ما زال الحلم العراقي بوصول "أسود الرافدين" الى نهائيات كأس العالم يسيطر على كل الامنيات الرياضية العراقية، وعلى الرغم من النتائج المخيبة للآمال ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم عام 2018 ، إلا ان الأمل ما زال معقودا على عام 2017 لتكون المرحلة الثانية من هذه التصفيات افضل من التي كانت في عام 2016 .
بغداد: شهد عام 2016 العديد من الانجازات المميزة على الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها الألعاب الرياضية في الكثير من تفاصيلها لاسيما منها البنى التحتية والدعم المادي ، حيث عبر البعض عن اعتقاده ان عام 2016 هو أحد أهم الأعوام تميزا في الرياضة العراقية، حيث تحققت العديد من الإنجازات على صعيد الألعاب المتنوعة في بطولات إقليمية وقارية، لاسيما مشاركة ألعاب المعاقين في الألعاب البارالمبية في البرازيل وخطفهم خمس ميداليات متنوعة ، بالإضافة إلى تأهل منتخب العراق لكرة السلة للمرة الأولى الى التصفيات النهائية لكأس العالم، وحصول منتخب الناشئين لكرة القدم على كأس آسيا لأول مرة، وفوز فريق القوة الجوية بكأس الاتحاد الآسيوي كأول فريق عراقي يفوز بلقب البطولة، كما فاز كيك بوكسنغ العراق بالبطولة العربية في الأردن، وحصول بطلة القوس والسهم فاطمة المشهداني على بطولة العالم للشباب.
كما شهد عام 2016 رحيل عدد من الشخصيات الرياضية التي سجلت حضورها المميز في تاريخ الرياضة العراقية .
الليوث أبطالاً للقارة الآسيوية
وحقق منتخب العراق للناشئين إنجازاً كبيراً لأول مرة في تاريخه بفوزه بكأس الأمم الآسيوية بعد تغلبه في المباراة النهائية على المنتخب الإيراني بركلات الترجيح بنتيجة 4-3، كما ضمن "الليوث" التأهل الى نهائيات كأس العالم للناشئين، فيما حصل اللاعب محمد داوود على لقب هداف كأس آسيا للناشئين برصيد 6 أهداف، فضلاً عن اختياره كأفضل لاعب في البطولة.
وبدأ المنتخب رحلته بفوز على كوريا الجنوبية وتعادل مع ماليزيا وسلطنة عُمان ليتأهل تلقائياً إلى كأس العالم بعد فوزه على أوزبكستان في الدور قبل النهائي ، ثم نجح أبناء العراق في الفوز على اليابان في نصف نهائي البطولة ليتأهل للنهائي ويتغلب على المنتخب الإيراني ويتوج باللقب القاري.
الزوراء بطلاِ للدوري من دون خسارة
وتوج فريق الزوراء لكرة القدم تحت قيادة الكابتن باسم قاسم بدرع النخبة الكروي للدوري العراقي الممتاز لموسم 2016، من دون تلقيه أي خسارة على الرغم من الظروف المالية السيئة التي عانى منها الفريق طيلة ايام الدوري ، فيما حصل الفريق أيضاً على مركز الوصافة في بطولة كأس العراق بعد خسارته أمام الجوية .
الميداليات الذهبية تطرز صدور المعاقين
وتمكن أبطال العراق من ذوي الاحتياجات الخاصة من تأكيد حضورهم في الألعاب البارالمبية التي اقيمت في مدينة ريو دي جنيرو في البرازيل، حيث كان ترتيب العراق هو الـ38 من بين 75 دولة، حيث كانت حصيلة الابطال خمس ميداليات بواقع ذهبيتين وثلاث فضيات.
وجاءت أولى الميداليات عن طريق كوفان حسن عبد الرحيم الذي أحرز الميدالية الذهبية في رياضة رمي الرمح بتسجيله 42،85 متراً، فيما كانت الميدالية الثانية من نصيب جراح نصار طميش صاحب الرقم العالمي في رياضة رمي الثقل، أما الميداليات الفضية الثلاث، فقد احرزها أولاً عمار هادي في المبارزة بفارق لمسة واحدة اضاعت عليه الميدالية الذهبية في نزاله المثير مع المبارز البيلاروسي، حيث يعتبر المصنف الأول عالمياً في سيف المبارزة ، أما الميدالية الفضية الثانية كانت من نصيب البطل ولدان نزار في رياضة رمي الرمح ، وأخيراً نجح الرباع رسول كاظم محسن بإحراز الميدالية الفضية الثالثة والأخيرة للعراق .
القوة الجوية بطلاً لكأس الاتحاد الآسيوي
وتوج فريق نادي القوة الجوية بلقب كأس الاتحاد الآسيوي 2016، بعدما تغلب في المباراة النهائية على بينغالورو الهندي بهدف دون رد، سجله اللاعب حمادي أحمد في الدقيقة 70 من عمر اللقاء، ليرفع رصيده التهديفي إلى 16 هدفاً ويصبح هدافاً لكأس الاتحاد الآسيوي، ويحصل العراق على لقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه .
وشهد حفل توزيع جوائز الاتحاد الآسيوي الذي اقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة وجود النجم العراقي حمادي احمد، مهاجم القوة الجوية، ضمن الأفضل في القارة إضافة إلى محمد داوود لاعب منتخب الناشئين ضمن أفضل ثلاثة لاعبين في القارة الصفراء .
وفي منتصف شهر ديسمبر بدأت عملية الاستعداد لاستقبال وفد "الفيفا " لزيارة الملاعب والمنشآت الرياضية، من اجل الشروع في رفع الحظر المفروض على الأراضي العراقية، لكن الزيارة أجلت إلى وقت اخر يحدد قريباً ، فيما ابدى عدد من رؤساء الاتحادات في السعودية والإمارات وفلسطين وسوريا ولبنان والأردن الموافقة على اللعب في العراق في حال موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم على رفع الحظر المفروض على ملاعبها.
كما انهى نادي النفط هذا العام وهو متصدر ترتيب الدوري العراقي وللمرة الأولى في تاريخه بعد اكثر من ثلاثة عقود، تحت قيادة مدربه حسن احمد .
واعلن نادي الوكرة القطري استغنائه عن خدمات النجم العراقي علي حسين رحيمة ، فيما اعلن نادي معيذر القطري انتقال العراقي احمد ياسين الى صفوفه بنظام الإعارة من نادي ايكو سولنا السويدي.
السلة العراقية الى كأس العالم
وتأهل المنتخب العراقي لكرة السلة الى نصف نهائي كأس التحدي الآسيوي وتصفيات كأس العالم بعد فوزه على المنتخب الصيني بنتيجة 85 مقابل 79 نقطة ، حيث شهدت مباراة دور الثمانية ضمن منافسات البطولة التي جرت في إيران، تنافساً عالي المستوى بين المنتخب العراقي ونظيره الصيني مع تقارب في النقاط وهجمات متبادلة تصاعدت حدتها في دقائقها الأخيرة، لتنتهي المواجهة بتفوق المنتخب العراقي ، حيث ضمن منتخب سلة العراق بهذا الفوز التأهل الى التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.
انجازات اخرى
وكانت أبرز الإنجازات في عام 2016 من نصيب اتحاد ألعاب القوى حيث أحرز الطائر القافز بالزانة منتظر فالح الميدالية الذهبية في بطولة آسيا التي اقيمت في مدينة هوتشي منة في فيتنام فيما أحرز زميله طه حسين فضية سباق 400 متر، وكذلك حسين ثامر توج بفضية رمي المطرقة.
وأحرز العراق ثلاث برونزيات في ذات البطولة عبر حسين فلاح في رياضة الوثب العالي ومحمد رحيم في سباق 800 متر ، وعلي محسن في القفز بالزانة ، كما توجت رياضة رفع الاثقال بحصول الرباعة الشابة هدى سالم على الفضية الآسيوية في قطر.
ونجحت فاطمة سعد لاعبة القوس والسهم في تأكيد جدارتها العالمية بتصنيف رائع أعقبته بطلات الشطرنج بنهاية مؤثرة ستحفظ لهن سجل التنافس متألقا ، كما كان للملاكم وحيد عبد الرضا حضور مميز في أذربيجان لينال الميدالية البرونزية التي أهلته عن جدارة واستحقاق للتواجد في أولمبياد ريو.
ومن النتائج الإيجابية الأخرى هو تأهل المنتخب الأولمبي إلى أولمبياد ريو ، حيث ودع منافسات البطولة من دورها الأول رغم عدم خسارته في أي مباراة ، بعدما حقق التعادل في ثلاثة لقاءات أمام منتخبات الدنمارك والبرازيل وجنوب أفريقيا.
وشهد عام 2016 اعتزال العديد من لاعبي المنتخب الوطني العراقي من ابرزهم يونس محمود ونشأت اكرم وباسم عباس وهوار ملا محمد وهيثم كاظم .
كما شهد العام افتتاح ملعب كربلاء الدولي بمواصفات عالمية ، من خلال إقامة مباراة بين نجوم المنتخب العراقي عام 2007 ومنتخب كربلاء بحضور مدرب المنتخب السابق البرازيلي فييرا .
في ذمة الله
وتوفي لاعب المنتخب العراقي السابق ولاعب نادي الطلبة لكرة القدم علي حسين شهاب عن عمر ناهز 55 عاما في أحد مستشفيات العاصمة بعد معاناة مع المرض ، حيث يعد علي واحدا من رموز الكرة العراقية وأحد الاسماء اللامعة التي دافعت عن ألوانها عربياً وعالمياً.
كما توفى الدولي الأسبق علي حمود، بعد معاناة مع المرض، حيث مثل الراحل أندية الرشيد والجيش لاعباً بالإضافة إلى اختياره للعب في صفوف المنتخب الوطني للشباب والمنتخب العسكري.
وتوفي محمد السمباطي بطل العراق لكمال الاجسام اللاعب ، بسبب ازمة قلبية في احد مشافي النجف نتيجة اتباع حمية غذائية قاسية مع الزيادة في التمارين أدت الى حدوث ازمة قلبية ومن ثم الوفاة ، حيث كان للاعب انجازات رياضية فاعلة ، بعدما شارك في العديد من المنافسات المحلية لفئة المتقدمين.
وتوفي أيضاً لاعب المنتخب العراقي السابق كريم أفندي عن عمر 86 عاما بعد صراع مع المرض ليطوي معه سجلا حافلا بالانجازات.
كما وافت المنية الحكم الدولي السابق صلاح محمد كريم مع ثلاثة من رواد الرياضة لتعرضهم لحادث سير مروري وهم في طريق كركوك باتجاه العاصمة بغداد ، حيث كان الراحل يشغل منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية في اقليم كردستان العراق ، ونائب رئيس الاتحاد الفرعي لكرة القدم في السليمانية ، ورئيس نادي السليمانية.
وأخيراً ودعت الرياضة العراقية عادل الياسري عضو الاتحاد المحلي المركزي ورئيس الاتحاد الفرعي لكرة القدم في النجف اثر اصابته بجلطة دماغية .