بكين : ملايين السكان في الحجر الصحي في مختلف أنحاء الصين قبل 100 يوم على استضافة عاصمتها بكين دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بسبب فيروس "كوفيد 19" الذي سيكون "التحدّي الأبرز" للمسؤولين بحسب اعترافهم.
ستصبح بكين أول مدينة في العالم تستضيف كلاً من الألعاب الأولمبية الصيفية (في عام 2008) والألعاب الأولمبية الشتوية في الفترة من 4 إلى 20 شباط/فبراير.
في الأسبوع الماضي، تم تسليم الشعلة الأولمبية إلى الصين في حفل أُقيم في أثينا، ما أثار احتجاجًا من قبل النشطاء الذين استنكروا وجود النظام الشيوعي في التيبت.
لكن بالإضافة إلى قضايا حقوق الإنسان، فإنّ المسابقات معرّضة لخطر أن تهيمن عليها مكافحة فيروس "كوفيد 19"، بعد ستة أشهر من إقامة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو التي تم تأجيلها لمدة عام بسبب الوباء.
في هذا السياق، اتّخذت السلطات الصينية التي تتّبع سياسة "صفر عدوى"، خطوات كبيرة للقضاء على تفشّي وبائي محدود جدًّا في الأيام الأخيرة في شمال البلاد.
الثلاثاء، فرضت مدينة لانتشو الكبيرة الواقعة على بعد 1700 كيلومتر غرب بكين، الحجر الصحي على سكانها البالغ عددهم 4 ملايين نسمة، ودعتهم إلى البقاء في منازلهم ما لم تكن هناك ضرورة قصوى، بعد اكتشاف بضع عشرات من الحالات.
التطعيم أو الحجر الصحي
لخَّص نائب رئيس اللّجنة المنظّمة، تشانغ جيان دونغ لوسائل الإعلام أنّ "الوباء هو التحدّي الأول لإدارة الألعاب الشتوية".
عزّز 12 إقليمًا، أي ثلث الأقاليم الصينية، إجراءات الوقاية بما في ذلك مدينة بكين، حيث تم إحصاء 20 حالة إصابة في الأسبوع الماضي.
وتعهّد تشانغ بأنّ الإجراءات المخطّط لها للألعاب "ستقلّل من مخاطر وتأثير فيروس كورونا"، محذّرًا من أنّ المشاركين غير الملتزمين بالقواعد ستتم معاقبتهم.
ستقام دورة ألعاب 2022 في "فقاعة" تهدف إلى القضاء على أي خطر للعدوى لبقية الصين.
سيتعيّن على الرياضيين الـ2900 المتوقّع مشاركتهم إمّا أن يكونوا مطعَّمين بالكامل أو الخضوع لحجر صحي صارم لمدة 21 يومًا عند وصولهم إلى البلاد.
سيقتصر الحضور الجماهيري على المتفرّجين الموجودين في الصين فقط.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية لوكالة فرانس برس: "التطعيم وإدارة الدائرة المغلقة واختبارات الفحص المنتظمة هي عناصر حاسمة ستسمح بإقامة الألعاب في أمان تام".
وضعت السلطات 300 سيارة إسعاف ذات ضغط سلبي لنقل المرضى المحتملين، دون التعرّض لخطر انتشار الهواء معدٍ في الخارج.
وأعلن إقليم هيبي التي يحيط ببكين، عن إقامة مختبرات متنقّلة خلال الألعاب ستكون قادرة على إجراء 40 ألف فحص يوميًا.
واحتوت الصين التي كانت أوّل دولة تتأثّر بالوباء، الفيروس عمليًّا في ربيع عام 2020 بعد اعتماد تدابير جذرية للسيطرة على تنقّل السكان. أغلقت الدولة حدودها كلها تقريبا أمام بقية العالم.
أبلغت السلطات الأربعاء عن 50 إصابة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، والحصيلة الرسمية منذ بداية الوباء أقل من 100 ألف إصابة بينها 4636 حالة وفاة.
"بفارغ الصبر"
على الرغم من السياق الوبائي، يؤكّد سكان بكين أنهم سعداء باقتراب الألعاب، بينما تعرّض ساعة عملاقة "100 يوم" على واجهة البرج الأولمبي المبني في موقع مسابقات عام 2008.
وقال أحد سكان المدينة يدعى لي شواي لوكالة فرانس برس "نتطلّع بفارغ الصبر إلى ذلك. نحن فخورون جدًّا بذلك للصين".
وأوضح آخرون أنهم واثقون من إجراءات مكافحة الوباء.
وطمأنت سيدة تدعى هوانغ شين يويه قائلة: "لا ينبغي أن يشكّل الوباء مشكلة كبيرة إذا لاحظنا العزل الصارم"، مضيفة "يستمر هذا الأمر منذ فترة ... إذا انتبه الجميع، فإنّ الوباء لن يحد من حماسنا".