: آخر تحديث

أوليفييه روستان يسرق الأضواء بعرض باريسي لتشكيلة "بالمان" رغم السطو عليها

47
45
49
مواضيع ذات صلة

باريس: يشكّل عرض أزياء دار "بالمان" من تصميم الفرنسي أوليفييه روستان ضمن أسبوع باريس للموضة الأربعاء مثالاً على إرادة الاستمرار رغم الصعوبات، إذ يأتي بعد عشرة أيام من سرقة 50 قطعة من التشكيلة في حادثة غير مسبوقة في عالم الموضة.

فقد عمل فريق المصمّم النجم "ليلاً ونهاراً" لإقامة هذا العرض، فيما قلّلَ هو نفسه على إنستغرام من أهمية الوضع، إذ نشر لمتابعيه البالغ عددهم عشرة ملايين، صوراً ومقطع فيديو للعمل على تجهيز فستان مزين بالورود.

وفي منتصف أيلول/سبتمبر، تعرّضت شاحنة كانت تحمل قطعاً من تشكيلة روستان لعملية سطو على الطريق بين مطار رواسي في باريس ومقر الدار في العاصمة، ولاذ المسلحون الذين سرقوا الملابس بالفرار. وفتحت النيابة العامة في باريس تحقيقاً في السرقة ولكن لم تتوافر أي معطيات عن مصير القطع المسروقة.

ولم تكن المسروقات سوى نماذج أولية، ولا تزال قوالبها موجودة لدى الدار، ما يتيح إعادة تجهيز هذه الملابس.

وقال الأستاذ المحاضر المتخصص في الموضة والسلع الفاخرة في جامعة "سيانس بو" الفرنسية سيرج كاريرا إن "لدى دار بالمان مشاغل، ولديها مقاولون من الباطن، وشبكة من الحرفيين. ومن خلال استنفار قدراتها بالحد الأقصى، يمكن تحقيق ذلك".

تمكّن روستان (38 عاماً) الذي يشغل منذ 12 سنة منصب المدير الفني لـ"بالمان" من أن يجعل عروض هذه الدار المعروفة من فئة محدودة محطاتٍ يترقبها المشاهير والمجتمع المخمليّ.

فروستان لم يتردد في إجراء عروضه على وقع موسيقى الهيب هوب، وأولى أهمية للتنوّع في فريق عمله، واقام في 2015 تعاوناً مع شركة "إتش أند إم" السويدية العملاقة، ساعياً من خلال هذه الخطوات إلى تقريب عالم السلع الفاخرة من الشباب وجعل الموضة في متناول الجميع.

وخلافاً لمعظم المصممين الذين يحرصون على التكتم، بات هو نفسه نجماً يشتهر بأسلوب الجماليات الساحرة للمرأة القوية والحرة.

واكتسب أوليفييه روستان الذي يُعدّ من المصممين السود أو الخلاسيين النادرين في عالم السلع الفاخرة، شعبية واسعة بعد عرض فيلم وثائقي بعنوان Wonder Boy ("ووندر بوي") عام 2019 متوافر على "نتفليكس" يروي فيه سعيه للعثور على أمه الطبيعية.

ويتحدر روستان من أصول إثيوبية وصومالية، وأبقيَ اسما والديه طي الكتمان سنداً إلى نظام يتيح هذا الخيار في فرنسا، وتبنته عائلة من مدنية بوردو، وواجه خلال حياته مشاكل وصعوبات عدة.

ففي العام 2021، روى عبر "إنستغرام" أنه أصيب بحروق بالغة قبل عام بفعل انفجار مدخنته. وأشار إلى أنه أخفى ذلك بدافع "الخجل" في بيئة يسود فيها "الهوس بالكمال".

وأرفقَ النص المنشور يومها بصورة مروعة بدت فيه ضمادات من الشاش تغطي جذعه وذراعيه وأعلى رأسه، وعلامات حروق على وجهه.

وشكّل ذلك بالنسبة إليه طريقة لكسر المحرمات. وكتب "أدركتُ أن قوة وسائل التواصل الاجتماعي تكمن في إمكان أن يُظهر المرء فقط ما يريد إظهاره".

وفي عرض مذهل لدار "سان لوران" الثلاثاء عند أسفل برج إيفل، حضرت البدلات وسترات السفاري بكثافة تعبيراً عن النساء القويات الشخصية اللواتي أثبتن أنفسهن في مجالات ذكورية.

وأوضحت الدار في مذكرة عن العرض في اليوم الثاني من أسبوع الموضة في باريس أن مديرها الفني أنتوني فاكاريلو "استلهم أفكاره من أميليا إيرهارت وأدريين بولاند وغيرهما من النساء الرائدات اللواتي اخترقن مجالات كانت تُعتبر حكراً على الرجال، كقيادة الطائرات وسباقات السيارات".

وبدت ملابس التشكيلة أوسع مما كانت عليه خلال المواسم السابقة، ومن ميزاتها كتفان أكثر وضوحاً، وخصر مبرز بحزام لعارضات شديدات النحول. ولوّنَ الأحمر شفاه هاتيك اللواتي رحن يمشين على المنصة مغطيات عيونهنّ بنظارات شمسية.

وتساهم المجوهرات الضخمة والأحذية ذات الكعب العالي والقفازات الجلدية في جعل هذه الملابس أنثوية جداً. وزوّدت بعض القطاع بغطاء رأس يذكّر بخوذة الطيار.

وهيمن القطن والكتان على هذه التشكيلة بألوان ترابية طبيعية، من الزيتوني إلى البني إلى الرملي والمغرة والأبنوس. وخطفت بزات الكريب الحريرية الشفافة الأضواء تقريباً من فساتين السهرة الطويلة.

ومع أن الدار غيّرت موقع عرض أزيائها، بقيت وفية لبرج إيفل المدرج في شعارها ولا ينفصل عن صورتها.

أما المديرة الفنية لـ"ديور" المصممة الإيطالية ماريا غراتسيا كيوري التي صممت أخيراً ملابس الملكة كاميلا خلال عشائها الرسمي في فرساي، فقدمت عرضاً أحادي اللون إلى حد كبير مع قطع واسعة إلى جانب السترات الرجالية المستقيمة والتنانير المطوية.

وتقام في وقت لاحق من هذا الأسبوع العروض النهائية لاثنتين من المصممات المشهورات، أولاهما غابرييلا هيرست التي تترك "كلويه" بعد أقل من ثلاث سنوات، اذ نال تركيزها على الموضة المستدامة استحسان النقاد، لكنه لم يحقق دفعة كبيرة للمبيعات.

أما الثانية فهي ساره بيرتون التي تقدّم عرضها الأخير، بعدما تولت مسؤولية التصميم في دار "ألكسندر ماكوين" بعد انتحار مؤسسها في عام 2010.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل