إيلاف من لندن: فيما أعلن وزير الخارجية العراقي الاثنين عن قرب زيارة سيقوم بها السوداني الى واشنطن فإن مصدراً شيعياً مقرباً منه كشف عن معوقات قد تعرقلها برغم قبوله بوجود قوات أميركية في بلده.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اليوم أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني سيزور واشنطن لبحث عدة ملفات بينها أزمة الدولار والوجود العسكري الأميركي في بلاده.
وأوضح في تصريحات صحافية أن "السوداني على تواصل مع الولايات المتحدة من أجل إعادة رفع قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار.. منوهاً الى أنه سيزور واشنطن قريبا للتمهيد لزيارة رئيس الحكومة لها.
ويعتزم حسين نفسه زيارة واشنطن قريباً لترتيب إجراءات زيارة السوداني إلى واشنطن والاجتماع مع الرئيس جو بايدن .
وكان السوداني قد أعلن خلال زيارته إلى ألمانيا منتصف الشهر الحالي إنه يعتزم إرسال وفد رفيع إلى واشنطن لإجراء محادثات مع المسؤولين الأميركيين فيما دافع عن وجود قوات أميركية في بلاده ولم يحدد جدولاً زمنياً لانسحابها.
وأشار الى أن "الحاجة إلى القوات الأجنبية (تقودها القوات الأميركية) لا تزال قائمة وأن القضاء على تنظيم داعش يحتاج إلى مزيد من الوقت".. موضحاً أن القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي تدرب وتساعد الوحدات العراقية في مكافحة الإرهاب لكنها تظل بمنأى عن القتال الفعلي إلى حد كبير.
اللجنة التنسيقية العليا
وسبق لمنسّق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك مبعوثاً من الرئيس الأميركي جوزيف بايدن قد بحث في بغداد في 16 من الشهر الحالي مع السوداني تعزيز علاقات بلديهما.
وأكد السوداني خلال الاجتماع قدرة القوات الأمنية لبلاده على مواجهة الإرهاب وتثبيت الاستقرار المتحقق كما قال مكتبه فيما أكد المسؤول الأميركي استمرار بلاده في تقديم المشورة للقوات العراقية في قتالها ضد داعش، مجدداً التزام الإدارة الأميركية باتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين عام 2008 .
ورحب المبعوث الأميركي بالزيارة المرتقبة لوزير الخارجية العراقي إلى واشنطن لعقد اجتماعات اللجنة التنسيقية العليا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين.
معوقات
واليوم كشف مسؤول في الإطار التنسيقي للقوى السياسية الشيعية العراقية الموالية لايران التي رشحت السوداني الى رئاسة الحكومة عن معوقات تقف في طريق زيارته الى واشنطن بسبب مشاركة وزراء وقادة في مليشيات في الحكومة مرفوضين من الولايات المتحدة.
ونقلت صحيفة "المدى" العراقية اليوم عن مسؤول شيعي في الإطار التنسيقي قوله ان "جميع قوى الاطار مقتنعة بأهمية زيارة رئيس الحكومة لواشنطن حتى تلك التي ترفض وجود قوات قتالية" أميركية في العراق.
ويجد الإطار الشيعي الذي يدافع بقوة عن تلك الزيارة - وهو تحول نادر في خطابه المعلن ضد واشنطن- نفسه مضطراً الى التناغم مع الاشتراطات الاميركية خاصة وانه يشعر بخطر انقلاب الشارع ضده بسبب ازمة الدولار وازمة اخرى قد تتفاقم في الصيف تتعلق بتجهيز الطاقة.
تقبل شيعي للوجود الأميركي
وبدأت قوى الإطار تتراجع تدريجياً عن التصعيد الذي كانت تمارسه خلال فترة حكومة مصطفى الكاظمي السابقة حول الوجود الأميركي بعد أن ظلت طول العامين الأخيرين تهاجم الكاظمي متهمة إياه باخفاء معلومات عن الوجود الأميركي ومهماته برغم انه اتفق خلال زيارتين الى واشنطن مع الرئيسين السابق دونالد ترامب والحالي بايدن على تقليص عديد القوات الاميركية في العراق (والذي تم فعلاً أواخر عام 2021) الى حوالى ألفي عنصر غير مقاتل بعد أن كان يبلغ أكثر من 5 ألاف عسكري.
وقال نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون العضو في الإطار في مقابلة تلفزيونية السبت الماضي "لا توجد في العراق حالياً أية قوات عسكرية أجنبية بآليات مدرعة وتجهيزات مقاتلة".. مضيفاً أن "وجود القوات الاستشارية والتدريبية الأجنبية التي تفيد العراق هو أمر متفق عليه".
فيتو أميركي
وأضاف المسؤول الشيعي وهو وزير سابق أنه لحد الآن لا توجد دعوة أميركية رسمية الى السوداني لزيارة واشنطن بسبب وجود وزراء وفصائل مسلحة مشتركة في الحكومة عليهم فيتو اميركي.
ويرى الوزير السابق انه إذا أراد السوداني تغيير وزراء في حكومته فيمكن أن يغير الوزراء الثلاثة الذين اختارهم بنفسه.. الأحزاب لن تقبل تغيير وزرائها الا بإرادتها".
وكان قد تسرب اثناء تشكيل الحكومة أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2022 أن السوداني اختار وزراء المالية والكهرباء والصحة بينما تقاسمت الأحزاب الوزارات الـ 20 المتبقية.
وسبق أن أمهل رئيس الحكومة قبل نهاية العام الماضي الوزراء وباقي المسؤولين فترات من 3 الى 6 أشهر لتقييم ادائهم.
ويحاول التحالف الشيعي حاليًا اقناع الولايات المتحدة بتخفيف الضغط على المصارف العراقية ونحها حرية في تداول الدولار حيث تفرض واشنطن قيوداً صارمة منذ أكثر من شهر على التحويلات الخارجية للعملة الصعبة حيث يقدر تهريب بين 100 الى 250 مليون دولار أسبوعياً أغلبها تذهب الى إيران ثم الى سوريا وتركيا.