منذ اندلاع المواجهات العسكرية في غزة والمناطق المحيطة بها بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، والتي تلت أكبر عملية عسكرية في القرن الحالي نفذتها حركة حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الاول، وقتل فيها 1400 إسرائيلي، بحسب السلطات الإسرائيلية، لا تزال أعداد القتلى من الجانب الفلسطيني في غزة، نتيجة استمرار الغارات الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي الإسرائيلي، آخذة في الارتفاع.
فقد بلغ عدد الضحايا من الفلسطينيين حتى كتابة هذه السطور في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أكثر من 10 آلاف و560 قتيلا، منهم أكثر من 4,104 طفل، في حين بلغت أعداد الجرحى أكثر من 25,408 شخص، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
أما في الجانب الإسرائيلي، فكان ضمن القتلى حوالي 31 طفلا، وبلغ عدد الجرحى 5,400 شخص.
أحياء كاملة دُمّرت
كما أسفر القصف الإسرائيلي المتواصل على مدينة غزة عن تهدم أحياء وأبراج سكنية برمتها، وكتبت الزميلة أليس كادي مقالا عن حي الزهراء في القطاع سمته "حي الزهراء في غزة وتحذيرات الغارة الجوية".
موسى أبو مرزوق لبي بي سي: حماس لم تقتل مدنيين في إسرائيل
نداءات عاجلة لتقديم المزيد من الدعم لغزة قبل أن تتحول إلى "مقبرة للأطفال"
ويضم المقال صوراً لمدينة غزة ولحي الزهراء تحديداً قبل وبعد الغارات الإسرائيلية. ويوضح كيف أحالت الدفعة الأولى من الغارات حيا سكنيا مكونا من ثلاثة أبراج إلى حطام. في حين سوت الدفعة الثانية من الغارات حيا سكنيا آخر من 22 برجا بالأرض، وأصبح الحي خليطا من الركام والأشلاء والرماد.
وجعلت الزميلة أليس عنوان مجموعة الصور هذه "أنا أتصل من المخابرات الإسرائيلية، تلقينا أمراً بالقصف. لديكم ساعتان للإخلاء".
أكثر من 1.5 مليون نازح داخل غزة
أدت الغارات الجوية الإسرائيلية والتحذيرات المستمرة لسكان الجزء الشمالي من قطاع غزة بالتوجة إلى جنوب القطاع - بينما تكثف إسرائيل هجماتها استعدادا للمعركة البرية التي أعلنت عنها منذ الأيام الأولى للمواجهات - إلى نزوح أغلب سكان القطاع الذين يبلغ تعدادهم 2.2 مليون نسمة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA، إن عدد النازحين الفلسطينيين داخل غزة، المكتظة بالسكان، ومن هجروا من منازلهم نتيجة تهدمها، بلغ خلال شهر تقريبا 1.5 مليون شخص. وقد ارتفع هذا العدد من 123,538 في اليوم الثاني ( 8 أكتوبر/تشرين الأول) لاندلاع المواجهات، إلى مليون ونصف بحلول الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني.
"حتى مخيمات اللاجئين لم تسلم من القصف الإسرائيلي"
قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن 45 شخصا على الأقل قتلوا في قصف لمخيم المغازي، مشيرة إلى غارة جوية إسرائيلية على المخيم.
ويقع المخيم في المنطقة التي نصحت إسرائيل سكان شمال غزة بالتوجه إليها بحثا عن الأمان، لكن الضربات الجوية في الجنوب لم تتوقف. ويعاني المخيم الصغير من تكدس السكان بسبب فرار الأشخاص من القصف قادمين من الشمال.
وفقد المصور الصحفي محمد العالول زوجته وأربعة من أبنائه الخمسة في الغارة. بينما كان يغطي الأحداث في مكان آخر. وقال لبي بي سي: "لم يخطر ببالي أن أطفالي ربما يكونون مدفونين تحت الأنقاض".
ويقول: "تمنيت لو كنت معهم وقتلت أيضاً".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الكولونيل بيتر ليرنر، لبي بي سي، إن أي غارات تجري في جنوب غزة كانت "ضربات محددة مبنية على معلومات استخباراتية، وتحديدا ضد عناصر إرهابية".
وأضاف أن هذا لا يعني أنه "للأسف لا يمكن أن يكون هناك وفيات".
الجيش الإسرائيلي في "حالة تأهب قصوى"
منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، يواصل حزب الله اللبناني مهاجمة المواقع العسكرية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وأطلق الحزب صواريخ مضادة للدبابات وهاجم أهدافا عسكرية إسرائيلية بطائرات بدون طيار.
وردت قوات الجيش الإسرائيلي بالضربات الجوية ونيران الدبابات والمدفعية ضد مواقع حزب الله في لبنان.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري إن قواته في "حالة تأهب قصوى" على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.