خالد السليمان
لا أبالغ إذا وصفت تدشين عمل «قطار الرياض» بأنه الإنجاز التنموي الأبرز لمدينة الرياض بمقاييس ومعايير المدن العالمية، فأن تمتلك شبكة نقل عام من القطارات الكهربائية والحافلات لتربط بين أوصال المدينة وتلبي احتياجات تنقل سكانها، فهذا من أهم سمات المدن المتقدمة!
وعندما كان المشروع مجرد فكرة عرضها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً للرياض ورئيساً لمجلس إدارة هيئة تطويرها على الملك عبدالله -رحمه الله- عام 2009م، لم يكن تحقيقها مستحيلاً، فالأفكار تولد عند سلمان بن عبدالعزيز حية وشواهد تطور مدينة الرياض طيلة عقود تحت إدارته برهنت على بعد نظره ورؤيته الثاقبة للمستقبل وتطوراته، فكيف وهي تنفذ في عهده، وبوجود عرّاب الرؤية وأميرها الشاب الطموح محمد بن سلمان الذي عانقت أحلامه الواقع!
جاء مشروع قطار الرياض ليوفر خياراً في التنقل لسكان المدينة، يقرب مسافاتها ويختصر أوقاتها، وإن كان لن يسهم وفق تقديرات بعض المسؤولين في تخفيف الاختناقات المرورية سوى بنسبة 10-15٪ إلا أنه سيسهم بأشكال عديدة في تسهيل حياة السكان ورفع مستوى جودة الحياة، كما أن نسبة إسهامه في حل الأزمة المرورية سيكون مكملاً للخطط المعلنة مؤخراً للتقليل من مشكلة الازدحام المروري!
مراقبة ابتهاج الناس بافتتاح المشروع، بحد ذاتها، بهجة إضافية، كما أن اندفاع الكثيرين لخوض تجربة ركوب القطار كان لافتاً، وسيدعم فكرة استخدامه والتأثير في ترسيخ ثقافة استخدام وسائل النقل العام!
لكن بعض الكتابات والتعليقات والاقتراحات التي طالبت برفع دعم البنزين أو إغلاق مواقف طلبة الجامعات أو رفع أسعار المواقف العامة كانت شاطحة، بينما طغت الحماسة على بعض مقاطع مستخدمي القطار في حساب أوقات قطع المسافات ونشر صور خارطة جوجل التي تبين اختفاء لون الازدحام الأحمر من الطرق، فقد كان ذلك من المبالغة غير الموفقة في تقدير الأثر على تخفيف الزحام المروري!
باختصار.. مشروع حيوي مهم سيضيف لقيمة وملامح الرياض كمدينة عالمية، ويحمل القائمين على تشغيل المشروع مسؤولية إدارته بكفاءة عالية!