: آخر تحديث

المخرج كورييدا يرى أنّ السينما اليابانية موجّهة جدأً "إلى السوق المحلية"

42
39
43
مواضيع ذات صلة

طوكيو: لم يعد القطاع السينمائي الياباني "الموجّه نحو السوق المحلية" والذي يواجه نقصاً في التمويل، ينجح في استقطاب المواهب الشابة، على ما يلاحظ المخرج هيروكازو كورييدا الذي تعاون مع مخرجين شباب في مسلسل يُطرح قريباً عبر منصة "نتفليكس".

ويرى المخرج البالغ 60 عاماً والذي نال السعفة الذهبية في دورة عام 2018 من مهرجان كان السينمائي عن فيلمه "شوبلفترز" (Shoplifters)، أنّ التصرفات والمواقف التي تنطوي على تعجرف وظروف العمل القاسية في المجال المرئي والمسموع المحلي، تحولان دون إنجاز إنتاجات يابانية تحظى بالنجاح العالمي نفسه الذي تحققه الأعمال الكورية الجنوبية.

ويقول كورييدا في مقابلة مع وكالة فرانس برس إنّ "البيئة االابتكارية لدينا ينبغي أن تتغيّر"، لافتاً إلى الرواتب المتدنية وساعات العمل الطويلة في المجال السينمائي، بالإضافة إلى أن المستقبل غير مضمون لمن يختار العمل في هذا المجال.

ويضيف "ركّزت خلال مسيرتي على كيفية إتقان عملي، لكن عندما أنظر من حولي، أرى أن الشباب لم يعودوا يختارون العمل في المجالين السينمائي والتلفزيوني".

وبهدف المساعدة على حلّ الأزمة القائمة في القطاع، تعاون مخرج "ستيل ووكينغ" (Still Walking) و"نوبادي نووز" (Nobody Knows) مع ثلاثة مخرجين شباب في مسلسل يُعرض في كانون الثاني/يناير الجاري عبر "نتفليكس".

ويشيد بصفات زملائه الشباب وبمعلوماتهم الواسعة عن المعدات والتقنيات والتي تفوق معرفته في هذا الخصوص.

ويتألف مسلسل "ذي مكاناي: الطبخ لمنزل آل مايكو" (The Makanai: Cooking for the Maiko House) امن تسع حلقات، وهو مقتبس من إحدى قصص المانغا المصورة وتدور أحداثه في كيوتو (غرب اليابان) داخل مجموعة من فتيات الغيشا المبتدئات.

وبينما تحظى الرسوم المتحركة اليابانية بشهرة كبيرة في مختلف أنحاء العالم، لا تحقق الأفلام والمسلسلات المُنتجة في الأرخبيل نجاحات في الخارج، مقارنة بالأعمال الكورية الجنوبية كمسلسل "سكويد غايم" أو فيلم "باراسايت" للمخرج بونغ جون-هو الذي دخل عام 2020 تاريخ السينما كأول فيلم غير منجز باللغة الإنكليزية يفوز بجائزة الأوسكار العامة لأفضل فيلم.

ولم تأبه حكومة كوريا الجنوبية بحجم النفقات الخاصة لدعم قطاعها السينمائي، مما أتاح تحقيق نجاحات عالمية كثيرة منذ عشرين عاماً، لكن "في الوقت نفسه، كانت اليابان تتوجّه نحو الداخل" لأنّ السوق المحلية كانت كافية لها، على ما يلاحظ كورييدا.

ويرى المخرج الذي اختار أخيراً العمل خارج اليابان أنّ "ما حصل هو السبب الكامن وراء الفجوة" بين البلدين.

وأوضح أن فيلم "ذي تروث" (2019) المُنجَز في فرنسا والذي تشارك فيه كاترين دونوف وجولييت بينوش، وفيلم "بروكر" (2022) الكوري الجنوبي والذي يتّخذ من الاتجار بالأطفال موضوعاً، أتاحا له تحديد الثغرات في السينما اليابانية بصورة أفضل.

وسبق أن دعا كورييدا ومخرجون يابانيون آخرون هذا العام إلى إنشاء مركز مماثل للمركز الوطني السينمائي في فرنسا، بهدف تعزيز التمويل الخاص بالإنتاجات السينمائية والتلفزيونية وتحسين ظروف العمل في المجال.

ويشير استطلاع أجرته الحكومة اليابانية عام 2019 إلى أنّ ثلثي العاملين في المجال السينمائي الياباني غير راضين عن رواتبهم وساعات العمل الطويلة، ويبدون قلقاً ي شأن مستقبل هذا المجال.

ويقول هيروشي أوكوياما (26 عاماً)، أحد مخرجي المسلسل الجديد المُرتقب عبر "نتفليكس":"إنّ "مخرجي الأفلام المنتمين إلى جيلي وأنا شخصياً، مستسلمون لحقيقة أننا لم نعد نستطيع أن نعتاش من أعمالنا فقط".

وكان هيروكازو كورييدا ومخرجون آخرون عبّروا عن غضبهم إزاء اتهام مخرج ياباني من ممثلات كثيرات بالاعتداء الجنسي عليهنّ.

ودفعت دعواتهم لمكافحة التنمر نقابة المخرجين اليابانيين إلى التحرك للتصدي للتنمّر، "في خطوة كبيرة" أشاد بها كورييدا.

ويدعو المخرج إلى مزيد من الإجراءات، مع اتخاذ تدابير تحمي الضحايا حتى يتمكّنّ من الإدلاء بشهاداتهنّ، ويأسف لأنّ التحرش الجنسي في اليابان لا يزال "يعتبر مشكلة شخصية بينما ينبغي التعامل معه على أنّه مشكلة جوهرية".

وردّاً على سؤال عن مشاريعه المقبلة، أكد كورييدا رغبته في التطرق إلى قضيتي الهجرة والتخلي في أعماله، ويقول "هناك الكثير من الأمور التي أرغب في إنجازها".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه