: آخر تحديث
فوزي

المخرج فوزي بن سعيدي لإيلاف: العودة لكان بعد ٢٠ عام أصعب من المشاركة للمرة الأولى

26
33
28
مواضيع ذات صلة

إيلاف من كان: أحد أهم الأفلام العربية هذا العام فيلم "صحاري ـ الثلث الخالي" للمخرج المغربي فوزي بن سعيدي والذي شارك في قسم "نصف شهر المخرجين" بمهرجان كان السينمائي في الدورة الأخيرة.

الفلم يعد التجربة  الروائية  السابعة والتي بدأت سنة ٢٠٠٣ وفي مهرجان كان أيضا ً بفيلم "ألف شهر" وشملت تجاربه السينمائية فلم "يا لها من عالم رائع" (2006) و"موت للبيع" (2011) وصولاً إلى "أيام صيفية" (2022) .

 المخرج المغربي فوزي بن سعيدي، قدم تجربة  سينمائية مختلفة في  "صحاري - الثلث الخالي" حول الصديقان مهدي وحميد، الذين يخوضان رحلة غير متوقعة في قلب صحاري المغرب، ويمران بالعديد من المواقف في المجتمع المغربي، في رحلة تتسم بالكوميديا والسخرية. والفيلم من بطولة فهد بن شمسي وعبد الهادي الطالبي.

وعلى هامش مهرجان كان السينمائي الدولي حاورناه، لمعرفة تفاصيل أكثر عن الفيلم، وعودته للمشاركة في مهرجان كان بعد ما يقرب من 20 عاما.

حدثنا عن تجربة العودة للمهرجان وتجربة فيلم  صحاري؟

 أنا مؤمن بفكرة أن البدايات ليست صعبة، ولكن الأصعب أن تستمر في هذه المهنة. فمن الممكن أن تصنع فيلمك الأول، ولكن هل من الممكن أن تستمر؟! لأن صعوبة السينما -حتى وإن كان لديك نجاحاً في أفلامك الأولى- هي كيفية تجديد نفسك، وتلك أمور مهمة بالنسبة لي. والعودة إلى كان بعد 20 عاماً، بها رسالة مطمئنة إلى حد ما، بأن اختياراتي لم تكن سيئة، كما أنني واعِ بأن الاختيارات ليست سهلة كذلك.

وبالنسبة لفيلم "صحاري"، هناك بعض الاختيارات جمالية ولكن بها نوع من المجازفة والمغامرة، وأنا كنت واعِ أنني أصنع فيلما يغادر قبل أن ينتهي ليترك المكان لفيلم ثاني يحاوره، وكان من الممكن أن يُرفض هذا الاقتراح ويصبح اقتراحاً جمالياً مرفوضاً، لكن تم اختياره للمشاركة بفعالية "أسبوعَي السينمائيين" في مهرجان كان.

التحول الكبير في الجزء الأخير بالفيلم، كان قراراً أفهم أنه جريئ ، خاصة أن الفيلم كان يمشي على خُطى خط درامي من أروع ما يكون .. فجأة تحولنا لفيلم آخر وسينما أخرى؟

جزءا الفيلم يجمعهما الكثير من الصدى، والأشياء المنثورة شاعريا على جنبات الصور والتي من الممكن أن تلتقط منها من المشاهدة الأولى شيئا ما، كما أن الفيلم يتطلب مشاهدة ثانية لكي يلتقط المشاهد كل ما أودعته أنا بشكل مستتر وخفي وجمالي وشاعري.

التحدي الذي وضعته لنفسي وللفيلم هو أن يضحك الناس بشكل كبير جدا، وأن يغمر القاعة بعد ذلك صمت رهيب! فذلك كان تحديا بالنسبة ليّ وأظنني نجحت فيه .

الخيارات الجمالية في الفيلم، كانت جزءا أصيلا منه.. عادة الأفلام الكوميدية لا تُراعي مثل تلك الأشياء، لكن الفيلم بصريا كان من أجمل مايكون؟

حاولت أن نقدم كوميديا مختلفة قائمة على كوميديا الجسد والحركة والكادر، أي تُصنع الكوميديا بجمالية وليس فقط بالحوار الكوميدي المرح. كما أحب مخاطبة الجمهور بذكائه، فأنا أحترم ذكائه ولا أحتاج أن أُظهر له كل شيء.

بالعودة لمسيرتك الفنية فكل فيلم مختلف عن الآخر.. ما منطلقاتك الفنية التي جعلتك تقرر العمل على فيلم "صحاري"؟

رغبتي الأولى هي رغبة سينمائية في الأساس، لا شيء يعجبني سوى أن أشعر بنفسي أحاور سينما معينة وطريقة بعينها في التعبير، وأحاول أن أبرز اللغة السينمائية التي أريدها.

 وهذا الفيلم من بين الرغبات الأولى هو محاولة محاورة إرث سينما "الويسترن" لكنه ليس "ويسترناً " خالصا، ففيه أيضا كوميديا وقصة حب وشيء من "الويسترن المثيولوجي". 

 الفيلم كالأزهار، على طريقه الكثير من السينما والأدب والمثيولوجيا.

حدثنا عن مستقبل عروض الفيلم بعد مشاركته في مهرجان كان السينمائي الدولي؟

الفيلم بعد مشاركته في مهرجان كان، ينتظر التوزيع على السينمات، بالإضافة إلى المشاركة في مهرجانات أخرى. وعرض الفيلم بمهرجان كان هو عرضه الأول، فلا زال هناك مناقشات حول مشاركته في المهرجانات لأنه طُلب كثيراً، ولكن الأمر متروك للموزعين.

البعض يرى أن السينما المغربية رائعة، ولكنها تحتاج لترجمة عربية في بعض الدول؟

لا أرى أي حساسية في ذلك، لاتوجد مشكلة في ترجمة الأفلام لأنها صُنعت ليتم ترجمتها في دول العالم.

إذا كان ضروريا ترجمة الأفلام لكي تسافر للخارج، فلما لا يتم ترجمتها. العالم العربي سوق للأفلام به 400 مليون شخص تقريباً، فأنا لا أرى مانع في ترجمة أو دبلجة الأفلام، ومن يرى غير ذلك فمنطقه خاطئ.

فنحن أيضا شاهدنا أفلام روسية وإيطالية مترجمة، فلا يوجد حساسية في ذلك، إذا كانت الناس لا تفهم فمعناه أن الناس لا تفهم وتحتاج ترجمة باختصار ليصلهم فيلمك!

فيما يخص السينما السعودية.. هاجس العالمية والمهرجانات يطرأ عليها بشكل كبير، هل هذا الهاجس طبيعي أم لا؟

لا بد أن تصنع الأفلام لنفسك في المرحلة الأولى، وأن تكون صادقا في صناعتك من هذا المنطلق. فليس الهدف هو الأضواء والشهرة والاعتراف العالمي. صناعة الأفلام لا بد أن تكون حاجة وجودية للمخرج، فإذا لم تكن حاجة وجودية فلا معنى لصناعة الفيلم.

هل بدأت التحضير لفيلمك المقبل؟

بدأت العمل على فيلمي المقبل، وأعتقد أنني سأذهب من خلاله إلى مناطق جديدة. أنا دائما أُغير من فيلم لآخر. ودائما ما أقول أنني أصنع الأفلام واحدة ضد الأخرى، الآن أنا بفيلم واحد صنعت جزءا ضد الآخر، فضروري أن يكون الفيلم المقبل مختلفا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه