مونديال روسيا يؤكد تأثير الدوريات الكبرى على المنتخبات الصغرى

وفي وقت غابت منتخبات الدوريات الكبرى عن المشهد الرئيسي في المونديال الروسي، فقد حضرت منتخبات تمثل الدوريات الصغرى في "القارة العجوز" ، بما فيها المنتخب الفرنسي الذي يمثل دوري بلاده، بالإضافة إلى الدوري البلجيكي والدوري الكرواتي، حيث تؤكد منافسات البطولة بأن منتخبات الدوريات الصغرى استفادت من تواجد اغلب لاعبيها ضمن أندية تنشط في الدوريات الأربعة الكبرى.

 

وفي وقت يهيمن ممثلو الدوريات الكبرى على البطولات القارية للأندية ممثلاً بدوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، فإن الأمر يختلف على صعيد المنتخبات، حيث انتقلت السيطرة في المونديال الروسي إلى المنتخبات التي تمثل دوريات ضعيفة مثل بلجيكا و كرواتيا ثم فرنسا.

 

وبإلقاء نظرة سريعة عن العناصر الفنية لكل منتخب من المنتخبات الثلاثة، فإننا نجد ان مدربيها يعتمدون بشكل رئيسي على اللاعبين القادمين من الدوريات الأربعة الكبرى.

 

 

فالمنتخب الكرواتي يضم في تشكيلته الأساسية 10 اسماء تلعب في كبار الدوريات الأوروبية، حيث يتواجد القائد لوكا مودريتش ضمن صفوف نادي ريال مدريد الإسباني، بينما يمثل زميله إيفان راكيتيتش نادي برشلونة الإسباني، فيما يلعب المهاجم ماريو ماندزوكيتش ضمن صفوف نادي يوفنتوس الإيطالي، أما المدافع ديان لوفرين فيتواجد مع نادي ليفربول الإنكليزي، وأخيراً يلعب المهاجم إيفان بيريسيتش مع نادي إنتر ميلان الإيطالي.

 

 

في المقابل، فإن المنتخب الفرنسي يتواجد ضمن صفوفه لاعب الوسط بول بوغبا نجم نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي، بينما يشارك لاعب الإرتكاز نغولو كانتي مع نادي تشيلسي الإنكليزي ، أما المدافع صامويل اومتيتي فيتواجد مع نادي برشلونة، فيما يمثل رافائيل فاران نادي ريال مدريد، أما المهاجم انطوان غريزمان فيلعب مع نادي اتلتيكو مدريد الإسباني، وأخيراً يتواجد الحارس هوغو لوريس مع نادي توتنهام هوتسبير الإنكليزي .

 

 

وبدوره، يضم المنتخب البلجيكي الذي حصل على المركز الثالث في البطولة على لاعبين من خارج الدوري المحلي بتواجد إدين هازارد والحارس تيبو كورتوا اللذين يلعبان في نادي تشيلسي ، بينما يتواجد الثنائي لاعب الوسط كيفين دي بروين والمدافع فينسنت كومباني ضمن صفوف نادي مانشستر سيتي الإنكليزي ، فيما يتواجد المهاجم روميلو لوكاكو ولاعب الوسط مروان فيلايني في نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي ، أما المدافع توماس فيرمايلين فهو يلعب ضمن صفوف نادي برشلونة .

 

 

واستفاد مدربو هذه المنتخبات والمنتخبات الأخرى، من جاهزية عدد كبير من اللاعبين لتحديد قائمة الـ 23 لاعباً الذين سيشاركون في المونديال الروسي، في وقت يجد مدربو المنتخبات في الدوريات الكبرى صعوبات كبيرة في جاهزية اللاعبين المحليين في ظل الهيمنة شبه المطلقة للاعبين الأجانب على هذه الدوريات.

 

ولا ينطبق هذا الامر على منتخبات كرواتيا و فرنسا وبلجيكا بل يتعداه ذلك إلى منتخبات أخرى بما فيها منتخبات البرازيل والأرجنتين والأوروغواي التي تعتمد هي الأخرى على لاعبيها الذين يلعبون في الدوريات الكبرى.

 

وهكذا اصبحت منتخبات الدوريات الكبرى تدفع ضريبة السياسة التي تنتهجها أنديتها في انتداب اللاعبين من الخارج، مما قلص من المساحة المتاحة امام اللاعبين المحليين، وان كانت هذه السياسة قد استفادت منها الأندية على الصعيدين المالي والفني، إلا أنها اضرت بالمنتخبات التي ما فتئت تسجل نتائج متواضعة سواء في بطولة كأس أمم أوروبا أو بطولة كأس العالم.