القاهرة: تحدد طرفا المواجهة الأولى في الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، إذ ستجمع وفاق سطيف الجزائري مع الأهلي المصري حامل اللقب، بعدما أطاحا الترجي التونسي والرجاء المغربي توالياً في الدور ربع النهائي الجمعة.
وبلغ وفاق سطيف نصف النهائي بفوزه على الترجي 1-صفر على ملعب "حمادي العقربي" في رادس الجمعة في إياب الدور ربع النهائي. وكان الفريقان قد تعادلا سلباً في لقاء الذهاب في الجزائر.
المربع الذهبي
وهذه المرة الرابعة التي يبلغ فيها الفريق "السطايفي" المربع الذهبي في تاريخه، علماً أنه توج باللقب عام 2014، فيما تبددت أحلام الترجي باللقب الخامس.
وانطلق فريق "باب سويقة" نحو الهجوم مبكراً أملاً في استغلال عاملي الأرض والجمهور، في المقابل لعب الفريق الجزائري بحذر دفاعي، وتصدى الحارس سفيان خذايرية لتسديدة محمد علي بن رمضان في الدقيقة الأولى.
ولم يستغل محمد علي بن حمودة الخروج الخاطئ للحارس الجزائري فمرت رأسيته إلى جانب القائم (5).
وأغلق فريق "النسر الأسود" منطقته معتمدة على المرتدات السريعة بوجود الثنائي رياض بن عياد والمخضرم عبد المومن جابو، وكاد أحمد القندوسي ان يفتتح التسجيل إلا أن رأسيته مرت فوق مرمى الحارس معز بن شريفية (20).
واستغل بن عياد خطأ فادحاً لمواطنه ومدافع الترجي عبد القادر بدران ومرر كرة لجابو الذي تخطى بن شريفية واودع الكرة في شباك أصحاب الأرض (21).
وشدد الفريق التونسي ضغطه سعيا لادراك التعادل، واطلق جناحه الليبي حمدو الهوني كرة قوية لم تصب المرمى الجزائري (31).
وتابع الترجي ضغطه في الشوط الثاني على نحو أقوى إذ حاول المدرب راضي الجعايدي تدارك الأمور عبر تبديلات ذات طابع هجومي باشراك الغاني انايو ايووالا، لكن الحارس خذايرية واصل تألقه على غرار لقاء الذهاب، فتصدى لرأسية بن حمودة ببراعة (54)، ثم أمام تصويبة الهوني (57).
وألغى الحكم المغربي رضوان جيد هدفا سجله البديل ايووالا بسبب التسلل (66)، وكانت الفرصة الأخطر لغيلان الشعلالي الذي توغل وأطلق تسديدة قوية ارتدت من القائم الأيمن لمرمى الوفاق (68).
وعزز مدرب الوفاق الصربي داركو نوفيتش الذي كان يخوض المباراة القارية الأولى بعد تعيينه بدلاً من التونسي نبيل الكوكي، خط دفاعه في الوقت المتبقي لاستيعاب ضغط الترجي، فيما واصل خذايرية تألق وتصدى ببراعة لتسديدة بن رمضان الصاروخية (89).
واقتنص الأهلي بطل النسختين الماضيتين، بطاقة التأهل من ملعب محمد الخامس" في الدار البيضاء بعدما تعادل ومضيفه الرجاء 1-1، مستفيدا من فوزه ذهابا 2-1 في القاهرة.
ويطمح "نادي القرن" إلى تعزيز رقمه القياسي بعدد الألقاب إذ توج باللقب في عشر مناسبات سابقة، كما يأمل أن يصبح أول فريق يتوج باللقب في ثلاث نسخ متتالية.
ازدحام
وشهد الملعب ازدحاماً جماهيرياً بسبب دخول مناصرين للفريق الأخضر أكثر من الطاقة الاستيعابية للمدرجات، ما أضطر القوى الأمنية للتدخل وإبعاد المئات، وذلك بسبب سوء التنظيم وفق وسائل إعلام محلية.
وعودة إلى المباراة، رأى مدرب الأهلي الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني أن اللقاء كان صعباً جداً.
وأضاف بعد المباراة في المؤتمر الصحافي "جئنا إلى الدار البيضاء واحترمنا فريق الرجاء، لدي ثقة كاملة في اللاعبين واستطعنا أن نحسم التأهل في لقاء الذهاب بالقاهرة"، وتابع "فريقي يجيد التعامل مع بطولة دوري أبطال إفريقيا بسبب خبرته الكبيرة فيها".
وانفجرت الجماهير فرحا بعد مرور خمس دقائق من بداية اللقاء إذ افتتح أصحاب الأرض التسجيل عبر الكونغولي الديموقراطي فابريس نغوما الذي حول الكرة برأسه في شباك الحارس محمد الشناوي اثر عرضية من القائد محسن متولي بعدما استغل خطأ من لاعب الأهلي المالي أليو ديانغ (5).
وأهدر ديانغ بغرابة فرصة مؤاتية لإدراك التعادل بتسديده الكرة خارج المرمى اثر مجهود فردي من علي معلول (8).
ركلة جزاء
واحتسب الحكم السنغالي ماغيث نداي ركلة جزاء للأهلي، بعد العودة إلى تقنية الفيديو المساعد (في ايه آر) إثر خطأ على حسين الشحات، لكن معلول فشل في تسجيلها نتيجة تألق الحارس المغربي أنس الزنيتي (16).
وكان الزنيتي تصدى لركلة جزاء في لقاء الذهاب سددها عمرو السولية.
وواصل الأهلي أفضليته الى ان أدرك التعادل عندما نفذ معلول ركلة ركنية سبق محمد عبد المنعم الجميع وحولها في مرمى الزنيتي (44).
ورمى الرجاء بثقله في الشوط الثاني إذ لا يملك ما يخسره، في حين اعتمد الفريق المصري على المرتدات فانفرد من إحداها الجنوب إفريقي بيرسي تاو إلا أنه سدد كرة ضعيفة سيطر الزنيتي (51).
وتدخل موسيماني لضبط دفاعه فأشرك أيمن أشرف بدلا من الشحات، إلا أن سيطرة "النسر الأخضر" لم تتوقف وتصدى الشناوي لتسديدة مباغتة من متولي (64).
وواصل الشناوي صداته ووقف حائلا دون أن تهتز شباكه اثر تسديدة قوية من زكريا الهبطي (82).
وأبعد مدافع الرجاء جمال حركاس الكرة عن خط المرمى بعد تسديدة للبديل أحمد عبد القادر (90+2).
وكاد محمد زريدة أن يهز شباك المصريين بعدما انفرد وسدد كرة قوية صدها الشناوي ببراعة ليحافظ على النتيجة التي قادت فريقه الى نصف النهائي.
وأبدى مدرب الرجاء رشيد الطاوسي أسفه للجماهير الفريق بسبب الإقصاء، وقال "كنت آمل أن ننهي الشوط الأول متقدمين، لكن الأهلي سجل هدف التعادل في وقت صعب".
وأضاف "مباريات دوري الأبطال تحكمها جزئيات بسيطة، أبرزها التجارب المتعددة والخبرات المتراكمة".
وأكمل "لا ننسى أننا واجهنا فريقا قويا، وقد أجبرنا على التراجع للوسط عندما كان متقدمين، لكننا كنا أفضل في الشوط الثاني، نتحسر على الفرص التي أتيحت لنا وخصوصا فرصة الدقيقة الأخيرة. أهدرنا التأهل في مباراة الذهاب".