: آخر تحديث

الدول والقوة النووية!

44
42
45
مواضيع ذات صلة

لماذا القوة النووية؟ القوة النووية أعلى درجات القوة تدميرا، وترى الدول في إمتلاكها إمتلاكًا للقوة. وتؤكد الدول الطامحة أنها لا تنوى إستخدام القوة النووية، وان إمتلاكها تثبيت لوجودها وإعتراف بدورها ومكانتها ومصالحها الحيوية، وردعا للقوى الأخرى المنافسة لها إقليميا ودوليا. وهذا التصريح لا يكشف عن النوايا الحقيقية للدول التي تسعى لإمتلاك هذه القوة المكلفه. وقد تكون القوة النوويه المطمح القومى لكل الدول كبيره وصغيره، فكل الدول تسعى لإمتلاكها لكن القيود والمعيقات التي قد تحول دون ذلك وأهمها بنية الدولية التي تقف في وجه الدول للوصول للقوة النوويه والقدرات الإقتصاديه والتكنولوجيه، وكارثية إستخدام هذه القوة كونيا. فإمتلاك القوة النوويه يعنى إعادة تقاسم القوة على المستوى الدولى، وتعنى أيضا إعادة بناء منظومة وبنية القوة الحاكمه إقليميا ودوليا. فعلى المستوى الإقليمى عندما تملك دوله ما هذه القوة فهذا يعنى أن هذا النظام الإقليمى يقع في نطاق مجالها الحيوى ويعتبر منطقة نفوذها الأولى، ودوله تعتبر دول تابعه لها. وفى حال وجود دوله أخرى لديها القدرة النوويه فهذا يعنى الصراع والتنازع على الإقليم وعلى تقاسم مناطق النفوذ. وهنا النموذج الإيراني الإسرائيلي وحالة الصراع والحيلوله دون إيران والقوة النوويه. وهذا ليس قاصرا على إسرائيل فقط بل قد ينطبق على دول المنطقه التي ليس من مصلحتها إمتلاك إيران للقوة النوويه. والإشكاليه الثالثه أن هذا قد يدفع دول المنطقه لإمتلاك القوة النوويه بطريقة مباشره أو غير مباشره، ومن ثم الدخول في مرحلة من فوضى القوة التي تنتهى بإندلاع حروب إقليميه تقود لحرب كونيه. والدوافع الحقيقيه التي تقف وراء هذا الطموح الأمن والبقاء القومى، والسمو، والمكانه والدور, إلى جانب السياسات المحليه وماهية النظام الحاكم، والمحددات الإقتصاديه والتكنولوجيه. والنموذج الأمني او المعضلة ألأمنيه التي تحكم العلاقات الدوليه منذ ثيوسيديدس مؤسس نظرية القوة لم تتغير ثابته، فالذى تغير هو السلاح الذى يحقق الأمن. ويستند هذا النموذج على فرضية فوضوية النظام الدولى، وان الدول تعتمد على قوتها الذاتيه لضمان أمنها وبقائها وسيادتها. ومن منظور القوة تعتبر القوة النووية الأكثر ضمانا وألأقوى لتحقيق ألأمن، والرادع لأى قوة أخرى منافسه. وفى هذا السياق حيث تذهب دولة ما لإمتلاك القوة النووية تذهب الأخرى، وهكذا من دولة لأخرى. فالولايات المتحده كانت القوة النووية ألأولى بعد الحرب الثانيه، إتبعها الإتحاد السوفياتى ثم الصين وفرنسا وبريطانيا، والصين شجعت الهند، ومن ثم الباكستان، وكوريا الشماليه. وإسرائيل تدفع بإيران، وإيران ستدفع الدول العربية كالسعودية ومصر لإمتلاك هذه القوة حتى تعيد التوازن وقوة الردع. ووفقا لنظرية الواقعيه قد تلعب الإعتبارات الإقتصاديه والسياسيه وحتى التكنولوجية والأخلاقية دورا أقل من الإعتبارات ألأمنية التي تحظى بالأولوية العليا. وإيران أنموذجا واضحا فرغم العقوبات الإقتصاديه وتراجع القوة الإقتصاديه لكنها مضت قدما في الإصرار على تفعيل وتطوير قدراتها النووية برفع نسب التخصيب التي تؤهلها في أي وقت لإمتلاك القنبلة النوويه، التي ترى فيها رديفا لحماية نظامها السياسي. فالدول الطرفيه اى الهامشيه اكثر دافعية نحو إمتلاك القوة النوويه. والدافع الثانى الذى يفسر للنا هذا السلوك السمو والمكانه والدور، فالدول تعتقد انه بإمتلاكها القوة النووية تصيح أكثر هيبة وإحتراما من قبل الدول الأخرى. وتجعل الدولة أكثر قوة وشرعية ونفوذا. وان القوة النووية كفيلة بمنح الدولة القدرة على الإيفاء بمصالحها الحيوية. وكما يقول بعض الباحثين أن القوة النووية تعكس وتجسد هوية الدولة القومية وتؤدى وظائف رمزيه كما فى إستعادة الدولة لقوتها ونفوذها تاريخيا، وإيران تجسد هذه الوظيفة التى تعتقد انها بالقوة النووية تستعيد دورها الإمبراطورى. وفى حالة إسرائيل وإعتقادا منها انها قامت على أساس القوة، فإن القوة النووية هى الكفيلة بتحقيق أمنها وبقائها وإحتكارها للقوة النووية فى المنطقة. ونفس الإعتقاد سيدفع دول المنطقة للبحث فى تطوير قدراتها النووية. ويبقى هاجس الأمن والبقاء والنفوذ الدافع الحقيقيى وراء سعى الدول لإمتلاك القوة النوويه فى أحد مناطق العالم أهمية إستراتيجيا كالشرق الأوسط. والسبب الرئيس وراء زيادة درجة التوتر الدولى والإقليمى. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في