الدوحة: بعد عودته من عزل دام أربعة أشهر في أوروبا للاستعداد لكأس العالم لكرة القدم المقرّرة على أرضه، خاض منتخب قطر حصة تدريبية أمام جماهيره في الدوحة الأحد، قبل العودة لمعسكر أخير يسبق مشاركته الأولى في الحدث العالمي.
على استاد جاسم بن حمد، حضرت الجماهير التدريب الأول للـ"عنّابي" منذ مغادرته في حزيران/يونيو الماضي وخوضه معسكرين في إسبانيا والنمسا، بعد قرار تفريغ اللاعبين الدوليين وإعفائهم من المشاركة في الجولات السبع الأولى من الدوري المحلي.
ومن المقرّر أن يغادر منتخب قطر إلى ماربيا الإسبانية الأربعاء، لخوض معسكر أخير يتخلله عدة تجارب ودية.
وقال الإسباني فيليكس سانشيس مدرب منتخب قطر "صحيح أن المعسكرات التي خضناها في أوروبا كانت طويلة، لكنها حققت الفوائد المرجوة وساهمت في تطوير مستوى اللاعبين فردياً وجماعياً. نتطلع الى المرحلة الأخيرة التي تعد في غاية الأهمية ونسعى للوصول باللاعبين الى كامل الجاهزية".
ويستهل صاحب الأرض مشاركته الأولى في كأس العالم أمام الاكوادور في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، ضمن مجموعة أولى تضم السنغال بطلة إفريقيا وهولندا.
وعن الاختبارات الأخيرة والنتائج البعيدة عن الطموح قال مدرب بطل آسيا 2019 "نعي تماماً حاجتنا لتطوير بعض الجوانب التكتيكية والفنية التي لم تسر وفق ما اشتهينا، والعمل أيضاً على تصحيح الأخطاء التي ظهرت، خصوصاً في المباريات الأخيرة التي واجهنا خلالها منتخبات وازنة على غرار كندا وتشيلي".
وكانت قطر تعادلت مع تشيلي 2 2 الثلاثاء الماضي في فيينا، بعد سقوطها أمام منتخب كرواتيا تحت 23 سنة بثلاثية وكندا صفر 2.
وختم سانشيس القادم إلى أكاديمية أسباير في الدوحة عام 2006 "واثقون بقدرتنا على تكوين منتخبٍ تنافسي في كأس العالم، خصوصاً بعد تجارب خضناها خلال برنامج مطوّل استمر لسنوات".
بدوره شرح قائد المنتخب حسن الهيدوس أهمية المعسكرات الطويلة "حتى لا يعتقد البعض أن المعسكر الطويل لم يف بالغرض، نؤكد أننا خضنا اختبارات تنافسية متنوعة أمام منتخبات وأندية أوروبية وبِكَمّ كبير يفوق حتى عدد المباريات التي خاضها لاعبو المنتخبات في الدوريات".
وعن النتائج المتواضعة، شرح لاعب الوسط كريم بوضياف" النتائج ربما لا تكون الهدف خلال فترة التحضير بقدر ما يكون التركيز على المستوى من خلال تطبيق أفكار تكتيكية مختلفة بغرض الوصول الى الجاهزية المطلوبة وأعتقد أننا ظهرنا بشكل جيد، خصوصاً في المباراة الأخيرة امام تشيلي".
أضاف عن آمال منتخب قطر بالتأهل إلى دور الـ16 "المهمة بلا شك صعبة في المونديال، وأرى أن مباراة الاستهلال امام الاكوادور ستحظى بأهمية كبيرة في رسم طريقنا نحو المنافسة على التأهل".
"يجب أن نصحّح الكثير"
ويسعى العنابي، الوحيد بين المنتخبات الـ32 لم يسبق له خوض النهائيات، إلى تجنب تكرار تجربة جنوب إفريقيا التي ذاقت وحيدة مرارة الخروج المبكر للمضيف من الدور الأول في 2010.
لتحقيق هذه المهمة وردم الهوة مع منافسيه، تم تفريغ لاعبي المنتخب بالكامل، بعد مسار استراتيجي تضمن المشاركة في بطولات كوبا أميركا 2019، كأس كونكاكاف الذهبية 2021، فضلاً عن تصفيات أوروبا المؤهلة للمونديال كدولة زائرة.
وتحدث لاعب الوسط اللاعب عاصم ماديبو عن فترة العزل "كنّا محتاجين هذه الفترة الطويلة بعيداً عن الضغوطات والأجواء الموجودة هنا، أعتقد أن اللاعبين جميعهم مستعدون".
أضاف "هناك الكثير من الأمور التي يجب أن نصحّحها، وصلنا لمرحلة جيدة، لا يزال هناك تفاصيل صغيرة ينبغي التركيز عليها".
ولم تقتصر الجماهير المتابعة للتمرين على المحليين، فقال الغاني رافاييل كاماسا وهو شاب ثلاثيني مقيم في قطر "لقد أُقيمت بطولة كأس العالم في أوروبا وإفريقيا وفي كل أنحاء العالم، لكن أن تستضيف دولة عربية (هذه البطولة) فإنه أمر جميل جدًا، وليس هناك أفضل من دولة قطر لتستضيفها وهي تستحق ذلك".
وأضاف محمد رفعت جابر (36 عامًا) الموظف المصري المقيم في قطر منذ 13 سنة "كرة القدم تقرّب الشعوب من بعضها البعض... هناك الكثير من الجنسيات هنا، مغربيون وتونسيون ومصريون...".