يحتضن اليوم السبت على ملعب "جوزيبي مياتزا" في مدينة ميلانو قمة مباريات الجولة الثانية والثلاثين من منافسات الدوري الإيطالي و التي تجمع نادي إنتر ميلان بضيفه وغريمه التقليدي نادي اي اسي ميلان في "دربي الغضب" الأشهر في إيطاليا والعالم.
ويأتي "دربي الغضب" هذه المرة تزامنا مع القرار التاريخي الذي اتخذه الإيطالي سيلفيو برلسكوني ببيع نادي ميلان لملاك جدد من الصين ، وذلك بعد اقدام غريمه ماسيمو موراتي على قرار مماثل ببيع نادي الإنتر لأحد المستثمرين الصينيين.
و قد نشرت صحيفة "ذا صن " تقريراً استعرضت فيه حقائق و أرقاما مثيرة تعكس عراقة الغريمين و الإنجازات الكبيرة التي حققها كل منهما ، لتجعل مدينة ميلانو احدى المدن الأكثر تتويجا بين مدن العالم.
و رغم ان "دربي الغضب" بين الغريمين فقد بريقه و مكانته بين الدربيات الاوروبية و العالمية في المواسم الاخيرة بفعل تراجع نتائجهما محليا و غيابهما قاريا ، إلا انه لم يفقد طابعه التاريخ ، حيث يبقى الاعرق في إيطاليا و أوروبا بالنظر إلى ما حققه الفريقان والاسماء اللامعة التي لعبت لاحدهما أو لكليهما.
البطولات والألقاب
وبحسب التقرير فان خزائن الناديين تحتكم على 87 لقبا في مختلف البطولات و المسابقات المحلية و الخارجية ، مع أفضلية لنادي ميلان الذي بحوزته 48 لقبا مقابل 39 لقبا للإنتر ، فكلاهما توج بلقب الدوري الإيطالي 18 مرة ، كما فازا معاً بلقب دوري أبطال أوروبا الذي ناله "الروسونيري" سبع مرات مقابل ثلاث مرات لـ"النيراتزوري" .
كما توج نادي ميلان (مرتين) بلقب كأس أبطال كؤوس أوروبا مقابل تتويج الإنتر بكأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حالياً) ثلاث مرات ، كما حقق "الروسونيري" كأس السوبر الأوروبي 5 مرات في تاريخه ، بالإضافة إلى لقب كأس العالم للأندية (ثلاث مرات ) بصيغتها القديمة ، وهو اللقب الذي ناله "النيراتزوري" ثلاث مرات ، منها مرة بصيغته الحالية في عام 2010.
وعلى صعيد مسابقة الكأس المحلية ، فاز الإنتر بكأس إيطاليا 7 مرات مقابل 5 مرات لميلان ، بينما فاز الأخير 7 مرات بكأس السوبر لقاء 5 مرات لجاره اللدود.
الكرات الذهبية
كما تحتكم خزائن الغريمين التقليديين على 10 كرات ذهبية نالها لاعبو الفريقين ، وهنا يظهر تفوق ميلان الذي فاز لاعبوه بهذه الجائزة 8 مرات بفضل الهولندي ماركو فان باستن (ثلاث مرات) و مواطنه رود خوليت (مرة واحدة) شأنه شأن الإيطالي جاني ريفيرا و الأوكراني أندري شيفتشينكو و البرازيلي ريكاردو كاكا و الليبيري جورج وياه ، أما إنتر ميلان فنال الكرة الذهبية مرتين ، حيث جاءت الأولى بفضل الألماني لوثر ماتيوس في عام 1990 ، والثانية بفضل البرازيلي رونالدو في عام 1997 .
التعاقدات
ولم يكتف قطبا دربي الغضب بالهيمنة على الملاعب ، بل تعدى ذلك إلى سيطرتهما على أسواق الانتقالات ، حيث تمكنا من كسر حواجز رقمية مالية عديدة في "الميركاتو".
فنادي ميلان ابرم أغلى صفقة بالتاريخ في عام 1945 بتعاقده مع خوان شيافينو من نادي بنيارول الأوروغوياني مقابل 72 الف جنيه استرليني ، وبعدها جاء الدور على الإنتر ليجلب الإسباني لويس سواريز صاحب الكرة الذهبية مقابل 100 الف باوند استرليني في عام 1961 ليكون أول فريق يبرم صفقة يصل سقفها إلى 100 الف باوند قبل ان يسجل رقما جديداً في سوق الانتقالات ببلوغ 300 الف جنيه في عام 1968 بانتدابه للاعب هاراد نيلسون من نادي بولونيا الإيطالي .
وبعد تولي برلسكوني ملكية نادي أس سي ميلان انتقلت الأرقام إلى قلعة "السان سيرو" بعدما تعاقد مع الهولندي رود خوليت من نادي ايندهوفن الهولندي مقابل ستة ملايين جنيه في عام 1987 ليسجل رقما اخر عام 1992 بتعاقده مع النجم الفرنسي المهاجم جان بيير بابان من نادي أولمبيك مرسيليا لقاء 13 مليون باوند استرليني .
و استعاد الإنتر بصمته في سوق الانتقالات بعد تولي بارون النفط الإيطالي ماسيمو موراتي ملكيته في عام 1995 ، فجلب البرازيلي رونالدو من نادي برشلونة برقم تاريخي (في ذلك الوقت) بلغ 19 مليون جنيه ثم جلب الإيطالي كريستيان فييري من نادي لاتسيو عام 1999 مقابل 31 مليون باوند .
هذا وتراجع الفريقان عن الدخول في سوق الانتقالات التي اعتادا عليها في الألفية الثالثة مع بروز الأندية الإنكليزية وتقلص عائدات الأندية الإيطالية ، إذ أصبح ميلان و الإنتر مقلين في الإنفاق ، ويكتفيان بالأسماء المغمورة و الشابة غير المكلفة ما انعكس سلباً على نتائجهما بعدما تركا السيطرة لناديي يوفنتوس و نابولي لتبقى آمال النادي اللومباردي معلقة على الملاك الجدد لإعادة الاعتبار والبريق لـ "دربي الغضب" مثلما كان الحال في نهاية الثمانينات و التسعينات من أجل جلب أفضل الأسماء.