمن، ففي عصر شوماخر بلغ معدلها 16 سباقًا في الموسم مقابل 19 في عهد هاميلتون.
أما في العصر الذهبي للارجنتيني خوان مانويل فانجيو الذي توج باللقب العالمي خمس مرات في فترة الخمسينات، فبلغ المعدل ثمانية سباقات فقط في الموسم.
الموهبة
بالنسبة للمدير الفني في فريق مرسيدس جيمس أليسون الذي عمل مع كلا السائقين، فإن "رغبتهما الجامحة" بتحقيق الانتصارات هي ما جعلتهما أكثر من "مجرد سائقين جيدين جدًا".
وتابع "جميع الأبطال العظماء لديهم قواسم مشتركة أكثر من اختلافات بينهم، من حيث أنهم يملكون جميعًا عزيمة غير عادية".
وأردف "فكرة أن لويس لا يزال يكترث للفوز بالبطولات بنفس الحماسة التي كان يتمتع بها عندما كان صبيًا في الـ 18 من العمر، هو ما يميزه وميكايل والأبطال العظماء عن الآخرين".
لكن لناحية رأيه حيال الأعظم بينهما، فما من جواب بالنسبة لأليسون الذي يعتبر أنه "ما لم يتسابقا جنبًا إلى جنب في سيارة، فلا يمكنك تحديد ذلك."
عندما يتعلق الأمر بالسرعة المطلقة على الحلبة، فإن هاميلتون وشوماخر يتواجدان تقريبًا في الخانة ذاتها مع البرازيلي الراحل آيرتون سينا، بطل العالم ثلاث مرات.
إذ أظهرت دراسة جديدة أحرتها الفورمولا واحد باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، أن شوماخر كان أبطأ من البرازيلي بـ 0,114 ثانية في حين أن البريطاني يحتل المركز الثالث بفارق 0,275 ثانية عن سينا.
المنافسون
مع تواجد ثلاثة أبطال عالميين (الاسباني فرناندو ألونسو، البريطاني جنسون باتون والالماني نيكو روزبرغ) كزملاء له في ماكلارين ومرسيدس، واجه هاميلتون منافسة داخلية شرسة خلال مسيرته.
من ناحية أخرى، فإن هيمنته الحالية على زميله الفنلندي فالتيري بوتاس لا تختلف عن سيطرة شوماخر على البرازيلي روبنز باريكيلو في فيراري.
واعتبر السائق الفرنسي رومان غروجان أنه بعيدًا عن زملائهما في الفرق التي نافسها فيها فإن "ميكايل حظي ربما بمنافسة اكثر بقليل من لويس".
وأضاف سائق فريق هاس "على الحلبة، خاض ميكايل بعض الصدامات الصغيرة المشبوهة مع (البريطاني) دايمون هيل و(الكندي) جاك فيلنوف...أما لويس، فلطالما كان رائعًا".
السيارة والفريق
انتقل هاميلتون في العام 2013 الى فريق مرسيدس الذي يملك سيارةً تتفوق على كل الفرق الاخرى.
وكان هذا الامر ينطبق على شوماخر مع فيراري بين عامي 1999 و2004.
وقال البريطاني "منذ أن انضممت (الى مرسيدس)، نجحت في التأثير على السيارة والقيام بالعديد من التعديلات، لا سيما في العام 2013".
كما استفاد السائقون في العام الحالي من العديد من المساعدات التقنية التي باتت اكثر تطورًا اضافة الى التحسينات على الصعيد التكنولوجي.
وقال بيرني ايكليستون المدير التنفيذي السابق لبطولة العالم في حديث مع وكالة فرانس برس "كان شوماخر يقود سيارته تقريبًا بمفرده عندما كان ينافس. أما هاميلتون فكان هناك من يساعده ويخبره عن ضغط الإطارات والسرعة عندا المنعطفات".
وتابع البريطاني "لا يمكنك القول أي شيء سيئ عن لويس، لا يمكنك القول إنه ليس جيدًا، الفكرة لا تكمن هنا".
وأردف "كم هو جيد بالمقارنة مع شخص آخر؟ حسنًا، إنه رائع، يملك موهبة رائعة وهو حتمًا من بين أفضل خمسة سائقين في السنوات الثلاثين الاخيرة".
وختم "هل هو أفضل من ميكايل؟ هل كان لميكايل أن يكون أفضل في هذه السيارة (مرسيدس)؟ لا يمكنك تحديد ذلك".