ا-ا (تشيلي): يتبارى مستخدمو لعبة الفيديو الشهيرة "فري فاير" مع مامي نينا كما يتنافسون مع أي لاعب آخر، ويخوضون معها المعارك، لكنّ قلّة منهم يعرفون أن هذا الاسم المستعار للمقاتِلة الشرسة يعود إلى جدة تشيلية تبلغ الحادية والثمانين، يشكّل هذا الشغف الجديد بالنسبة إليها بديلاً من وحدة الشيخوخة.
وأكدت ماريا إيلينا أريفالو أن الوحدة لم تعد عبئاً ثقيلاً عليها بعد مضيّ ثلاث سنوات على تعلّمها اللعبة في منزلها في بلدة اي-اي التي تبعد 90 كيلومتراً عن العاصمة سانتياغو.
ويبلغ عدد المشتركين في حساب الجدة على "تيك توك" نحو أربعة ملايين، في حين أن مجموعهم نحو 650 ألفاً على "يوتيوب"، حيث تُسدي النصائح عن كيفية تحسين اللاعب أداءه.
وتتمحور هذه اللعبة التي صممتها عام 2017 شركة فيتنامية والمستوحاة من أفلام مثل "باتل رويال" و"هَنغر غايمز" على شخصيات تهبط بالمظلات على جزيرة حيث ينبغي أن تعثر على أسلحة لكي يقاتل بعضها بعضاً.
ولا يستلزم اللعب بـ"فري فاير" سوى إلى هاتف محمول واتصال جيد بالإنترنت.
وقالت خلال تسلّمها في احتفال أقيم أخيراً جائزة من صحيفة "إل ميركوريو" والجامعة الكاثوليكية كواحدة من أهم مئة شخص كبير السنّ في تشيلي "لم أتخيل هذا يوماً. لقد لعبت من أجل متعة اللعب، فقط لأكون هنا وأحرّك إصبعي".
ولجأت ماريا إيلينا أريفالو إلى ألعاب الفيديو بغية التخلّص من الوحدة التي شعرت بها عام 2020 بعد وفاة زوجها الذي أمضت معه 56 عاما من حياتها.
ولاحظت دراسة أجرتها الجامعة الكاثوليكية أن نحو 42 في المئة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً في تشيلي يشعرون بالوحدة.
لم تكن ماريا إيلينا تعرف "حتى فأرة الكمبيوتر" قبل أن يعرّفها حفيدها هيكتور كاراسكو البالغ 20 عاماً باللعبة، وهو يساعدها في إدارة شبكاتها الاجتماعية وبث المباريات التي تخوضها عبر الإنترنت.
وقالت عنه بتأثر "لقد علمني كل ما أعرفه. ومن دونه، لما وصلتُ إلى ما وصلتُ إليه".
ومن خلال شخصيتها على شبكة اللعبة ومواقع التواصل الاجتماعي "مامي نينا"، كما يسميها حفيدها، أصبحت معروفة كمنافسة شرسة ترتدي كيمونو قصيراً وقفازات سوداء وتضع قناعاً ذا أنياب.
وروَت الجدة التشيلية أنها، في البداية، لم تكن تريد "إيذاء أحد" في اللعبة، لكنها سرعان ما لم تعد تتردد في "مطاردة" خصومها و"قتلهم".
وإلى جانبها، في اللعبة، طائر سمّته بينيتو، كما كانت تنادي زوجها.
وبفضل نجاحها، جعلتها "فري فاير" سفيرة رسمية للعبة، ودَعَتها إلى المكسيك عام 2022 للاحتفال بعيد العلامة التجارية، وكانت المرة الأولى التي تسافر فيها.
وقالت "طلب مني جميع الأطفال التوقيع لهم (...) كان الأمر ظريفاً. في اليوم الذي سأرحل فيه، سأحمل ذلك معي".
إلا أن المرأة التي أطلق عليها المعجبون بها تسمية "جدة الألعاب" أصبحت اليوم أقل نشاطًا في اللعبة كونها تعاني مرض خطيراً هو تصلب الجلد.
ومع ذلك، لا تعتزم التوقف عن اللعب. وقالت في هذا الصدد "أنا أحب ما أفعله. وستستمر ما دمت أستطيع ذلك".
ويبدي المزيد من كبار السن في كل أنحاء العالم شغفاً بألعاب الفيديو، كاليابانية هاماكو موري (93 عاماً)، الأكبر سناً بين مستخدمات شبكات البث الندفقي لألعاب الفيديو، وفقاً لموسوعة غينيس للأرقام القياسية.