لونغ بيتش، كاليفورنيا (الولايات المتحدة): حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن الناخبين في كاليفورنيا من احتمال وصول شخصية على نمط سلفه دونالد ترامب إلى منصب حاكم ولايتهم في حال صوّتوا لصالح عزل الديموقراطي غافن نيوسوم.
وتجري ولاية كاليفورنيا خامس قوة اقتصادية في العالم استفتاء بلغت كلفته 280 مليون دولار لتقرير مصير الحاكم نيوسوم، في مبادرة أطلقها جمهوريون ممتعضون من القواعد التي تفرض عليهم وضع الكمامات وتدابير الإغلاق الرامية للحد من تفشي كوفيد.
وقال بايدن أمام حشد في لونغ بيتش "إما أن تبقوا على غافن نيوسوم كحاكم لكم أو أن يأتيكم دونالد ترامب" جديد.
وتابع "يجب أن يكون الخيار واضحا تماما. لديكم حاكم يملك ما يكفي من الشجاعة لتولي القيادة".
VIDEO: Climate change not about red or blue states, says Biden.
— AFP News Agency (@AFP) September 14, 2021
US President Joe Biden hammers home his case on climate change at a briefing on wildfires in California before surveying the damage from the Caldor Fire pic.twitter.com/mnH4364pIx
المنافس الأبرز
ويعد لاري إلدر منافس نيوسوم الأبرز، وهو نجم إذاعي يميني أعرب عن دعمه علنا للرئيس السابق، الذي لم يكن يحظى بشعبية في كاليفورنيا.
ويتصدر إلدر، المحامي الأسود السابق المتحدر، استطلاعات الرأي متقدما على 46 منافسا، بينهم مستشار بشأن القنب ورئيس بلدية سان دييغو سابقا.
وستكون أمام الناخبين مهلة حتى مساء الثلاثاء لتسليم بطاقة اقتراع سيسألون فيها أولا إن كانوا يوافقون على الإطاحة بنيوسوم وثانيا عن الشخصية التي يعتقدون أنها الأمثل للحلول مكانه.
ويحتاج نيوسوم إلى غالبية ضئيلة للمحافظة على منصبه، ما يجعل بالتالي السؤال الثاني الوارد في البطاقة لاغيا.
لكن في حال صوتت الأكثرية لصالح عزله، فستحكم الشخصية التي تحصل على أكبر عدد من الأصوات بغض النظر عن حجم الغالبية التي تحققها، المدة المتبقية من ولايته وهي 16 شهرا.
والاستفتاء هو الثاني في تاريخ كاليفورنا، بعدما أتاح تصويت مماثل لأرنولد شوارزنيغر الفوز بالمنصب العام 2003.
غضبٌ حيال تدابير كورونا
ويشعر الجمهوريون، الذين لم يسيطروا على الولاية التي تعد معقلا لليبراليين منذ غادر شوارزنيغر المنصب، بالغضب حيال قواعد الإغلاق التي فرضها نيوسوم ورأوا أنها أبقت أطفالهم خارج المدارس من دون أي دواع وخنقت الأعمال التجارية الصغيرة فيما اجتاح كوفيد الولاية حيث أودى بحياة الآلاف.
واكتسبت الحملة الرامية لعزله زخما بعدما انتشرت صوره وهو يتناول العشاء في مطعم فخم، في خرق للقواعد التي وضعها هو نفسه، فاعتبره كثيرون منافقا منفصلا عن الواقع.
وبعد بداية صعبة، يبدو أنه نجح الآن في تحويل مسار الاستفتاء ليصب في مصلحته مع ازدياد زخم حملته بتقدّم إلدر كخصمه الأبرز، ما منحه فرصة لاستهدافه عبر تصويره على أنه نسخة عن ترامب.
التغيّر المناخي
وجاءت زيارة بايدن إلى لوس أنجليس في ختام يوم توجّه فيه إلى ولايات في غرب الولايات المتحدة في جولة تهدف لتسليط الضوء على مخاطر التغير المناخي.
وتعاني المنطقة من موجة جفاف قاسية خلّفت مساحات واسعة من الأراضي الجافة والمعرّضة لخطر نشوب حرائق.
وأتت النيران على آلاف الكيلومترات المربّعة، فيما لم ينته موسم الحرائق بعد.
ويسعى بايدن، الذي التقى عناصر إطفاء في أيداهو قبل التحليق فوق مناطق احترقت في شمال كاليفورنيا، لتسويق مشروع قانون بعدة تريليونات الدولارات يهدف لتحديث البنى التحتية في الولايات المتحدة لتكون أكثر قدرة على التكيّف مع التغيّر المناخي.
وقال "كل دولار ننفقه من أجل التكيّف يوفّر ما يصل إلى ستة دولارات في المستقبل عندما لا ينتشر الحريق التالي بشكل واسع إلى هذا الحد. تنقذ هذه الاستثمارات الأرواح".
وأضاف "عندما أفكر بالتغيّر المناخي، لا أفكر بالكلفة، بل بفرص العمل ذات الدخل الجيّد التي نستحدثها. لكنني أفكر أيضا بالوظائف التي نخسرها بسبب تأثر سلاسل الإمداد والصناعات، لأننا لم نتحرّك بقدر كاف من الشجاعة".
ويركّز الرئيس على مدى إلحاح مسألة تغيّر المناخ التي أحدثت حرائق هائلة وفيضانات دمّرت مناطق عدة في البلاد خلال الأشهر الأخيرة.
ووصل إعصار إلى اليابسة في تكساس في الثلاثاء، بعد أسابيع من عاصفة أخرى ضربت البلاد وخلّفت عشرات القتلى.
إنذارٌ أحمر
وقال بايدن لعناصر الإطفاء في أيداهو "الحقيقة هي أن لدينا مشكلة احترار مناخي عالمي"، مكررا ما اتفقت عليه تقارير علمية أكدت بأن الأنشطة البشرية تؤثر على المناخ.
وأفاد "لن تعود الأمور إلى ما كانت عليه. لا يمكن إعادة البناء ليعود كل شيء إلى سابق عهده".
وأشار بايدن في تصريحات أدلى بها مؤخرا إلى أن العالم يواجّه "إنذارا أحمر" في ما يتعلّق بمخاطر تغيّر المناخ ودعا كافة الأطراف إلى تنحية خلافاتها السياسية للتعامل مع المسألة.
وقال بايدن أمام حشد قرب ساكرامنتو، عاصمة ولاية كاليفورنيا، "عليكم التفكير بشكل أوسع. التفكير المحدود وصفة للكوارث.. سنكافح تغيّر المناخ".