: آخر تحديث
وزير الخارجية اللبناني: حزب الله لا يحتكر المشهد السياسي

الأزمة تتصاعد مع الرياض.. بيروت توسط أميركا للحوار

90
85
80
مواضيع ذات صلة

بيروت: دعا وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب الإثنين الرياض إلى الحوار لحلّ الأزمة الدبلوماسية الآخدة في التصاعد، غداة اعتبار نظيره السعودي أنه لا جدوى من التعامل مع لبنان في ظل ما وصفه بـ"هيمنة" حزب الله على المشهد السياسي.

وبدأت الأزمة الدبلوماسية بين البلدين على خلفية تصريحات لوزير الإعلام جورج قرداحي الذي قال في مقابلة تلفزيونية تم بثّها الأسبوع الماضي وأجريت قبل توليه حقيبة الإعلام إنّ المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات.

واستدعت السعودية الجمعة بشكل مفاجئ سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية إليها. وليس هناك منذ ذلك الحين بحسب مسؤولين لبنانيين أي تواصل مباشر بين الطرفين.

وتضامناً مع الرياض، قامت البحرين بالخطوة ذاتها، ولحقت بهما الكويت السبت قبل أن تقرّر الإمارات سحب دبلوماسييها ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان.

وقال بو حبيب لوكالة فرانس برس إن "المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلّها إلا بالحوار والتواصل والثقة ولكن ليس بإرادة الفرض"، مضيفاً "لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشاكل العالقة وليس الإشكال الأخير فقط لكي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة".

وتشهد العلاقة بين البلدين فتوراً منذ سنوات، على خلفية تزايد دور حزب الله الذي تعتبره الرياض منظمة "إرهابية" تنفذ سياسة إيران، خصمها الإقليمي الأبرز. وتأخذ على المسؤولين اللبنانيين عدم تصديهم له.

واعتبر بو حبيب أنه "إذا لم يجر أي حوار وتواصل، فإن ما يحصل لا يمتّ بصلة الى منطق الأخوة والصداقة"، مؤكداً حرص لبنان على "معالجة القضية بالحوار، أما أن يطلب أي طرف منا إزاحة حزب الله من المشهد، فكيف لنا أن نفعل ذلك وهو مكون لبناني شئنا أم أبينا؟".

وأضاف "نحن نتعاطى مع حزب الله اللبناني، أما كل ما يخص حضوره في الإقليم وفي أي ساحة خارجية فهذا يجعل القضية تتجاوز قدرة لبنان" على حلّها.

ويتخطى دور حزب الله، العدو اللدود لإسرائيل، لبنان. ويُعد لاعباً أساسياً في سوريا والعراق مروراً باليمن، وتصفه السعودية بأنه "وكيل" لإيران في المنطقة، كما تتهمه بدعم وتدريب وتسليح المتمردين الحوثيين في اليمن.

ومنذ العام 2015، يدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية ويضم البحرين والإمارات ودولاً أخرى، والحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها بينها صنعاء.

ودفع موقف قرداحي الحوثيين لتعليق صورته في صنعاء احتفاءً بتصريحاته. كما قرروا تسمية أحد الشوارع باسمه، وفق ما أفاد تجّار في الشارع فرانس برس. وفي لبنان، رفض حزب الله الدعوات لاستقالته.

في مقابلة بثتها قناة "العربية" مساء الأحد، أوضح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود أن الأزمة الأخيرة لا يمكن اختصارها بتصريحات قرداحي. وقال "لا أود اختزال الموضوع في تصريحات شخص معين فالإشكالية أكبر من ذلك" وهي "في استمرار هيمنة حزب الله على النظام السياسي".

ويرى محللون إن الأزمة الراهنة تعكس صراعاً سعودياً إيرانياً يدفع ثمنه مجدداً لبنان.

واعتبر بو حبيب، الذي سماه رئيس الجمهورية ميشال عون في الحكومة، أن "حزب الله مكون قوي في لبنان وربما الأقوى، لكنه لا يهيمن ولا يحتكر المشهد السياسي"، مضيفاً "نحن نتعاطى مع حزب الله اللبناني، أما كل ما يخص حضوره في الإقليم وفي أي ساحة خارجية، فهذا يجعل القضية تتجاوز قدرة لبنان".

وأضاف "قناعتي أنّ أي تفاهم أميركي-إيراني وأي اتفاق سعودي-إيراني يساعد على حلّ هذه القضية، لكننا وحدنا هنا لا نستطيع حلها"، مضيفاً "فليتعاون السعوديون مع الدول الإقليمية الأخرى لحل قضية حزب الله الإقليمية ونحن من جهتنا لن نتردد في الدفع لأجل حلها لكن ليس بالفرض ابداً".

تأتي الأزمة فيما كانت الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي تعمل على إعادة ترتيب علاقاتها السياسية مع دول الخليج، خصوصاً السعودية، وتعوّل على دعمها المالي في المرحلة المقبلة للمساهمة في إخراج البلاد من أسوأ أزماتها الاقتصادية.

وأعربت الحكومة عن "رفضها" تصريحات قرداحي، مؤكدة أنها لا تعبّر عن موقفها الحكومة. والتقى ميقاتي على هامش مشاركته في مؤتمر المناخ في غلاسكو الإثنين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ونظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.

وتشمل لقاءاته الاثنين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي. وتبلغ ميقاتي من أمير قطر أنه سيوفد وزير خارجيته إلى بيروت لبحث سبل معالجة الأزمة الدبلوماسية.

وهذه المرة الثانية التي تثير فيها تصريحات وزير لبناني غضباً خليجياً وتحديداً سعودياً. وكان وزير الخارجية السابق شربل وهبة تقدم باستقالته من حكومة تصريف الأعمال في 19 أيار/مايو على خلفية تصريحات صحافية اعتبرتها الرياض "مشينة".

وفي نيسان/أبريل، أعلنت السعودية تعليق استيراد الفواكه والخضار من لبنان أو السماح بمرورها على أراضيها بعد ضبط أكثر من 5,3 ملايين حبة كبتاغون مُخبأة ضمن شحنة من الرمان.

ويثير قرار السعودية الأخير وقف الواردات من لبنان الخشية من تداعياته على البلد الغارق في أزمة اقتصادية صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.

وتشكل السعودية ثالث أكبر سوق تصدير للبنان، إذ استحوذت على ستة في المئة من صادرات البلاد العام 2020، بقيمة نحو 217 مليون دولار، وفق غرفة الصناعة والتجارة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار