: آخر تحديث
فستان من تصميم جو شاليتا يروي التراث

ندى كوسا.. أميرة لبنانية نبيلة بأناقة فينيقية

8
7
9

إيلاف من بيروت: في التصفيات التمهيدية لمسابقة ملكة جمال الكون، جذبت ملكة جمال لبنان ندى كوسا الأنظار بإطلالة تألقت بها على المسرح، مزجت فيها بين الأناقة والتاريخ. الفستان، الذي صممه جو شاليتا تحت عنوان "قصيدة للأرجواني الصوري: هدية لبنان إلى العالم"، كان بمثابة لوحة فنية حية، تكرّم حضارة لبنان وتعيد إحياء إرث مدينة صور، مهد اللون الأرجواني الملكي.


أميرة لبنانية من القرن التاسع عشر
بإطلالتها الملكية، جسدت ندى كوسا شخصية أميرة لبنانية من القرن التاسع عشر، في زي تقليدي يعكس ملامح الفخامة والقوة. ارتدت معطف "الكبران" الفاخر، وهو قطعة أيقونية من الأزياء اللبنانية، صنع من قماش المخمل الغني وعُرف تاريخياً بارتباطه بالثراء والنبل. 

المعطف كان مزينًا بتطريزات يدوية مذهلة، من بينها رسمة لشجرة الأرز، رمز لبنان الوطني، على الأكمام والظهر. وأضفى هذا التطريز بُعداً جمالياً ومعنوياً يعكس ارتباط لبنان بجذوره وأرضه. لتعزيز التوازن بين الأصالة والحداثة، أضاف شاليتا سروال "الشروال" الشفاف، وهو قطعة مصنوعة من قماش خفيف وشفاف أضفى لمسة من الأنوثة والرقي، في مقابل ثقل المخمل.


لمسات ملكية تجسد الحرفية اللبنانية
لم تكتمل إطلالة ندى كوسا دون لمسة التاج اللبناني التقليدي، المعروف بـ "التانتور". هذا الغطاء المخروطي الذي كانت ترتديه النساء النبيلات في القرن التاسع عشر ارتفع شامخاً على رأس ندى، رمزاً للفخر والجمال، ومزيناً بعملات فضية تقليدية تعكس الحرفية اللبنانية الموروثة عبر الأجيال.


دمج التاريخ بالحداثة
شرح المصمم جو شاليتا فلسفته قائلاً: "من خلال زي ملكة جمال لبنان الوطني، أردت أن أكرّم هدية لبنان للعالم، اللون الأرجواني الصوري." اللون الذي استخدمه الفينيقيون القدماء وصار رمزاً للملوك والأباطرة، عاد هنا ليزين الفستان بألوانه الفاخرة. ومن خلال الجمع بين ألوان الأرجواني المتداخلة، والأنسجة الغنية، والتطريزات المتقنة، أبدع شاليتا تصميماً يحيي قوة الماضي برؤية معاصرة.


أميرة حديثة تحتفل بالتراث
إضافة إلى "الكبران" و"التانتور"، جسدت ندى كوسا بفستانها رمزاً للأناقة المستدامة. القصة لم تقتصر على الأزياء فقط، بل امتدت إلى حكاية أمة، حيث أراد شاليتا من هذا الزي أن يجسد روح لبنان ويعيد إحياء حكاية اللون الأرجواني الصوري النادر المستخرج من صدف الموريكس. كل عنصر في الإطلالة كان محسوباً بدقة، ليحكي قصة الفن والابتكار اللبناني، ويثبت للعالم أن لبنان قادر على التميز والإبهار رغم كل التحديات.

حملت ندى علم لبنان عند مغادرتها مطار بيروت صباح الخميس

رسالة لبنان إلى العالم
ندى كوسا بفستانها المذهل لم تكن مجرد ملكة جمال تتنافس على اللقب، بل كانت سفيرة للثقافة اللبنانية، تحمل رسالة فخر وإبداع. كان زيها رمزاً لصمود لبنان، وروح شعبه المتأصلة في الإبداع والفن، حيث امتزجت الحرفية التاريخية مع لمسة من الابتكار العصري، لتصبح الإطلالة شهادة حيّة على عظمة الإرث اللبناني وتأثيره العالمي.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل