كييف (أوكرانيا): دانت وزارة الخارجية الأوكرانية "بشدة" الإثنين قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسريع حصول الأوكرانيين على الجنسية الروسية، معتبرة ذلك "تعديا جديدا على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".
وقالت في بيان إن "وزارة الخارجية تدين بشدة مرسوم رئيس روسيا الاتحادية"، مضيفة أن "القرار المذكور يشكل تعديا آخر على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ويتعارض مع قواعد ومبادئ القانون الدولي".
وفي تحد دبلوماسي لكييف وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين مرسوما يقضي بتسريع إجراءات منح الجنسية الروسية للأوكرانيين المقيمين في مناطق تسيطر عليها موسكو.
وحذرت أوكرانيا الإثنين من أن القوات الروسية تستعد لتكثيف هجومها للسيطرة على مدن رئيسية في دونباس، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا قصف صاروخي الأحد إلى 31 قتيلا في وقت أدت ضربات على خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد إلى مقتل ستة أشخاص.
وتأتي الضربات على خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، في وقت تستعد أوروبا لخفض جديد في إمدادات الغاز الروسي.
وقال حاكم خاركيف أوليغ سينيغوبوف أن ضربات روسية الإثنين استهدفت "مركز تسوق ومنازل للمدنيين".
وأعلن المدعي العام الإقليمي "مقتل ستة مدنيين بينهم شاب يبلغ 17 عاماً ووالده أثناء مرورها بسيارتهما" وقت الهجوم، بحسب وكالة إنترفاكس-أوكرانيا للأنباء.
في شرق أوكرانيا، حيث يتركز هجوم روسي، قتل 31 شخصا في ضربات روسية نهاية الأسبوع في بلدة تشاسيف يار بمنطقة دونيتسك، بحسب آخر حصيلة الاثنين لأجهزة الطوارئ.
كوناشينكوف
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن "أكثر من 300" مقاتل أوكراني سقطوا في ضربة روسية قرب تشاسيف يار بدون أن يحدد تاريخ ذلك.
حاليًا، تستهدف القوات الروسية التي أعلنت مطلع تموز/يوليو أنها سيطرت على منطقة بوتلوغانسك، منطقة دونيتسك لاحتلال كامل حوض دونباس (شرق) الذي يسيطر عليه جزئيًا منذ عام 2014 الانفصاليون المدعومون من موسكو بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم الاوكرانية.
وتتعرض المناطق الشرقية لقصف مستمر، وتتواصل الهجمات البرية الروسية، حسبما أعلن الجيش الأوكراني الإثنين.
وفي قرية فيليكيي بورلوك الواقعة في منطقة خاركيف قُتل المسؤول الإداري عن المدينة الموالي لموسكو في انفجار عبوة ناسفة تحت سيارته، على ما أعلنت وكالة تاس الروسية الرسمية.
كما أعلنت سلطات خيرسون (جنوب) التي تحتلها روسيا عن إحباط محاولة هجوم على المسؤول المعين من موسكو في المنطقة التي تسعى كييف لاستعادة السيطرة عليها.
غير أن الجيش الأوكراني قال إن القوات الروسية تستعد على الأرجح، لشن هجمات ستكون الأعنف في منطقة دونيتسك.
وأكد أن "هناك مؤشرات الى أن الوحدات العدوّة تستعدّ لتكثيف العمليات القتالية باتجاه كراماتورسك وباخموت"، المدينتين الرئيسيتين اللتين لا تزالان تحت السيطرة الأوكرانية.
ويأتي بطء تقدم موسكو شرقا، وسط مقاومة أوكرانية شرسة عززها تسلم كييف بطاريات مدفعية غربية، على نقيض فشلها في الاستيلاء على العاصمة كييف في بداية الغزو.
روته
وصرح رئيس وزراء هولندا مارك روته الاثنين خلال زيارته لكييف بأن الحرب في أوكرانيا يمكن أن تطول أكثر من المتوقع، لكن على الدول الغربية "أن تواصل دعم اوكرانيا بكل الوسائل الممكنة".
وقال في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "هذه الحرب يمكن أن تطول أكثر مما توقعنا أو أملنا. لكن هذا لا يعني أننا نستطيع البقاء مكتوفي الايدي ومراقبة كيفية حصولها من دون القيام بشيء. علينا أن نحتفظ بتركيزنا وأن نواصل دعم أوكرانيا بكل الوسائل الممكنة".
والأسلحة الغربية، وخصوصا الدقيقة منها والمدفعية البعيدة المدى، "تغير بالفعل مسار الحرب"، على ما أعلن الأمين العام لمجلس الأمن والدفاع أوليكسي دانيلوف في وقت سابق الإثنين.
غازبروم
طالت تداعيات النزع دول غرب أوروبا في وقت بدأ عملاق الغاز الروسي غازبروم الإثنين أعمال صيانة روتينية تستمر لأكثر من أسبوع لخط الأنابيب "نورد ستريم 1".
وأبدت ألمانيا ودول أوروبيا أخرى قلقا إزاء إمدادات الطاقة عقب إعلان إيني الإيطالية وأو.إم.في النمسوية أن غازبروم ستخفض إمدادات الغاز بشكل إضافي.
وقالت "إيني" إن الإمدادات ستخفض من نحو 32 مليون متر مكعب يوميا إلى 21 مليون متر مكعب (741 مليون قدم مكعب) يوميا تقريبا، بينما قالت أو.إم.في إن إمداداتها من الغاز ستنخفض بنسبة 70 بالمئة.
وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير، علقت ألمانيا المصادقة على خط أنابيب ثان هو "نورد ستريم 2"، فيما تزايدت المخاوف إزاء اعتماد أوروبا التام على الغاز الروسي.
إجراءات روسيا وبيلاروسيا
في هذا الوقت، ناقش بوتين ونظيره البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو إمكان اتّخاذ إجراءات مشتركة ضد ليتوانيا ردا على قيود "غير قانونية" فرضتها على عبور أراضيها والتي تؤثر على جيب كالينينغراد الروسي.
وكانت هذه الدولة المطلة على البلطيق قد فرضت منذ منتصف حزيران/يونيو قيودا على عبور البضائع الخاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي إلى كالينينغراد، الجيب الروسي الواقع بين ليتوانيا وبولندا البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، ما أثار حفيظة موسكو.