أجريت الكثير من الدراسات العربية والأجنبية حول تأثير وسائل الاتصال الاجتماعي على أحداث الربيع العربي، وقد وجد الباحثون أن الشباب اعتمدوا على الفيسبوك وتوتيترفي تنظيم حراكهم، وقد نجحوا في الإطاحة بأنظمة الحكم في تونس ومصر، كما نجحوا في التعبئة للثوراتوالمظاهرات في العديد من الدول العربية ودول أخرى مثل أوكرانيا وجورجيا وغيرها، وهذا يعني أن لدينا أداة رائعة للتعبئة والحشد الجماهيري.
إن القضية الفلسطينية تستحق أن نسخر لها هذه الوسائل من خلال تكثيف الكتابة فيها حول الاحتلال الصهيوني والفظائع التي يرتكبها في الأراضي المحتلة وتحميل الصور ومقاطع الفيديو، باللغة الإنجليزية أو مرفقة بالترجمة إلى اللغة الإنجليزية، مع إضافة أصدقاء من الدول الأجنبية، فالصور والمقاطع المصورة تؤثرا تأثيرا عميقا على المستخدمين، وينبغي عدم طرح الموضوع من زاوية إسلامية بل من زاوية إنسانية وقانونية، وذلك لتحاشي تحول الموضوع إلى موضوع ديني، فلا يتعاطف المستخدم مع القضية.
وفي الواقع أن الولايات المتحدة استخدمت طرقا بشعة في إثارة الرأي العام ضد الأنظمة المعادية لها، إذ يكفي أن تكتب في يوتيوب "How to topple a government FBI, CIA" وسوف تعرف ماذا تفعل الولايات المتحدة لنشر الفوضى في الدول، فهي تفبرك الصور والمقاطع وتنسب مذابح إلى دول معينة مع أن الصورة أخذت من مكان آخر، كما تقوم بإنشاء حسابات وهمية وانتحال شخصيات ومؤسسات، وتعرض فظائع ارتكبوها، ثم تحشد الجماهير ضدها، وتعلمهم صناعة المتفجرات في المنزل، وتخطط لاغتيال شخصية محبوبة في المجتمع بعد أن تنشر أخبار كاذبة عنه وتحرض الناس ضده، وعندما يتم اغتياله، تتفجر الفوضى وأعمال الشغب، وغير ذلك من الإجراءات حتى تحقق هدفها.
أما من جهة القضية الفلسطينية فلا يحتاج الأمر إلى فبركات إعلامية لأن الفظائع ترتكب يوميا بحق الفلسطينيين، وكل ما نحتاجه هو تحميل الصور والمقاطع المصورة وتكثيف النشر باللغة الإنجليزية، دون الإشارة إلى اليهودية، والتركيز بدلا من ذلك على دولة الاحتلال ومذابحه ضد الشعب الأعزل.
كما أن هناك جانبا هاما وهو أن غالبية دول العالم مقتنعون بحق إسرائيل التاريخي في فلسطين، وأنها أرض أجدادهم، ويمكن استخدام وسائل لتغيير هذه الفكرة ليس من زاوية دينية بل من زاوية الحق التاريخي، وهناك العديد من المصادر الأجنبية التي تبين أن إسرائيل ليس لهاعمق تاريخي في فلسطين، منها على سبيل المثال خريطة تفاعلية تظهر الفترة الوجيزة التي قامت فيها مملكة إسرائيل ثم اندثرت.
وهي تبين أنها لم تكن موجودة في أرض فلسطين وجاءت من خارجها ثم اندثرت قبل الميلاد ولم تنهض من جديد إلا بعد الاستعمار الغربي الحديث. وهناك مصادر أخرى يمكن من خلالها تغيير الفكرة العامة عن إسرائيل في الخارج. (وعند بعض العرب)
إنها فرصة عظيمة لإنشاء مواقع جديدة باللغة الإنجليزية وإضافة أصدقاء أجانب، وهذا أقل ما يمكن أن نقوم به في ظل هذه الأوضاع التي تكبل الجميع.