: آخر تحديث
فن من خارج الرواية السائدة

كوثر بن هنية تكتب المأساة الفلسطينية بوجه هند لا بأرقام الضحايا

19
21
11

إيلاف من فينيسيا: شهد مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عرضه العالمي الأول لفيلم "صوت هند رجب" من تأليف وإخراج المخرجة التونسية كوثر بن هنية، في عمل سينمائي يُسلّط الضوء على واحدة من أكثر اللحظات إنسانيةً وفجيعةً في الحرب الدائرة في قطاع غزة.

يروي الفيلم مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي وجدت نفسها محاصرة داخل سيارة استهدفتها دبابات إسرائيلية، بعد مقتل عمها وعمّتها وثلاثة من أبناء عمومتها في قصف مباشر. لساعات طويلة، ظلت الطفلة تتوسل عبر الهاتف إلى مسعفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تطلب النجدة وتستغيث لإنقاذها، دون أن تلقى استجابة، بينما كانت وحدها تُقاوم الموت بصوتها فقط.

الفيلم الذي بلغت مدته 90 دقيقة، عُرض للمرة الأولى عالميًا في قاعة مكتظة ضمن فعاليات الدورة 82 لمهرجان فينيسيا، ليترك أثرًا بالغًا في نفوس الحاضرين الذين وقفوا وصفقوا لأكثر من 20 دقيقة متواصلة، في مشهد نادر ومعبّر عن حجم التأثّر والتعاطف الذي أثاره العمل. 

إنتاج عالمي وتضامن فنّي واسع

الفيلم يحمل توقيع نخبة من الأسماء البارزة في صناعة السينما العالمية. فهو من إنتاج كل من المنتج التونسي نديم شيخ روحه، الحاصل على جوائز دولية عديدة، والمنتج الأميركي جيم ويلسون الحاصل على جائزة الأوسكار، والمنتجة الكندية أوديسا راي، الحاصلة بدورها على جوائز الأوسكار وجوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام (BAFTA).

كما انضمت استوديوهات MBC بصفتها منتجًا تنفيذيًا، إلى جانب أسماء عالمية مرموقة مثل نجم هوليوود براد بيت، والممثل الأميركي خواكين فينيكس، والمخرج المكسيكي الشهير ألفونسو كوارون، الحاصل على أربع جوائز أوسكار وثلاث جوائز غولدن غلوب وسبع جوائز BAFTA، وكذلك النجمة الأميركية روني مارا، المرشحة مرتين للأوسكار، التي حضرت العرض الأول للفيلم في فينيسيا.

كوثر بن هنية: "هؤلاء ليسوا ضحايا جانبيين"

خلال المؤتمر الصحفي المخصص لعرض الفيلم، قالت كوثر بن هنية أمام الصحفيين:

"لقد رأينا أن الرواية السائدة حول العالم هي أن من يموتون في غزة هم مجرد ضحايا جانبية. إن هذا أمرٌ لا يمتّ للإنسانية بأي صلة. ولهذا السبب، تُعدّ السينما والفن وجميع أشكال التعبير الأخرى بالغة الأهمية، لمنح هؤلاء الناس صوتًا ووجهًا."

رسالة بن هنية كانت واضحة وصريحة: رفض التجريد، وتأكيد على أن كل ضحية لها قصة، وجه، واسم، وأن السينما قادرة على منحهم مكانًا في الذاكرة الجمعية.

استوديوهات MBC: نروي قصصنا للعالم

من جانبها، عبّرت سمر عقروق، المديرة العامة للإنتاج ولاستوديوهات MBC، عن فخرها بالمشاركة في إنتاج الفيلم، قائلة:

"نحن فخورون بالدعم الذي قدمناه لفيلم 'صوت هند رجب' وبصفتنا أحد المنتجين المنفذين. جاءت هذه الخطوة انطلاقاً من التزام استوديوهات MBC بسرد القصص العربية من خلال صناعة محتوى سينمائي وتلفزيوني راقٍ يتمتع بمواصفات عالمية، ويتيح إيصال قصصنا وسرديتنا ووجهة نظرنا إلى العالم بأسره."

وأضافت عقروق:

"حمل هذا الفيلم قصة إنسانية عميقة تتجاوز الحدود والانقسامات، بل وحتى ضجيج العناوين الرئيسية، فهو يخاطب الجوهر الإنساني المشترك للبشر. لقد أثّرت قصة هند في العالم بأسره، لذا آثرنا التعامل مع المشروع بمصداقية ونزاهة فنية، وقبل كل شيء بإنسانية. نحن في 'استوديوهات MBC' نؤمن بقوة السرد القصصي ودوره في تسليط الضوء على القصص الإنسانية التي لم تُروَ، وهذا الفيلم يُجسّد تلك القيمة بكل صدق وأمانة."

محطات دولية مرتقبة

بعد العرض العالمي الأول في فينيسيا، من المقرر أن يواصل "صوت هند رجب" جولته في المهرجانات السينمائية الدولية، حيث سيُعرض ضمن عروض أولى في تورونتو/كندا، ولندن/المملكة المتحدة، وسان سيباستيان/إسبانيا، في تأكيد على أن القصص الإنسانية من العالم العربي قادرة على العبور إلى العالم بلغة الفن الخالص.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه