تتحدثت منظمة الصحة العالمية في الفترة الأخيرة عن حالات تفش لمرض الجمرة الخبيثة في شرق أفريقيا وجنوبها.
فما الأشكال التي يتخذها المرض، وما مدى خطورته، وكيف يمكن استخدامه سلاحا؟
ذكرت منظمة الصحة العالمية الاثنين أن خمس دول فى شرق أفريقيا وجنوبها تشهد تفشى مرض الجمرة الخبيثة البكتيري.
وتقول المنظمة إن أكثر من 1100 حالة مشتبه بها سجلت، من بينها 37 حالة مؤكدة و20 حالة وفاة ذات صلة بالمرض في الأشهر الأخيرة في كينيا، وملاوي، وأوغندا، وزامبيا، وزيمبابوي.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن المرض متوطن في تلك البلدان، مع تفش موسمي له كل عام.
ومن بين الدول الخمس، شهدت زامبيا أكبر انتشار للمرض، إذ تأثرت تسع من مقاطعاتها العشر. وتقول منظمة الصحة العالمية، إنه حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني، أبلغت زامبيا عن 684 حالة مشتبها بها، و25 حالة مؤكدة وأربع وفيات.
ماذا تفعل الجمرة الخبيثة للإنسان؟
يستمد المرض اسمه من كلمة "أنثراكس" Anthrakis اليونانية التي تعني الفحم، لأن النسخة التي تصيب الجلد من المرض يمكن أن تسبب آفات جلدية سوداء.
وتؤثر الجمرة الخبيثة في المقام الأول في قطعان الحيوانات، ولكن يمكن أن يصاب بها البشر أيضا عندما يلامسون بشكل مباشر الحيوانات المصابة، أو يستهلكون منتجاتها.
ويسبب المرض عصيات الجمرة الخبيثة، التي تظل على قيد الحياة إلى حد كبير، على هيئة بذورأو جراثيم تختبئ في التربة لسنوات قبل أن تدخل جسم الحيوان من خلال أي قطع أو جرح.
ما الأعراض الثلاثة للجمرة الخبيثة؟
تقول منظمة الصحة العالمية إن الجمرة الخبيثة يمكن أن تظهر بإحدى الطرق الثلاث التالية:
- الجمرة الخبيثة الجلدية – حيث تتم الإصابة عن طريق قطع في الجلد – هي الأكثر شيوعا والأقل خطورة بين الطرق الثلاث. ويبدأ المرض على شكل نتوء مرتفع على الجلد ويتحول إلى قرحة غير مؤلمة ذات مركز أسود. ويصاب بعض الأشخاص بعد ذلك بالصداع وآلام في العضلات والحمى والقيء
- تسبب الجمرة الخبيثة المعوية أعراضا أولية تشبه أعراض التسمم الغذائي، لكنها يمكن أن تتفاقم لتسبب آلاما شديدة في البطن، وقيئا من الدم، وإسهالا شديدا
- الجمرة الخبيثة الرئوية هي النسخة الأكثر خطورة وتظهر في البداية مثل نزلات البرد، لكنها يمكن أن تتطور بسرعة إلى صعوبات شديدة في التنفس وصدمة
ما مدى خطورة الجمرة الخبيثة؟
يحتاج الأشخاص الذين يصابون بالمرض إلى دخول المستشفى. ويمكن للأفراد الذين تعرضوا للمرض أن يتلقوا العلاج الوقائي. وتستجيب الجمرة الخبيثة بشكل جيد للمضادات الحيوية، خاصة البنسلين، ولكن العلاج يجب أن يبدأ بعد الإصابة مباشرة.
وبدون علاج، يموت ما يبلغ نحو 20 في المئة من المصابين بالجمرة الخبيثة الجلدية، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة. ومع ذلك، يظل معظم المرضى الذين يعانون من الجمرة الخبيثة الجلدية على قيد الحياة، مع العلاج المناسب.
وغالبا ما تكون الجمرة الخبيثة المعوية - التي تتطور عند تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدا - قاتلة. وبدون علاج، يموت أكثر من نصف المرضى الذين يعانون من هذا النوع من المرض. غير أن 60 في المئة من المرضى يبقون على قيد الحياة مع العلاج، كما يقول مركز السيطرة على الأمراض.
وتعد الجمرة الخبيثة عن طريق الاستنشاق هي الشكل الأكثر فتكا من المرض، وهو ما يسببه استنشاق الجراثيم. وبدون علاج، يكون المرض مميتا في معظم الأحوال، ولكن مع العلاج القوي، ينجو حوالي 55 في المئة من المرضى، كما يقول مركز السيطرة على الأمراض.
كيف تحولت الجمرة الخبيثة إلى سلاح؟
من الممكن تحويل الجمرة الخبيثة إلى سلاح، إذ يسهل العثور على جراثيم الجمرة الخبيثة في الطبيعة، ويمكن إنتاجها في المختبر، ويمكن أن تستمر لفترة طويلة في البيئة، كما يقول مركز السيطرة على الأمراض.
ويتطلب الأمر الوصول إلى مرافق التكنولوجيا الحيوية المتطورة إلى حد معقول، وإلى المصدر الأصلي لبكتيريا الجمرة الخبيثة لبدء عملية استزراعها.
ويمكن إطلاق سراحها دون أن يلاحظ أحد. ويمكن وضع الجراثيم المجهرية في المساحيق والبخاخات والطعام والماء، ويصعب رؤيتها أو شمها أو تذوقها.
وقد أرسلت الجمرة الخبيثة إلى سياسيين ومكاتب إعلامية أمريكية بعد أيام قليلة من هجمات 11 سبتمبر/أيلول، في هجوم ملحوظ عام 2001.