: آخر تحديث

عودة الحرب الباردة بين حماس وفتح

67
75
58

شنت مواقع إعلامية مقربة من حركة حماس مؤخرا حملات إعلامية استهدفت فيها قيادات حركة التحرير الوطني الفلسطينية فتح وكوادر السلطة الفلسطينية في رام الله، في خطوة اعتبرها اللواء توفيق الطيراوي أولى خطوات الانقلاب الناعم.

وقال الطيراوي خلال استضافته على شاشة تلفزيون فلسطين مؤخرا، "أن حركة حماس تخطط في الضفة الغربية للإنقلاب الناعم، ففي غزة نفذت حماس إنقلابها عسكري، ولكن في الضفة يصعب عليها ذلك بسبب الجغرافيا".

ووجه الطيراوي رسالة الى أنصار فتح، قائلا: "علينا كأبناء حركة فتح أن ننسى مصالحنا الشخصية، وأن ننسى طموحاتنا الشخصية لأجل الحركة".

وحقيقة الأمر من يتابع ما يحدث في كواليس القطاع والضفة سيجد بوضوح ان هناك حالة ملحوظة من التحشيد والتكثيف لدى الاذرع الإعلامية لحركة حماس لاستهداف حركة فتح، حيث تم إعادة نشر مجموعة من التسريبات، وصفت من الجهات الرسمية بالمفبركة، لا هدف منها سوى تشويه قيادات وازنة داخل فتح، على رأسهم امين سر اللجنة المركزية لفتح جبريل الرجوب، ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، وكذلك القيادي محمود العالول.

وكانت فتح قد أكدت في وقت سابق أن المؤامرات التي تحاك ضد القيادة القيادة الوطنية الفلسطينية لا تخدم المصلحة الوطنية اطلاقا، داعية كل الأطراف السياسية الى توحيد الصف والالتفاف حول السلطة الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.

وفي ردها على تقارير نشرت في وقت سابق حول نوايا حماس الانقلابية في الضفة، قالت حركة «فتح» في بيان رسمي بمناسبة مرور 15 عاماً على سيطرة «حماس» بالقوة على قطاع غزة انها ترفض «محاولات الانقلابيين التمدد بمؤامرتهم للسيطرة على الضفة الفلسطينية، بعد حصولهم على شهادة تقدير من رئيس حكومة منظومة الاحتلال نفتالي بنيت على التزامهم الدقيق بالاتفاقات الأمنية السرية والعلنية على حد سواء، مقابل الإبقاء على سيطرتهم على قطاع غزة».

وكانت دورية "فورين افيرز" قد كشفت في وقت سابق عن عدد من الصحف ووسائل الإعلام الفلسطينية التي وصفت بأنها تعمق الانقسام الفلسطيني، وتصدر بهدف رئيسي هو تشويه السلطة الفلسطينية للتحقيق أهداف سياسية ضيقة.

أخيراً وليس آخراً رغم دعوة الرئيس أبو مازن المتكررة لكل الفصائل الفلسطينية لتوحيد الصف، والعودة الى طاولة الحوار لانهاء الانقسام الذي يطغى على المشهد السياسي الفلسطيني، الا أن كل محاولات المصالحة واخرها برعاية الجزائر لم تحرز أي تقدم حتى صار الداخل الفلسطيني شديد التأزم، فما بالكم بشكل المشهد الفلسطيني في حالة العودة للحرب الباردة بين حماس وفتح، بعد ان تمكنت إسرائيل من الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي في عدوانها الأخير على غزة، بعد إقناع حماس بعدم الدخول في أي اشتباك عسكري قبل انطلاق المعركة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي