بودابست : وأخيرا تخلص المهاجم كريم بنزيمة من عبء ثقيل وأعاد فتح خزانه التهديفي بعد عودته إلى صفوف المنتخب الفرنسي بثنائية التعادل أمام البرتغال (2 2) الأربعاء في الجولة الاخيرة من دور المجموعات لنهائيات كأس أوروبا في كرة القدم، مسجلا أول أهدافه الدولية بعد خمس سنوات وثمانية أشهر من آخر مرة هز فيها الشباك مع "الديوك".
كان زميله مهاجم برشلونة الإسباني أنطوان غريزمان محقا في الأيام الأخيرة، حيث ما فتئ يردد في المؤتمرات الصحافية أن غريمه في ريال مدريد الإسباني "بمجرد تسجيله هدفا واحدا، سيفتح الصنبور وستتدفق الأهداف".
صانع ألعاب المنتخب الفرنسي، مبتسمًا، لم يكن يرغب في القلق من عدم توفيق زميله في التسجيل منذ استدعائه غير المتوقع إلى صفوف أبطال العالم للمشاركة في كأس أوروبا وذلك، بعد استبعاد طويل بسبب الشريط الجنسي لمواطنه الدولي السابق ماتيو فالبوينا.
رد "كيه بي 9" على زميله في الملعب وبدم بارد، على أرضية ملعب "بوشكاش أرينا" في بودابست. دون أن يرتجف، قام أولاً بترجمة ركلة جزاء اقتنصها كيليان مبابي في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للشوط الأول إلى هدف التعادل (1 1).
وهو الهدف الاول لبنزيمة في ثالث مشاركة له في البطولة القارية (صام عن التهديف في 2008 و2012 وغاب عن نسخة 2016) والأول منذ عودته إلى صفوف المنتخب الفرنسي بعد استبعاده بسبب فضيحة شريط فالبوينا، والأول بألوان منتخب بلاده منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2015 أي خمسة أعوام و258 يوما، عندما سجل ثنائية مرمى أرمينيا في نيس في مباراته الأخيرة قبل مشاكله القانونية واستبعاده عن تشكيلة "الزرق".
ثم منح بنزيمة منتخب بلاده التقدم (2 1) بعد دقيقتين من انطلاق الشوط الثاني اثر تلقيه كرة على طبق من ذهب خلف الدفاع البرتغالي من بول بوغبا، فتوغل داخل المنطقة وسددها زاحفة بيمناه على يسار الحارس روي باتريسيو.
وقال بنزيمة في تصريح لقناة "بي إن سبورتس" القطرية: "أعتقد أن الجميع كانوا يتوقعون ذلك (تسجيل للأهداف)، كان هناك هذا الضغط عليّ من جميع أنحاء البلاد، لكنني لاعب كرة قدم، محترف، أحتاج إلى هذا الضغط أيضًا. اليوم، يسعدني تسجيل الأهداف"، مضيفا "بالإضافة إلى ذلك، لقد تأهلنا".
"في الوقت المناسب"
وللمصادفة، كانت العاصمة المجرية وتحديدا ملعبها "بوشكاش ارينا" مسرحا لحدثين متناقضين لهداف النادي الملكي ! مطلع حزيران/يونيو الحالي، أهدر بنزيمة ركلة جزاء في المباراة الاعدادية ضد ويلز (3 0)، قبل أن يحرمه القائم من هز الشباك. الأربعاء، نجح في هز الشباك من ركلة جزاء، وساعده القائم الأيمن في تسجيل الهدف الثاني.
وكان المهاجم البالغ من العمر 33 عاما قال في حديث لوكالة فرانس برس عقب عودته الى صفوف المنتخب الفرنسي "الكل يضيع ركلات الترجيح. قل لي لاعبا لن يضيع أي واحدة! سأعمل عليها أكثر وأكثر. ليست مشكلة".
كان يتعين الانتظار حتى المباراة الثالثة من دور المجموعات لرؤية قلب الهجوم الفرنسي يتحرر أخيرًا، بتسجيله ثنائية رفع بها غلته من الأهداف الدولية إلى 29 هدفا.
هل كان متحمسًا جدا بسبب لم شمله مع كريستيانو رونالدو، زميله السابق في النادي الملكي والذي سجل بدوره ثنائية عادل بها الرقم القياسي في عدد الأهداف الدولية (109 أهداف) مثل الإيراني علي دائي؟، أم أنه ببساطة عرف كيف يتحلى بالصبر ويكتسب الطاقة من خلال الدعم الثابت لمدربه ديدييه ديشان وزملائه؟
وكان زميله لاعب وسط مانشستر يونايتد الإنكليزي بول بوغبا أكد في الأيام الأخيرة في تصريح لراديو "إر تي إل": "من سيشك؟ لا أحد، خاصة الفرنسيين. لديه فرص، كفؤ، الهدف سيأتي".
عناق +سي آر 7+"
علامة ثقة غذى بها المهاجم الفرنسي نفسه لتقديم أداء ناجح جدا ضد الهداف البرتغالي، في مباراة مجنونة، تميزت بالأخطاء والإصابات وعدم الدقة.
بالنظر إلى فرحة غريزمان بشأن هدفه الثاني، لا شك في أن التحرر كان مشتركا. حتى "سي آر 7" جاء ليهنئ مطولاً زميله الذي قضى سنوات ليساهم في تألقه مع "الميرينغي".
يمكن لعشاق الإحصائيات أيضًا أن يفرحوا بنهاية سلسلة سيئة جدا، ألا وهي الفشل في هز الشباك في كأس أوروبا في 30 تسديدة. بعد عامي 2008 و2012، كان العام 2021 جيدًا لبنزيمة في كأس أوروبا.