سوفا: أكدت الولايات المتحدة التزامها في منطقة المحيط الهادئ الأربعاء في إطار مساعيها للتصدي لتصاعد نفوذ الصين، مع إعلان نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال قمة إقليمية عن فتح سفارتين جديدتين.
وستفتح واشنطن سفارتين في تونغا وكيريباتي وستعين أول موفد إقليمي لها إلى منطقة الهادئ، على ما أعلنت هاريس متعهدة تقديم تمويل بقيمة 600 مليون دولار وذلك خلال كلمة لها بالفيديو أمام منتدى جزر المحيط الهادئ في فيجي.
ومثّلت مداخلة كامالا هاريس عبر الفيديو نجاحا دبلوماسيًا للولايات المتحدة، عقب فشل محاولات الصين المشاركة في اجتماع على هامش القمة.
وهذا أول اجتماع للمنتدى منذ توقيع جزر سليمان والصين على معاهدة مثيرة للجدل في وقت سابق هذا العام.
أرخى التنافس الأميركي الصيني بظلاله هذا العام على المنتدى الذي يجمع قادة من أنحاء المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقال رئيس وزراء تونغا سياوسي سوفاليني لوكالة فرانس برس إن بلاده "سعيدة جدا لأن الولايات المتحدة ستفتح سفارة في تونغا، ستكون هذه المرة الأولى".
واعتبر تلك الخطوة بمثابة "محطة كبيرة. نحن سعداء جدا لأنه سيكون لدينا أخيرا تواجد أميركي".
بدوره رحب الأمين العام للمنتدى هنري بوما بالقرارات التي أعلنتها هاريس، وقال لفرانس برس "لدينا تاريخ طويل من التعاون والصداقة مع الولايات المتحدة. لكن في السنوات الماضية اختفوا من المنطقة".
شوهد مسؤول واحد على الأقل من السفارة الصينية في فيجي في القاعة قبيل كلمة هاريس، وطُلب منه مغادرة مكان مخصص للصحافيين ما أثار ضجة بين المنظمين.
وقالت هاريس إنها والرئيس الأميركي جو بايدن، يقران بأن منطقة المحيط الهادئ ربما لم تحظ بالاهتمام الكافي في الماضي.
ووعدت قائلة "سنغير ذلك" مضيفة أن "(نريد) تعزيز وجودنا في منطقة المحيط الهادئ".
ويعكس المسعى الأميركي الجديد في منطقة الهادئ، مدعوما بوعود لفترة عشر سنوات بتقديم 60 مليون دولار سنويا لوكالة مصايد الأسماك، وإعادة إطلاق "فيلق السلام" في الهادئ، رغبة في "فتح فصل جديد"، وفق هاريس.
كما تعتزم واشنطن تعيين مبعوث إقليمي في سابقة من نوعها، وإطلاق استراتيجية وطنية للمنطقة.
الأمن البحري
وأكدت هاريس بأن الولايات المتحدة تريد التعاون في مجال الأمن البحري والإغاثة من الكوارث ومشاريع البنى التحتية "التي لا تتسبب بديون لا يمكن تحمل عبئها"، في انتقاد ضمني لسياسة الإقراض الصينية.
وقال الخبير في شؤون الهادئ تيس كين إنه "كان من المفاجئ أن نائبة الرئيس الأميركي حصلت على فرصة للتحدث"، نظرا لأن المنتدى تقليديا يقتصر على قادة المنطقة واستراليا ونيوزيلندا.
وصل رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الأربعاء إلى فيجي للمشاركة في المنتدى، وهي أول زيارة له لمنطقة المحيط الهادئ منذ فوزه في الانتخابات.
وكان ألبانيزي قد تعهد بذل مزيد من الجهود في ملف المناخ وتحسين علاقات بلاده المتأزمة مع دول منطقة الهادئ.
وخلال لقاء القادة في المنتدى السابق الذي عقد في 2019، تحولت النقاشات إلى صراخ ودموع عندما حاولت الحكومة الاسترالية السابقة إسكات قادة حاولوا توجيه دعوة عالمية للتحرك على صعيد المناخ.
وقال الخبير في شؤون الهادئ ويسلي مورغان من مجلس المناخ إنه "في ظل الحكومة الاسترالية السابقة، رفضوا القيام بأي شيئ مفيد إزاء التغير المناخي. واعتبر عدد من قادة دول الهادئ ذلك بمثابة إهانة شخصية".
التنافس الأميركي الصيني
لكن التنافس الأميركي الصيني وقرارا صادما اتخذه زعماء متحالفون مع بكين في كيريباتي بالانسحاب من المنتدى كُشف عنه عشية القمة، أرخى بظلاله على ملف المناخ في المحادثات.
وقال وزير خارجية توفالو سايمون كوفي لوكالة فرانس برس إن "إعادة التأكيد على أهمية التغير المناخي هي مسؤولية منطقة الهادئ".
وأكدت وزيرة خارجية نيوزيلندا جاسيندا أرديرن على الحاجة إلى "مزيد من الشفافية" بشأن ما اتفقت عليه الصين مع جزر سليمان.
وتخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها من أن تستغل الصين مساعدة أمنية لتطوير تواجد عسكري لها في جزر المحيط الهادئ.
وعبرت أرديرن عن "قلق بالغ" إزاء أي خطوات تتسبب في "عسكرة منطقتنا".