الدوحة: مُطبّقاً مقولة "لكلّ شخص من اسمه نصيب"، صاغ المدافع الأردني عبد الله نصيب، نصيبَ التأهل التاريخي لمنتخب "النشامى" إلى نصف نهائي كأس آسيا لكرة القدم، بعد مساهمته المؤثرة في الهدف الوحيد الذي هز شباك طاجيكستان، ليُكمل مع زملائه مشواراً غير مسبوق في البطولة القارية.
كانت عقارب التوقيت تشير إلى الدقيقة 66، عندما ارتقى إبن مدينة العقبة لركنية إحسان الحداد، زارعاً رأسية ارتدت من المدافع الطاجيكي فهدات هانونوف وتحوّلت الى الشباك.
أطلق نصيب العنان لاحتفالية مميّزة قال إنه اقتبسها عن الجناح البلجيكي الشاب جيريمي دوكو، لاعب مانشستر سيتي الانكليزي "لا يوجد سرّ معين في الفرحة، أعجبتني طريقة احتفال دوكو بأهدافه، وشعرت أن فيها متعة".
الفراق لم يذهب سدى
يؤكّد نصيب لوكالة فرانس برس أنه افتقد عائلته كثيراً بسبب الارتباط مع المنتخب في المعسكرات والبطولة لفترة طويلة، لكن "فرحة التأهل"، على حد تعبيره، أكدت أن هذا الغياب لم يذهب سدىً، "أهدي التأهل إلى زوجتي وأمي الغالية، وأقول لهما إن الغياب كان صعباً لكننا عوضناها بفرحة الفوز، وأعدهما بالوصول إلى المباراة النهائية".
ملتفاً بـ"شماغ النشامى" وبوجه دائم البسمة، يضيف عبد الله "ليس هناك شعوراً يوصف هذه اللحظة، شعور غريب، أنا لست مصدقاً ما أنا فيه".
تركيز خاص على سون
منذ بداية كأس آسيا، تميّز نصيب في كافة المباريات، مُثبِتاً قدرة عالية على الحد من قدرة خصومه، أبرزهم نجم كوريا الجنوبية وتوتنهام الانكليزي سون هيونغ مين، الذي سيواجهه مرة أخرى في نصف النهائي "عليك أن تدخل المباراة مستحضراً كامل التركيز أمامه"، يقول نصيب لاعب الحسين اربد.
سيتجدّد اللقاء بين الأردن و"محاربي تايغوك" الثلاثاء على استاد احمد بن علي بالذات في الدوحة بعد ان التقيا في دور المجموعات، حين انتزعت كوريا تعادلاً صعباً جداً 2 2 في الوقت بدل الضائع أيضًا.
يؤكّد نصيب، المحبوب من قبل زملائه، ان المنتخب لديه المزيد ليقدّمه في الأيام المقبلة، "سنصل لأبعد مكان والجماهير تستاهل"، مشيداً بالدفعة المعنوية التي منحها حضور ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبد الله للمباراة من الملعب، "ليست غريبة على العائلة الهاشمية وسمو ولي العهد هذه المبادرات".
العيون على الكأس
بحسب نصيب (30 عاماً)، سيدخل النشامى المباراة أمام الشمشون الكوري بهدف الفوز بعدما عاندتهم لعنة اللحظات الأخيرة في الدور الأول، "عيوننا الآن على الكأس".
يضيف نصيب الذي لعب لأندية ذات راس، الرمثا، والوحدات، "بعدما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، نحن قادرون على الذهاب إلى أبعد مكان في البطولة".
وكانت أفضل نتيجة للأردن في الكأس القارية بلوغه الدور ربع النهائي في نسختي الصين 2004 وقطر 2011.
يعتبر عبد الله أن "ما حققه المنتخب الأردني يؤكد ان لا شيء مستحيلاً" مشيرًا إلى أن هذا الانجاز سينعكس على الأجيال المقبلة في كرة القدم الأردنية، "الجيل الجديد في الأردن رأى أن هذا الجيل تمكن من الوصول إلى هذه المرحلة أمام منتخبات كبيرة، وهذا ما يؤكد أن طموح الأجيال القادمة التي ستأتي فيما بعد سيكون أفضل ان شاء الله".
على المستوى الشخصي، يؤكد عبد الله الذي احترف سابقاً في الاتحاد السكندري، أن طموحات اللاعبين تضاعفت بعد التأهل إلى نصف النهائي، "صحيح أننا نلعب بروح المجموعة الواحدة، لكنني أؤكد أن أي لاعب في المنتخب الأردني حالياً صار يفكر في الاحتراف في الدوريات الخمس الكبرى".