: آخر تحديث
مع أرشيف جيمس هيوارث دن (7)

شذرات شعرية على تخوم الأرشيف 

9
6
7

في "بيبليوغرافيا مختصرة عن الإسلام"، كتب جيمس هيوارث دن: "أبو العلاء المعري، دانتي الإسلام، استخدم ألفاظا أثرى بأربع مرات من شكسبير. توفي قبل موقعة هاستينغز بتسع سنين. الشعر العربي بالغ الشمولية، وهو مرآة صادقة لحياتهم الاجتماعية".

تفيض ثنايا أرشيف دن بالاستشهادات الشعرية البديعة، وراق لي أن أختم سلسة المقالات هذه ببعض منها. هذه النصوص والأبيات منها ما دوّنه في كشكوله (مفكرته الشخصية)، ومنها ما خطّه على هوامش بعض الكتب. مثال:


مثال على اقتباسات هيوارث دن الشعرية، هذا المثال من كشكوله 
مثال على اقتباسات هيوارث دن الشعرية، هذا المثال من كشكوله


صورة ٢. مثال أخر على اقتباسات هيوارث دن الشعرية، هذا المثال من اختبار أعده لطلبته في جامعة لندن 
مثال آخر على اقتباسات هيوارث دن الشعرية، هذا المثال من اختبار أعده لطلبته في جامعة لندن

ما سأورده هنا لا يعد إلا نزرًا يسيرًا مما وقفت عليه في أرشيف دن من استشهادات شعرية. سأفصل بين كل فقرة شعرية واقتباس بـــ«كتب:». آملا أن يكون فيها متعة وفائدة:

كتب:
وإنما اخترت الشعر لانه ديوان العرب ومجمل أخلاقهم وعاداتهم ودفتر وقائعهم وغزواتهم ومعاملاتهم ومجاملاتهم وقاموس كلماتهم ولغاتهم من مفرداتهم ومركباتهم وهو الحجة في اثبات كلامهم في نثرهم ونظامهم.

كتب:
إن الفرنسيس قد ضاعت دراهمهم 
في مصرنا بين حمار وخمار
وعن قريب لهم فى الشام مهلكة 
يضيع فيها لهم آجال أعمار

كتب:
صورتي إن وصلت حيي أميناً
عن أبيه بكل أنس وبشر
والزمي داره كما أن عندي
دائماً بمرآة فكري

كتب:
يا راكب الوابور ينتهب المدى
عجلا ويطوي الميل بعد الميل
عرّج على العياط وانزل بعدها
بالصف واذكر ثم خير مقبل
واقرأ على الشيخ الجليل تحية
مقرونة بالشوق والتبجيل
وقل البشارة مصر ولى أمرها
توفيقها من بعد اسماعيل
جاء القناصل باتفاق مبرم
فدعوهما لتنازل وقبول

كتب:
جادت يد الحرم العالي بما افتخرت
مصر به وتباهت سائر المدن
شادت على الخير والاحسان مدرسة
تزهو بأبدع شكل معجب حسن
محل مجد لتعليم البنات سما
بمصر في سالف الاعصار لم يكن
أدّت به واجبات للعلى ووفى
معروفها بفروض البر والسنن
في ظل أيام اسمعيل لا برحت
قريرة بعلاه أعين الوطن
تقبل اللَه منها حسن نيتها
وما أفادت من الآلاء والمنن
خير لرونق مراه ومسمعه
بارض مصر سرور العين والاذن
أبقته للوطن المحروس مأثرة
غراء تفضل وصف الواصف اللسن
ندعو لها اللَه أن تبقى ممتعة
بطول عمر خديوينا مدى الزمن
ما فاه فكري بتطريز يؤرخه
عالي بناء لتعليم البنات بنى

كتب:
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه
 فصدر الذي يستودع السر أضيق

كتب:
إذا عقد القضاء عليك أمرًا 
فليس يحله إلا القضاء
 

كتب:
كانَ البَخيل عِندَهُ دَجاجه
تَكفيهِ طولَ الدَهر شَرَ الحاجه
في كُل يَوم مَرَّ تُعطيهِ العَجب
وَهيَ تَبيض بَيضة مِن الذَهب
فَظَنَ يَوماً أَن فيها كنزا
وَأَنَّهُ يَزداد مِنهُ عزاً
فَقبض الدَجاجة المسكينُ
وَكانَ في يَمينه سكيّن
وَشقها نصفين مِن غَفلته
إِذ هِيَ كَالدَجاج في حَضرته
وَلَم يَجد كَنزاً وَلا لَقيَّه
بَل رمَّة في حجره مرميَّه
فَقالَ لا شَكَّ بِأَن الطَمَعا
ضَيَّع لِلإِنسان ما قَد جَمَعا

كتب:
هذي سفينةُ فنٍّ بالمنَى سنحتْ 
والفضل في بحره العَجَاج أجراها
وإذْ جرَتْ بالأماني فيه أرَّخها 
سفينة البحر بسم الله مجراها

كتب:
عروس كنوز قد تحلت بعسجد
مكللة تيجانها بالزبرجد
أم الجنة المبنى عالي قصورها
بأبهج يا قوت وأبهى زمرد
أم الكرمات الآصفية أبدعت
هيولي أعاجيب بصورة مسجد
هو الفلك الأعلى تنزل وازدهى
بزهر الدراري جمعاً كل فرقد
إلا أن تجديد العجيب من البنا
يؤكد تأسيس اقتدار المجدد
وهل أثر يا صاح يعرب عن حلى
مؤثره دون البناء المشيد
فدع قصر غمدان وأهرام هرمس
وإيوان كسرى أن ردت لتهتدي
ودع أرما ذات العماد ونحوها
وعرشاً لبلقيس كصرح ممرد
ودع أموي الشام وانزل بمصرنا
وبادر إلى هذا بإيماء مرشد

كتب:
بيانه زان بالمعاني
مدارساً بحرها غزير
دروسها ما بها دروس
وروض أزهارها نضير
ونحن ملنا إليه طبعاً
وحل منه بنا السرور
إذ أقبل الدهر بالتهاني
وجاءنا بالمنى البشير
والحظ وافى يقول أرخ
هذا مدير هو الأمير

كتب:
خذها ودع يا صاحبي تأبيخي 
تضيء مثل كوكب المريخ
قد ختمت بأحسن التاريخ 
فاقت بنورها عقود الدر

كتب:
وكنا نرى مصر السعيدة جنة
ونحسبها دون البلاد هي العليا
فلما رأت دار الخلافة عيننا
علمنا يقينا أنها لهى الدنيا


كتب:
نذم المنايا وهي في النقد أعدل
عداة انتقت مولى به الفضل يكمل
كأن المنايا في انتقاها خبيرة
بكسب النفوس العاليات تعجل

كتب:
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ
وَحنت عليَّ البانة الهَيفاءُ
وَبَكى الغَمام عَليَّ مِن أَسَف وَقَد
كادَت تُمَزق طَوقَها الوَرقاءُ
ماذا تُريد الحادِثات مِن امرئ
مِن جُندِهِ الشعراء وَالأُمَراءُ

كتب:
عللت نفسي غرورًا بالمواعيد
فكان تعليلها عنوان تفنيد
كم التعلل والآمال كاذبة
وهل عسى وردت في غير ترديد؟

كتب:
خُذي الرُوح يا ريح الصَبا وَتَنَسَمي
وَيا بَرق حيّي حيّهم وَتَبَسم
وَيا نَسمَة الأَسحار مني تَحَمّلي
سَلاماً عَلى البَيت العَتيق المُحرم
يَطوف بِهِ سَبعاً وَيَهدي تَحيّة
وَيَسعى إِلى المَسعى بِأَشواق مُغرم
وَما قُلت شعري عَن عَناء بِطيبة
وَلَكن غَرامي بِالمَشاعر مرغمي
تجلدت لَكن لا يَفيد تَجلّدي
وَهَل يَشتَفي الداء الدَفين بِمُرِهُم

كتب:
مَضَى مَن كانَ أذكَى مِن إياسٍ
بحكمتِهِ وأشعَرَ مِن زُهَيرِ
فقُلْ يا اُبنَ الكَرامةِ قِرَّ عيناً
لبُطرسَ أرِّخوهُ خِتامُ خَيرِ

كتب:
لما سمعت مسلسلا عن سادة
أن الفصاحة كلها في هاشم
يممت ناديه وألقيت العصا
ورجوت يقبلني ولو كالخادم
إن جاد لي بالإرتضا فبفضله
أو لم يجد فلسوء حظ الناظم 

كتب:
أقول والقول في فمي لهب
يسطو على الأغبياء بالحرق
قوم يرومون قفل كل فم
لذا يلومون كل ذي نطق
يا أيها القاصدون غلق فمي
خبتم فهذا فم بلا غلق
هداي برق وجهلكم سحب
مهلاً فلا برق غير منطلق

كتب:
باريس هذه مركز التمدن 
ومحتد العلوم والتفننِ
ليس لقبح ضمنها من موطن 
فكلها حسنٌ وما بالحسن
تركُ مكان الحسن والحبور

كتب:
مليكُ الورى عبدُ العزيز الذي جرى
على سيفهِ الماضي دمُ الظلم والغدرِ
ودانت لديهِ رهبةً هامةُ العلا
وقد أطرقت من هيبةٍ أعين الزهرِ
تدورُ ملوك الأرض حول جلالهِ
مدارَ نجوم الأفق حول سنا البدر
أبى الله أن يدعو سواهُ خليفةً
بلى فهو ظلُّ اللهِ باقٍ إلى الحشرِ

كتب:
زارت سعاد وثوب الليل مسدول 
فما الرقيب بغير النشر مدلول

كتب:
ابدى لنا في مصر نجما ثاقبا
لكن سناه بكل مصر هاد
فيه الفوائد والفرائد فصلت
موصولة البرهان بالاسناد
ان قال لم يترك لقوال مدى
اوصال هال وطال كل معاد
هو فيصل في الحكم يرضى فصله
من كان لم يقنع من الاشهاد
لولاه لم يقطع لسان المفترى
عني ولم يفصل جدال جلاد
فلذاك كان على الجوائب مدحه
حقا وايجابا مدى الاباد

كتب:
أرَى النَّيازكَ عَن سَامٍ منَ الفَلَك
مَذعُورَةً أَصبَحَت تَصبُو إلَى الدَرَكِ
كَالطَّير فَاجَأهَا البَاري وَأَذهلَهَا
فَحَاكَت البَرقَ وانقَضَّت عَن الحبُكُ
نَعَت إلَينَا الرَّئيسَ الجِهبِذيَّ وَقَد
قَالَت تَعَزَّوا فَمَا حَىٌّ بِمُترَّكَ
يَا نَفسُ هَذَا مُصَابٌ قَد أصَابَ فَمَا
ابقَى فُؤَادَ صَبُورٍ غَيرَ مُرتَبِكِ
ألَيسَ نَسرُ سَمَاءٍ العلم قَد عَلِقَت
كَفُّ المَنُونِ بِه فَانحَازَ فِى الشَّرَك
الصَّبرَ يَا نَفَسُ وَاستَبقى مَنَايِحَهُ
أَو فالتَّصبُّرَ إن تَبغِى الهُدَى فَلكَ
حَلَّ القَضَاءُ وَنَاعِى المَجد أَرَّخَنَا
قَد مَاتَ مَحمُودُ بَاشَا المَهُنَدُ الفَلَكى

كتب:
محمد باشا سيد أحمد الذي
تحج له الآمال في كل موسم

فأيامه كانت مواسم للندى 
وساحة غيث وغوثا لمنتمي

يقابل بالبشر الجميل وفوده
ويكشف عن راجيه ثوب التوهم

كتب:
وَزَائَرةٍ زَارت عَلىَ غَيرِ مَوعِدِ
غَرِيبَةِ دَارٍ تَنتَحِى كُلَّ مَورِدِ
تَبَدَّى لَنَا وَقتَ الَّظهِيرَةِ نُورُها
ونَحنُ عَلَى رَوضٍ زَهَا بِالتَّوَرُّدِ
مِنَ اَّللاءِ لَم يَدخُلنَ مِصرَ لَحاجَةٍ
سوَى رُؤيَةِ الآثار في كُلِّ مَشَهدِ
لَهَا في أَمِيريكَا انتِسَابُ وَدَارُهَا
بُبستنَ إِذ تُعزَى لَمِسقَطِ مَولِدِ
فَحَيَّت وقَالَت والمُتَرجِمُ بَينَنَا
لَنَا فَأذَنُوا نَحظَى بِرَوضِكُمُ النَّدِى
فَقُلَنا وَنَورُ البِشرِ أَزهَرَ بَينَنَا
عَلَى الرَّحبِ وَالإقبَالِ مَشكُورَةَ اَلَيدِ
وَدَارَت أَحَادِيثُ التسَّاَؤلُ بَينَنَا
فَجَاءَت بِدُرٍّ مِن حَدِيثٍ مُنَضَّدِ
وَلَمَّا رَأَت شَمسَ النَّهارِ تَأَزَّرَت
بِأَصفَرَ فِي بُردِ الأَصِيلِ المُجَسَّدِ
دَعَتنَا لَمِرساهَا وكَان رُكُوبُهَا

ذُرَى جَمَلٍ رَامَتهُ عِندَ التَّزَوُّدِ
عَن البحَرِ حَدِّث إِذ وَرَدنَا وّقَد غَدَا
بِصَفوٍ يُصَافِينَا فَيَاطِيبَ مَورِدِ
سَفِيَنتُنا تَعُلو عَلَى فَلَكِ السَّمَا
بَما حَلَّ فِيَها مِن شُمُوسٍ وَفَرقَدِ
هُنَاكَ مُرَادُ العَينِ والسَّمعِ وَالَهَوى
مَعَ الِعفَّةِ الَعليَاءِ فِي كُلِّ مَقِصدِ
وَقُمنَا وَوَدَّعنَا القُلُوبَ فَهَل دَرَت
بِمَا نَابَنَا عند الوداعِ المُمَهِّد
وَلَولا اللّقَا في مِصرَ مَا انَطفَأَ الجوى
وَهَذَا الَّذي أَبقَى تَمَامَ التَّجَلُّد

كتب:
أقول لظبي ساحر الطرف قد غدا
يروّح لي مهلا فدت حسنك الروح
فإن بقلي من غرامك جمرةٌ
تزيد اشتعالاً كلما جأت الريح

كتب:
خَلِّ جَنبَيكَ لِرامِ
وَاِمضِ عَنهُ بِسَلامِ
مُت بِداءِ الصَمتِ خَيرٌ
لَكَ مِن داءِ الكَلامِ
رُبَّما اِستَفتَحتَ بِالمَز
حِ مَغاليقَ الحِمامِ
إِنَّما السالِمُ مَن أَل
جَمَ فاهُ بِلِجامِ

كتب:
يا بدر حبك الى العذال ألجائي
وانا بعشقك على روحى أنا الجاني
لا يوم بشوفك ولا طيف الخيال جاني
يا بدر اسمح بوصلك وارحم العاشق
عساه لورد الخدود يوم الوصال جاني

كتب:
يا ربع حبى من العذال افضالي
يا ما غمرتك بمعروفى وافضالي
وقلت لما سمح يابدر املالي
والدهر ساهر وطرف العاذلين ساهر
والحسن في الحب باهي للعقول باهر
بوجه كالبدر زاهي وسط روض زاهر
والفجر قلبوا امتلا من غيظ املالي

كتب:
عجبا لنارك لا تكون على الحشا
بردا واني فيك ابراهيم
سل سقم خصرك عن سقامى انه
أدرى بأنى في هواك سقيم
أسقى بكاس الصد مترعة ولى
شخص الحمام وقد جفوت نديم
وسل الشعور وطولها عنى اذا
ما لليل جن فاننى مظلوم
يا من أراق دمى بصارم جفنه
إنى أرى قلبى اليك يهيم

كتب:
إذا يأس الإنسان طال لسانه 
كمغلوب سنور يصول على الكلب

كتب:
يا أيها الجنودُ والقادة الأُسودُ
إنْ أمَّكم حسودُ يعود هامي المَدمعِ
فكم لكُم حروبُ بنصركم تئوبُ
لم تَثنِكم خُطوبُ ولا اقتحامُ مَعمعِ
وكم شهدتم مِن وغى وكم هزمتم مَن بغى
فمن تعدَّى وطغى على حِماكم يُصرَعُ

وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.