الكلمات هي واحدة من أعظم أدوات التأثير. إنها المفتاح لبناء العلاقات مع الآخرين، والحفاظ عليها، وإنهائها. عند استخدامها بمهارة، يمكن لكل كلمة أن تحتوي على قوة وطاقة تعمل على تغيير العقليات، وفتح الحوار، وتحفيز وإلهام الآخرين. أما عند استخدامها بشكل غير فعال، فقد تؤدي الكلمات إلى تثبيط العزيمة وما تتركه من تبعات سلبية.
إنَّ الكلمات في المحتوى الجيد تعبر عن الأفكار والنوايا والثقافة والاعتزاز بالهوية. في أغلب الأحيان، تتدفق الكلمات من اللسان دون وعي، وقد تصبح عادة في كثير من الأحيان. تكمن المشكلة في السياق أن تكون العبارة جوفاء تُلقى دون وعي كامل، والنتيجة هي أن الآخرين يتأثرون بذلك المحتوى أو يتم التعميم بطريقة مفرطة، مما يؤدي إلى أن المستمع يتجاهل ولا يتمكن من التركيز على ذلك.
عندما نركز حقاً على نية وقوة كلماتنا، يحدث شيء مختلف. الفهم الواضح لما نريد نقله بكلماتنا يجعل المحتوى مؤثراً وإيجابياً. صناعة التأثير والأثر ثقافة وسلوك ينم عن مدى الوعي الاجتماعي والثقافي والاقتصادي لأيّ مجتمع، وهو يرتبط بسلوك ينتهجه الأفراد داخل محيطهم وخارجه، وقد يقترن ذلك بشهرة ينطوي تحتها حب الظهور لدى البعض.
تجد البعض ظهوره أكثر من عمله في تلميع صورة، حديث منمق يمتدح ويبالغ فيه ويخرج عن الواقعية، ويدخل في مفهوم الانتفاخ من إنسان بسيط وموظف ينفذ واجباته ومهام عمله في مشروع أو خطة مرسومة له إلى شخصية لا يشق لها غبار. أصبح بذلك أكبر من منظومته التي يعمل فيها، وهذا يعطي تصوراً عن المشهور أو المؤثر وأمانة الكلمة والمضمون في نقل الصورة الصحيحة.
إقرأ أيضاً: درة الأوطان تستضيف كأس العالم 2034
مع التطور التكنولوجي، باتت وسائل التواصل الاجتماعي تنقل الواقع وتعمل كعين نافذة على الأداء والعمل، وليست مجرد عدسة أو مؤثر يقتص من الصورة. تجد بعض الردود تعطيك عكس ما ينقله المشهور أو المؤثر. وحقيقة الأمر، خطط ومرئيات ودراسات وريادة المحتوى الإعلامي لخصها معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري بعبارات عدة عن التأثير: "ليس كل مؤثر مشهور، وليس كل مشهور مؤثر".
بهذه الكلمات، وضع النقاط على الحروف في ملتقى صناع التأثير. التأثير الحقيقي بما يتركه الإنسان من أثر وعمل في خدمة قيادته ووطنه ومجتمعه، وبذرة للخير يرسمها بتواصل وسعة المدارك. الفائدة الحقيقية تكمن في استشعار ما نحن فيه وما وصلنا إليه من تأثير وأثر بفضل الله ثم قيادتنا وهذا الوطن وتوجيهاتهم.
إقرأ أيضاً: قطار الرياض.. أيقونة عالمية
السعودية، برؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أصبحت مؤثرة في جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية والمجتمعية. البناء والتطور بهمة لا تنكسر وطموح وصل من همة حتى القمة. التغيير يحدث الفرق، وبات الأثر السعودي برؤية ولي العهد حديث العالم ومنصاته، والقائد الأكثر تأثيراً.