: آخر تحديث

هنري كيسنجر يحتفل بعيد ميلاد المائة

63
71
65

يحتفل هنري كيسنجر هذا العام بمرور مائة عام على ميلاده. وبهذه المناسبة استقبل على مدى أسبوع بكامله أفضل الصحافيين في مجلة The economist ليتحدث معهم حول "سياسته الواقعية"، وحول إمكانيات معالجة القضايا والأزمات التي تواجهها الألفية الجديدة، قائلا لهم بإن "روسيا فشلت في حربها ضد أوكرانيا". ومخاطبًا الأمريكيين، قال:" يتوجب علينا أن نظل دائمًا أكثر قوة لكي نصمد أمام كل أشكال الضغوط".   


صورة لهنري كيسنجر حين كان وزيرًا للخارجية الأميركية

ولد هنري كيسنجر الذي ينتمي إلى عائلة يهودية في مدينة صغيرة بمقاطعة بافاريا جنوب ألمانيا سنة1923.
وكان والده مدرّسًا في المعهد الثانوي. وعند صعود النازيين إلى السلطة عام 1933 طُرِدَ من المدرسة وكان عمره آنذاك عشر سنوات.
وعاشت عائلته أشكالاً مختلفة من الإذلال والاهانات. وفي سنة 1938هاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة ليحصل بعد ذلك بخمس سنوات فقط على الجنسية الأميركية.
ورغم ذلك ظل "أوروبيا" في تفكيره، وفي حياته العادية كما يؤكد ذلك كاتب سيرته الفرنسي جيرار أرنو الذي كتب يقول :"المغامرة الأميركية لم تمنعه من أن يظل أوروبيًا في ظل المأساة.
وكان يرى نفسه قريبًا من دستويفسكي أكثر مما هو قريب من مارك توين. وما كان يعنيه بالدرجة الأولى هي هشاشة العالم، مفضلاً الاستقرار على الفوضى".

وخلال الحرب الكونية الثانية، التحق هنري كيسنجر بالجيش الأميركي ليؤكد وفاءه لمن منحوه الجنسية.
وبعد نهاية الحرب، عينته الإدارة الأميركية حاكما لمدينة "كريفبلد" الألمانية إلاّ أنه فضّل المصالحة على الانتقام. بعدها التحق بجامعة هارفارد ليدرس العلوم السياسية مُعدّا في سنة تخرجه أطروحة عن "مؤتمر فيينا" الذي انعقد في عام1814 لتسوية القضايا التي فجّرتها الثورة الفرنسية وحروب نابليون بونابارت.
وتلك الأطروحة أبرزت موهبته العالية في بلورة السياسية الخارجية الأميركية.
وانطلاقًا من الستينات من القرن الماضي، راح يرتقي الدرجات باقتدار وسرعة فائقة ليصبح من أشهر اللاعبين في السياسة الخارجية الأميركية خصوصًا عندما تولى حقيبة وزارة الخارجية في عقد السبعينات من القرن الماضي، وتحديدًا في فترة الرئيس نيكسون والرئيس جيرالد فورد. ففي هذه الفترة، لعب أدوارا أساسية في الحدّ من التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وما كان يسمى بالاتحاد السوفياتي، وفي انهاء حرب فيتنام، وفي التقارب بين بكين وواشنطن.

وبفضل تلك الأدوار التي عكست قدرته الهائلة على التفاوض مع الخصوم، وفي فضّ النزاعات، حصل على جائزة نوبل للسلام سنة1973.
ورغم أن كثيرين يظهرون إعجابًا كبيرًا به، فإن كثيرين آخرين ينتقدون ماكيافليته، ونزعاته الشريرة، وتفانيه في خدمة الأقوياء على حساب الضعفاء حتى أنه يكون قادرًا على أن "يلتهم تحلية ملطخة بالدم" بحسب أحد خصومه. كما أنه ساند العديد من الانقلابات العسكرية التي أطاحت بأنظمة مدنية وتقدمية مثل ما وقع في الشيلي.
ووقف إلى جانب أنظمة فاشية ورجعية حكمت شعوبها بالحديد والنار، وشجع انحيازه المطلق لإسرائيل على تسليط المزيد من المظالم على الشعب الفلسطيني.

ويقول المحامي ريد كالمان برودي المتخصص في حقوق الانسان: "بالنسية لي، ليس هناك أدنى شك في أن سياسته (يقصد هنري كيسنجر) أدت إلى قتل آلاف الناس، وتدمير الديمقراطية في بلدان كثيرة".  


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار