: آخر تحديث

من هم اكراد المالكي نحن أم انتم ؟

84
77
79
مواضيع ذات صلة

سبحان مغيّر الأحوال ﻣﻦ ﺣﺎﻝ إﻟﻰ ﺣﺎﻝ:

وصل اليوم الأربعاء المصادف 25 آب 2021 رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ووفد مرافق له، إلى إقليم كوردستان، في زيارة رسمية.
والتقى الوفد مع مسعود بارزاني والمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني.
واثناء وصوله صرح المالكي بان علاقته مع مسعود بارزاني ليست علاقة اليوم ولا علاقة فترة ما بعد سقوط الصنم ولا حينما كان رئيس وزراء، وإنما علاقته مع بارزاني هي علاقة أيام النضال والجهاد حينما كانت مقراتهم العسكرية موجودة إلى جنب مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في مناطق بادينان وغيرها..

وقال المالكي نصاً: (علاقتنا وصداقتنا مع السيد مسعود البارزاني قديمة، ويمكن أن أقول بأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب الدعوة الإسلامية هما الحزبان الأكثر استهدافاً من نظام حزب البعث بالإعدامات بالجملة وبعشرات الآلاف، ولذلك جمعتنا التحديات، جمعتنا المواجهة، جمعنا النضال وجمعنا الشهداء والتضحيات سواء التي كانت بالنسبة لحزب الدعوة إذ شُرّع قانون لإعدام كل من ينتسب أو يروج أو يتستر على حزب الدعوة الإسلامية، وبالنسبة للجانب الكوردي أيضاً حينما كانت الأنفال وكانت الهجمات الكيمياوية).

وبعد اللقاء مباشرة صدربيان مشترك عن الحزبين  الديمقراطي الكوردستاني، وحزب الدعوة الإسلامية، حول الزيارة التي قام بها المالكي لأربيل وهذا نص البيان :

(بسم الله الرحمن الرحيم

في سياق العلاقات الاخوية الراسخة بين حزب الدعوة الاسلامية والحزب الديمقراطي الكوردستاني قام وفد من المكتب السياسي لحزب الدعوة الاسلامية برئاسة الامين العام للحزب السيد نوري المالكي بزيارة إلى إقليم كوردستان واللقاء مع الرئيس مسعود البارزاني ووفد من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني .

وجرى خلال اللقاءات التباحث وتبادل وجهات النظر حول الوضع السياسي في العراق والمنطقة ومخاطر الارهاب والتحديات التي تواجه العملية السياسية كما تم خلال الاجتماعات تسليط الضوء على مسار الانتخابات البرلمانية المقبلة واكد الطرفان على إجراء الانتخابات في موعدها المحدد بتاريخ 10/ 10 / 2021، وضمان اجرائها في ظروف حرة ونزيهة وعادلة. واكد الطرفان على تامين البيئة الأمنية لإجراء الأنتخابات والحفاظ على اصوات المواطنين من التلاعب والتزوير واحترام إرادة الشعب.

ومن الله التوفيق

التوقيع حزب الدعوة الاسلامية / الحزب الديمقراطي الكوردستاني)

لن نسمح بقيام إسرائيل ثانية في شمال العراق:ـ

ان العلاقة بين المركز والإقليم شهدت خلال فترة حكم المالكي توتراً شديداً لأسباب عدة، يتعلق بعضها بمسألة (تصدير النفط والمناطق المتنازع عليها وحصة الإقليم من الموازنة ورواتب البيشمركة) وامور كثيرة اخرى منها الإستفتاء على إنفصال الإقليم عن العراق.

حيث وقف المالكي قبل حيدر العبادي وبشدة ضد أجراء الأستفتاء وطالب بضرورة إلغاء نتائج الاستفتاء بدون قيد او شرط وقال: (لن نسمح بقيام إسرائيل ثانية في شمال العراق).
كما وصف مسعود البارزاني رداً على تصريحات رئيس الوزراء العراقي السابق  نوري المالكي المالكي، وصفه بالدكتاتور، وقال: (إن العراق يتجه إلى كارثة والعودة الى الدكتاتورية)، في إشارة إلى المالكي من دون أن يسميه، وهدد بارزاني أثناء زيارته للولايات المتحدة قبل اجراء الأستفتاء باللجوء إلى إستفتاء بشأن إنشاء (دولة كوردية) في حال رفض نوري المالكي حضور اجتماع عام للقيادات العراقية في أربيل لإيجاد حلول لمشاكل الإقليم مع بغداد.
كما انتقد البارزاني و بشدة المالكي في عام 2017 متهماً إياه (باحتكار السلطة وبناء جيش يأتمر بأوامره)، كما ابدى تخوفه من صفقة الاسلحة الروسية وتسليح (الجيش العراقي بعد عن اعلنت روسيا انذاك انها وقعت صفقات سلاح بقيمة 4.2 مليار دولار مع العراق)، واتهامات كثيرة اخرى اكتفي بهذا القدر.

من هم  اكراد المالكي نحن أم انتم؟

كل من طالب في الإقليم بتاجيل وليس إلغاء موعد الإستفتاء، اتُهم زوراً من قبل حزب البارزاني بـ (العدو والعميل و اكراد وجحوش المالكي)، إضافة إلى انهم اُتهموا من قبل إعلاميين تابعين للديمقراطي بشتى النعوت والصفات حتى أن العديد منهم نفوا صفة الإنسانية منهم.

والان جاء دورنا لنطرح بعض الاسئلة الملحة:

من هم  اكراد المالكي، هل هم الذين استقبلوا اليوم المالكي بالاحضان وكانه بطل قومي، ام نحن الذين حذرنا منذ البداية بتاجيل الإستفتاء والتركيز على امور مهمة اخرى على سبيل المثال لا الحصر (تحسين معيشة المواطنين وتوحيد الإدارتين بشكل فعلي وتحسين الخدمات الرئيسية ومكافحة الفساد وتوحيد قوات البيشمركة واحترام حقوق الانسان وحريّة التعبير والخ)؟

من هم اكراد المالكي، هل هم الذين اصدروا اليوم 25 اب بياناً مشتركاً مع المالكي  حول الوضع السياسي في العراق والمنطقة ومخاطر الارهاب والتحديات التي تواجه العملية السياسية، ام نحن الذين لانزال ننتقد المالكي (كسياسي طائفي محاصصي فاشل دمر البلاد والعباد وانتج الالاف من الفاسدين والناهبين والفضائيين والملثمين  القتلة من اصحاب الكواتم) كما ننتقد النظام الفاسد في العراق بشكل عام؟

يسأل المواطن الكوردستاني الذي يشعر اليوم  بالخذلان والانخداع والقهر والاحباط وخيبة امل كبيرة بسبب تصريحات حكومة الإقليم السابقة ويسأل: لو كان المالكي دكتاتوراً لماذا يُستقبل اليوم استقبال الابطال في إقليم كوردستان؟ كيف تحوّل دكتاتور، مستبد مكروه إلى زعيم وصديق محبوب بين ليلة وضحاها؟ كيف تحوّل دكتاتور استحوذ على كل مرافق الدولة عندما كان رئيساً للوزراء، وكان يتصرف وفق ارادته ويهمّش الاخرين، كيف تحوّل إلى بطل وحليف استراتيجي للكورد يسعى لتحقيق العدالة والنزاهة، والاكثر من هذا يخطو اليوم على السجادة الحمراء في العاصمة اربيل وكأنه الملك؟

الم يُتهم السيد الضيف قبل سنوات من قبل مسعود بارزاني حصريأ بأحكام قبضتهِ الفولاذية على القضاء الذي صار (يبرئ المجرم ويجرم البريء)؟

وماذا عن مخاوف حكومة الإقليم لعودة الدكتاتورية، والاستئثار بالسلطة في كل مرافق الدولة من قبل السيد المالكي؟ الم يُتهم الضيف بانقلابه على الدستور من خلال ربطهِ الهيئات المستقلة بمجلس الوزراء وحصرياً بمكتبه  الخاص؟

اخيراً ...

كان الأولى بساسة العراق الجدد أن يضمنوا وصول الخدمات الرئيسية إلى المواطنين بدلاً من اطلاق حملات التضليل وتصريحات استفزازية خطيرة تفوح منها رائحة العنصرية والشوفينية المقيتة، تصريحات هدفها تمزيق وحدة الصف الوطني وضياع المزيد من ثروات الشعب بين سوء الإدارة من ناحية، والمحاصصة والفساد القاتل وصفقات الاسلحة من ناحية أخرى وتكبيل العراق بالمزيد من الديون.

 لم يبقى لي إلا ان اقول للاسف تحولت السياسة من فن الممكن إلى فن الاكاذيب والدجل والخداع والثرثرة والنفاق والفوضى وحملات تضليل ظالمة وصب الزيت على النار في عراق ما بعد صدام المقبور.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي