: آخر تحديث

العرب يريدون السلام؟

5
5
4

في كل تفاصيل هذه الحياة، لا تخلو حياة الناس من الخير والشر، ومن الفرح والحزن. هكذا هي طبيعة الحياة؛ فينا من فهمها، وفينا من جهلها، ولن تكون الحياة طبيعية إلا عندما نمر بكل ظروفها ونعيش أفراحها وأتراحها. لن تجد إنساناً عاش كل حياته تعيساً، ولن تجد من عاش في سعادة طوال عمره. بعض الحقائق في الحياة يسهل فهمها، لكن يصعب التعايش معها.  

في كل يوم، نحن نتحدث مع بعضنا البعض ونعيش الصورة الحقيقية للحياة. يوجد معنا من يشعر بقيمة نفسه ويساعدها على تقبل كل شيء، وبالتأكيد فينا من يتجاهل عامداً قيمة نفسه، فتجده يعيش حياة صعبة يغيب عنها الفرح وقتاً طويلاً، وبالكاد يجد في بعض تفاصيلها بصيصاً من الفرح والأمل. الحياة لا تعطي كل شيء، والله - سبحانه وتعالى - يُسير كل شيء بقدر. هذه الصورة المتكاملة التي نعيشها في كل يوم وطوال فترة حياتنا تتسم في إطارها العام بكل المتناقضات؛ لا خير يدوم، ولا شر مستمر، ولا سعادة مطلقة، ولا حزن أبدي. يبقى أن يتكيف الإنسان مع كل تلك المتناقضات.  

قد يلمس الناس في السنوات القليلة الماضية حالة من الخوف والحزن بسبب مشاهد الحروب والدمار والدماء والضحايا. المشهد على الصعيد العالمي يعج بمثل هذه الأحداث التي يصعب قبولها ويحزننا مشاهدتها. ولأننا ننتمي إلى العالم العربي، تتفطر كبودنا على ما يحدث في غزة. نحلم ونتمنى أن يعود إليهم الأمن والاستقرار والحياة الكريمة، فكل المعاهدات فشلت، وكل سبل السلام ومشاريعه تحتضر، وما زلنا كعرب نعيش مآسي المشاهد المؤلمة القادمة من هناك.  

إقرأ أيضاً: مما يخاف ترامب!؟

في فلسطين، الناس لا يريدون إلا السلام وحفظ العهود والمواثيق. من حقهم أن يحلموا بقليل من السعادة في هذه الحياة. لا يمكن أن تبقى تلك السعادة في يد مجرمي الحرب ومن عاونهم عليها. يجب أن ينتصر العقل، ويعرف المجتمع الدولي أن هناك شعباً كُتب عليه أن يعيش تحت التهديد والموت والدمار، ومن واجبه أن يرفع عنه هذا الظلم. أليسوا بشراً مثلهم؟ ومن حقهم أن ينعموا بحياة كريمة كما ينعم بها غيرهم، فلماذا كل هذا التخاذل في حماية هذا الشعب الأعزل؟ لماذا يتعمدون إبقاءهم في هذه الدوامة التي، إن خرجوا منها، لا يلبثون أن يعودوا إليها؟ هل توقفت كل الحلول البشرية في إعادة الحياة لهم، أم أن الظالم يتلذذ بعذابهم؟  

امنحوا الفلسطينيين حقهم في دولتهم، وسيتوقف كل شيء، وسيعم السلام في المنطقة. الفلسطينيون لا يطلبون أكثر من حقهم، والعرب ليس لديهم مطامع في أي دولة أجنبية. هم يجنحون دائماً إلى السلم، وليس لديهم مصلحة في أخذ ما ليس لهم. كل أمانيهم وأهدافهم أن تعود فلسطين لأهلها دولة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية. هذا حقهم، وهذا الواقع الذي يسعون إلى توثيقه وتطبيقه على أرض الواقع. فلا تضيعوا الحقوق في معركة لا تبدو عادلة، فدماء كل شهداء فلسطين ذهبت من أجل أرضهم، ولا أظنهم يبخلون في المستقبل بمزيد من تلك الدماء. فمن الأسلم للطرفين أن تكون المفاوضات السلمية ذات طابع حقيقي مرتبط بنتائج فعلية تجعلنا نرفع سقف الأمل في المستقبل.  

إقرأ أيضاً: التلفاز في شهر رمضان

لا أحد في هذه الأزمة ينشد الحرب، ولا أحد يريدها، وكل الهدف أن تعيش المنطقة في سلام. هذا ما يبحث عنه العرب، قادة وشعوباً، فلماذا كل هذا التعنت؟ ولماذا أصبحت إسرائيل أكثر وحشية؟ وبأمر مَن تسير؟

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.