إيلاف من الرباط: تتواصل في الرباط فعاليات مهرجان "موازين – إيقاعات العالم"، في دورته ال19،بمشاركة نخبة من نجوم الموسيقى المغربية والإفريقية والشرقية والغربية.
وعلى غرار الدورات السابقة،تقدم دورة هذه السنة من المهرجان الذي ينظم تحت رعاية الملك محمد السادس، بمبادرة من "جمعية مغرب الثقافات"، برنامجاً غنياً وتنوعا، تتواصل سهراته على مدى 9 أيام.
كيلي مينوغ تصدح في مهرجان موازين
وانطلقت دورة هذه السنة بسهرات متنوعة، بمشاركة فنانات وفنانين من المغرب ومصر ولبنان وكوت ديفوار وأستراليا، على منصات "مسرح محمد الخامس" و"أبو رقراق" و"فضاء النهضة" و"شاطئ سلا" و"السويسي".
كايلي مينوغ
حملت الفنانة الأسترالية كايلي مينوغ جمهور المهرجان، بمنصة السويسي، في سفر موسيقي متفرد زاوج بين نوستالجيا الماضي وروح العصر المتجددة. فمنذ المقاطع الأولى لأغانيها، عاد الجمهور إلى الماضي، مستحضرا الحقبة الذهبية التي هيمنت فيها موسيقى البوب على الساحة الفنية العالمية. تلك الحقبة الجميلة التي أسرت فيها أغاني الفنانة الخالدة القلوب وألهبت المشاعر.
وشكّل حفل مينوغ، الذي استقطب جمهورا من مختلف الأعمار والفئات، أكثر من مجرد أمسية موسيقية، إذ كان بحق عنوانا لتجديد الوصل تحت سماء "مدينة الأنوار" المرصعة بالنجوم، ولحظة انمحت فيها الحدود بين الماضي والحاضر، مفسحة المجال للانتشاء والاستمتاع بطبق فني رائق.
وقدمت مينوغ، التي تشارك في مهرجان موازين للمرة الثانية بعد عام 2009، عددا من أروع أغانيها، وحولت الأمسية إلى حفل ضخم في الهواء الطلق. كما ساهمت المؤثرات البصرية المذهلة، إلى جانب صوت الفنانة الجميل وحضورها، في تقديم حفل ساحر.
وخلقت مينوغ، التي اختتمت البرنامج الافتتاحي، على إيقاعات أغنيتها الشهيرة (Can't Get You Out of My Head)، أجواءً دافئة خلال العرض، من خلال التفاعل مع جمهورها، مما أضفى طاقة إيجابية ونوعاً من التماهي مع معجبيها.
وأعربت مينوغ عن حبها لمعجبيها وفرحتها بالمشاركة في المهرجان المغربي الذي وصفته ب"الرائع الذي يجمع العديد من الفنانين لتقاسم الجمهور لحظات ممتعًة".
ولدت مينوغ في ملبورن عام 1968، وهي شاعرة غنائية وممثلة فازت بالعديد من الجوائز، بما في ذلك جوائز بريت وجوائز غرامي.
ولا تقتصر شهرة الفنانة الأسترالية، التي تمتد مسيرتها الفنية لأكثر من أربعة عقود، على أدائها المبهر على المسرح فحسب، بل أيضاً لتأثيرها على موسيقى البوب. وقد أطلقت عليها الصحافة الأوروبية لقب "أميرة البوب" بعد أن باعت أكثر من 80 مليون أسطوانة، وعززت مكانتها كقوة رئيسية في صناعة الموسيقى.
أنغام
على منصة النهضة، كان الموعد مع الفنانة المصرية أنغام، في حفل طبعه تجاوب كبير مع محبيها من مختلف الأعمار، كانت فيه الأحاسيس الفياضة الخيط الناظم لتفاعل هذه الفنانة المتميزة بصوتها الرخيم وأسلوبها الراقي، مع الجمهور العاشق لألوانها الغنائية ذات البصمة الواضحة على الموسيقى العربية المعاصرة.
الفنانة المصرية أنغام
وقدمت أنغام توليفة من بديع الكلمات وشجي الألحان وجمال العزف والإيقاعات التي شنّفت أسماع الحضور المتعطش للفن الرفيع، والذي راقه أداء الفنانة المصرية المفعم بنفحة رومانسية.
وأمتعت أنغام، رفقة الفرقة الموسيقية المصاحبة لها، الحضور بباقة من الأغاني الجديدة، مؤكدة بذلك مساهمتها في المزاوجة بين تطوير الموسيقى العربية والحفاظ على أصولها، وهو ما أكسبها مكانة خاصة لدى الجمهور.
وحصدت أنغام في مسارها الفني عدة جوائز، تعكس قيمتها الفنية ودورها في التقريب بين الشعوب في مناسبات مختلفة.
وأنغام، الملحنة والممثلة واسمها الكامل أنغام محمد علي سليمان، هي سليلة أسرة موسيقية. تلقت دروسا في الصولفيج والبيانو، قبل أن تطلق ألبومها الأول "في الركن البعيد الهادي" وعمرها لم يتجاوز 15 عاما.
وطيلة مسارها الفني، أصدرت سلسلة ألبومات ناجحة، منها"لايق" (1989)، و"انت العالم" (1992)، و"بقولك إيه" (1995)، و"خلي بكرة لبكرة" (1998)، و"عمري معاك" (2003)، و"نفسي أحبك" (2009)، و"أحلام بريئة" (2015) و"حالة خاصة جدا"(2019).
لطيفة رأفت
بمنصة سلا، كان حضور الأغنية المغربية وازنا، من خلال حفل الفنانة لطيفة رأفت، وسط حضور غفير استمتع بليلة من ليالي الزمن الجميل التي رصّعتها روائع خالدة من الريبرتوار الغنائي الغني لرائدة من رائدات الفن المغربي الأصيل.
لطيفة رأفت
وأطلت لطيفة رأفت على جمهورها برداء أحمر مرصّع وهي تحمل النجمة الخماسية الخضراء التي تتوسط علم المملكة، لتستهل هذه الليلة الطربية الفريدة بأداء أغنية "يا بلادي عيشي" للراحل محمود الإدريسي في مشهد ملحمي باهر، امتزج فيه عبق الألحان بمحبة الأوطان، صادحة بصوتها الشجي وسط حضور متنوع بين شيب وشباب جمعهم عشق الطرب المغربي الأصيل.
واختارت لطيفة رأفت باقة من أغانيها المُنتقاة بعناية، منها "توحشتك بزاف" و "مغيارة"، والتي لامست وجدان الجمهور الذي رددها معها طيلة الحفل.
هذا التجاوب البديع، الذي رافق الحفل وأجواء الطرب التي عاشها الجميع، على مدى ساعتين، شكل بحق بطاقة سفر حملت الحضور المتنوع إلى عوالم الفن الراقي الممهور ببصمة مغربية خالصة، عزفا وأداء، ورسمت لحظات من الشجن والحنين، كما أحيت في الدواخل ذكريات رافقت جيلا كاملا نشأ على ألحان وأداء الفنانة المغربية، التي حركت جنبات المسرح وجعلت كل الحضور يغني معها، لدرجة أنها توقفت عن الغناء للحظات مصغية لأداء الجمهور، وسرعان ما أعادت الدفء والحيوية إلى الخشبة حين غنت "خليني بعيد" و"راني جاي".
وعلى نفس الإيقاع الحماسي، أمتعت الفنانة المخضرمة الحضور طيلة الحفل، وسط تفاعل جماهيري كبير يعكس رقي الجمهور المغربي وتذوقه للفن الأصيل، في حفل ساحر علا فيه صوت النغمة والكلمة والصوت الشجي والأداء الرائع. وبين الفينة والأخرى، كانت الفنانة تحيي جمهورها الذي قدم من مختلف جهات المملكة، معربة عن حبها وتقديرها لهذا الحضور الذي وصفته بـ" أجمل جمهور".
وتمتلك لطيفة رأفت مسيرة فنية استثنائية تمتد لأزيد من أربعة عقود. وهي من أشهر الأصوات المغربية التي تعد رمزا للأصالة والتشبث بالهوية المغربية. ابتدأ مشوارها الفني في سن مبكرة جدا، فسجلت أول أغنية لها سنة 1982، قبل أن تفوز سنة 1985 بلقب أفضل مغنية مغربية بأغنية "خويي خويي"، ليسطع نجمها وتغني الساحة الفنية المغربية بعد ذلك بعدد من أشهر الأغاني مثل "مغيارة" و"أنا في عارك يا يما" و"دنيا" و"يا هلي يا عشراني" و"الحمد لله".
كارول سماحة
على خشبة مسرح محمد الخامس، أتحفت الفنانة اللبنانية كارول سماحة جمهور المهرجان بباقة من أجمل أعمالها، انتقتها والفرقة الموسيقية المرافقة لها بعناية وحرص شديدين.
جانب من جمهور موازين
واستطاعت كارول سماحة، طيلة مواد وفقرات هذا الحفل البهيج، أن تنسج تفاعلا جميلا وانسجاما رائعا مع جمهورها، الذي استقبلها بهتافات حارة وتصفيقات لم تكد تتوقف، وكأنه يهديها أغنية بأداء جماعي حماسي تحمل عنوان "كارول .. كارول" في قالب عفوي يجمع بين محبة جماهيرية صادقة واحترام كبير لفن أصيل تبدعه واحدة من ألمع مطربات الساحة الفنية العربية.
بدورها، لم تبخل المطربة اللبنانية على محبيها ومعجبيها بالتحية والثناء على ترحيبهم واستقبالهم الحارين لها، معربة عن سعادتها الغامرة بتجديد اللقاء مع جمهور المهرجان بعد توقف امتد لأربع سنوات.
وأبهرت الفنانة اللبنانية، في أمسية طربية امتدت لساعتين، الحاضرين بأداء فارق في الإبداع، حيث حرصت على تقديم أعمال قديمة وجديدة من ريبرتوارها الفني الغني والمتنوع.
كارول سماحة تغني في موازين
وكانت "اتطلع فيي"، "غالي عليي"، "خلي عندك أمل"، "انس همومك" وباقة أخرى مميزة، من الأغاني العاطفية والرمانسيةالتي حرصت كارول سماحة على تقديمها لجمهور موازين. كما حرصت على مشاركة محبيها ومعجبيها آخر أعمالها الغنائية مثل أغنية "اضحك يا قلبي"، التي أصدرتها قبل أيام.
ومن الأعمال الغنائية التي أبدعت المطربة اللبنانية في أدائها كذلك، أغنية "شكرا"، وأغنية "خليك بحالك"، وأغنية "يا شباب يا بنات"، وكذا أغنية "يا رب"، وهي عبارة عن "ديو غنائي" كانت قد أصدرته رفقة الفنان اللبناني مروان خوري، قبل 11 سنة، وحقق نجاحا قياسيا في الوطن العربي. كما قدمت بعض الأغاني الثراتية والوطنية، مثل أغنية "وحشاني بلادي"، التي أصدرتها قبل عشر سنوات.
ولم يخل حفل كارول سماحة من مفاجآت أثلجت صدر الجمهور الحاضر، حيث أدت وببراعة كبيرة أغنية "هي هي جاية تصفار وتخضر " للفنانة الشعبية الراحلة المغربية الحاجة الحمداوية، وقد أبدعت في أدائها لهذه الأغنية التراثية المغربية وهي تحمل العلم الوطني المغربي، ورافقها في الأداء "الديدجي" المغربي يوسف، الذي شاركها في عدد من الإنتاجات الفنية الصادرة خلال السنوات الأخيرة.
ديدي بي
أبهر الفنان الإيفواري ديدي بي، جمهور المهرجان، على منصة أبي رقراق، مقترحا عروضا موسيقية حملت ألحانا آسرة وكلمات معبرة.
وحظي ديدي بي بتجاوب من قبل الجمهور بمجرد ولوجه المنصة، قبل أن يسترسل في عرضه الفني، حيث كانت كل الظروف مهيأة لتقديم أمسية مبهرة: طقس جميل طبعته ليلة مقمرة، جمهور متحمس وأداء فني ملهب قدم فيه هذا الفنان الإفريقي مزيجا من أنجح أغانيه التي تبصم تجربته الفنية.
ديدي بي
وخلقت الأغاني المقدمة جسرا عاطفيا مع الحضور من عشاق الموسيقى من مختلف الجنسيات الإفريقية، لا سيما الإيفواريين الذين كانوا يسايرون هذا الفنان في ترديد كلمات أغانيه.
وحظي هذا التجاوب بين الجمهور والمنصة بسيل من التصفيقات والصيحات، وسط صخب أغاني وإيقاعات الهيب هوب الممزوجة بالإيقاعات الإفريقية.
وانتهز الفنان الإيفواري مشاركته في موازين لإمتاع الجمهور بأغنية حصرية من ألبومه الجديد الذي سيصدر قريبا، معربا عن سعادته بالوجود بالمغرب "البلد الجميل"، خاصة في العاصمة الرباط.
وأبى ديدي بي إلا أن يرفق عرضه برقصات على أغاني منها مقطوعة مغربية، وهو يلتحف العلم الوطني للمملكة على إيقاع هتافات الحضور.
وديدي بي، واسمه الحقيقي باسا زيريوي ديليم، ولد في 3 أبريل 1992 في قرية كي يي بأبيدجان. وكان عضوا بارزا في فرقة الهيب هوب الإفريقية (كيفي نو بيت). وفي العام 2019، أصدر أول أغنية فردية، بعنوان "أسيني"، تلاها إطلاقه لألبومه الأول بعنوان "موجوترون 2" في 2022، قبل أن يحصل على عدد من الجوائز المحلية والدولية.
قصة موازين
يشكل مهرجان موازين، الذي تأسس سنة 2001 تحت رعاية الملك محمد السادس، أحد المواعيد البارزة لعشاق الموسيقى العالمية، من خلال استقباله، خلال السنوات الأخيرة، لجمهور يقدّر بأزيد من مليوني ونصف مليون.
وباعتباره فرصة للاكتشاف والتبادل، يستقبل المهرجان سنويا،بمدينتي الرباط وسلا، أبرز الأسماء في الموسيقى العربية والإفريقية والدولية، وكذا أفضل الفنانين المغاربة. كما يمثل فرصة مهمة للموسيقيين والمغنيين المغاربة لاسيما الشباب لإبراز مواهبهم.
والمهرجان حدث ثقافي بامتياز، يدعم قيم المملكة المتمثلة في التسامح والانفتاح والاحترام والحوار، كما يساهم في تعزيز النسيج الاقتصادي المحلي عبر تشجيع نشاط المهنيين في قطاع السياحة وتطوير المهن المرتبطة بالموسيقى ونشاط المهرجانات.
ووفاء منه للقيم التي أُسس عليها، يساهم المهرجان في جعل الثقافة أكثر ديمقراطية بالمغرب، وذلك بفضل الدخول المجاني لـ90 بالمائة من العروض، سنويا؛ إذ مكن هذا الالتزام الدائم من استقبال أزيد من مليوني ونصف مليون متتبع خلال السنوات الأخيرة والبصم عن مكانته كثاني أكبر مهرجان موسيقي بالعالم والأول بالقارة الإفريقية.
ويرى عبد السلام أحيزون، رئيس المهرجان، أن من أبرز إنجازات موازين، طيلة هذه السنوت التي تبرهن على نجاحه، "التزامه بجعل الثقافة في متناول الجميع، ومساهمته في تطوير صناعة وطنية مهمة للاستعراض الفني".
ويرى أحيزون أن عرض الحفلات المبرمجة في قنوات عالمية "يعطي للساحة الفنية المغربية واجهة عالمية تعكس تنوع ثقافات العالم وغناها وتنقل قيم التنوع والتشارك والتسامح". وشدد على أن استضافة المهرجان لألمع الفنانين من جميع القارات، جعلهم يساهمون بطريقتهم الخاصة، من خلال ثراء رصيدهم الغنائي وأصولهم وتراثهم، في إشعاع المهرجان، فكانوا سفراء لهذا الحدث الذي يشكل اليوم موعدا ثقافيا عالميا.
ويعتبر موازين، الذي تشرف عليه "جمعية مغرب الثقافات"، وهي جمعية غير ربحية، "فاعلا أساسيا في العطاء الثقافي بالمغرب. ويتيح كل سنة للملايين من الأشخاص حضور عروض ومتابعة أوراش تدريب أو الاستمتاع بإبداعات حديثة"، كما يقول منظموه. وهو ينبني على "إتاحة الولوج للجميع مع التوفيق بين جودة وشعبية الحفلات". لذلك، أصبح مهرجانا ذا "أبعاد حضرية قوية تتيح خيارا حقيقيا في بلد انعدمت فيه الصناعة الموسيقية، التي تعاني سوقها من القرصنة كما تتصف ميزانية وزارة الثقافة به بمحدوديتها".
ويعد موازين "من المهرجانات الوحيدة في العالم التي لا تتلقى أي دعم من المال العام"، كما يقول منظموه؛ وهو شيء جاء "ثمرة تطور طويل" أتاح له أن يكون "مهرجانا شبه مستقل".
ولسد النقائص التي تعاني منها الساحة الثقافية المغربية، طور موازين نموذجا اقتصاديا يهدف إلى تقليص دور التمويل الخاص وحذف أي تمويل عمومي.
ويقول المنظمون، إن العائدات المتغيرة، التي تشمل التذاكر والحجوزات والفضاءات والإشهار وغيرها، تمثل 68 بالمائة من إجمالي ميزانية المهرجان، الذي قلص بشكل كبير من اعتماده على الممولين الخواص.
واتخذ المهرجان في 2012 خطوة جريئة بوقف مجموع الممولين من القطاع العام وشبه العام الذين كانوا يساندون المهرجان حتى ذلك الحين. وحاليا، يعتمد النموذج الاقتصادي لموازين على ميزانية بنسبة 32 بالمائة من الممولين الخواص و68 بالمائة من عائدات متغيرة. ويعتبر هذا النجاح، بحسب المنظمين، ثمرة تطور بدأ منذ سنة 2008 التي قلص خلالها المهرجان من حصة الميزانية التي تأتي من المساعدات العمومية، بحيث انتقلت نسبة هذه الأخيرة من 6 بالمائة إلى 0 بالمائة من الميزانية العامة. وبفضل ذلك، أتاح رفعُ العائدات المتغيرة مجانيةَ المهرجان لأغلبية رواده، ليصبح اليوم "أكثر من أي وقت مضى مهرجانا حضريا، ذا استقلالية اقتصادية مضمونة بفضل النجاح الذي لاقته كل دورة من دوراته".
ويتحدث المنظمون عن انعكاسات سياحية وفوائد اقتصاديةللمهرجان. ويرون أنه يعتبر فاعلا اقتصاديا رائدا يساهم بشكل كبير في نشاط الشركات المغربية، إذ طور منذ إحداثه قطاعًا من المهن المرتبطة بنشاط المهرجانات وذلك بمساهمته في تشجيع التعاون مع المقاولة المحلية وتوظيف كفاءات ذات خبرة في مجالها.وتشمل قائمة المهن المعنية: المدراء، والمهندسون، وفنيو الصوت والضوء، والفنيون المسؤولون عن منشآت المنصة، والمديرون التقنيون، ومسؤولو الاتصالات، والمسؤولون، والمدراء، ووكلاء الأمن، والطهاة، ودور الطباعة، وغيرها.
وينشط موازين، اليوم، بشراكة مع أكثر من 125 شركة، ويتفاوض على عقود مدتها ثلاث سنوات مع مقدمي الخدمات الرئيسيين. وكنتيجة حتمية، تمكنت الشركات المحلية من تجهيز نفسها وتدريب فرقها لتلبية احتياجات أكبر الإنتاجات الدولية.
ولا يقتصر دور موازين على صناعة الترفيه والفرجة، بل يساهم في توفير 3000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. ويستفيد من المهرجان الحرفيون، وسائل النقل، المطاعم، الفنادق والمتاجر.ويحقق كل عام نمواً بنسبة 22 بالمائة في المبيعات السياحية بالرباط.
كما تساهم مشاركة النجوم العالميين في زيادة البعد الإشعاعي لصورة المغرب. فيما يسلط المهرجان الضوء على الفنانين المغاربة، إذ يخصص أكثر من نصف برمجته للمطربين والموسيقيين المغاربة.
ويفتخر المهرجان بهويته الأفريقية، حيث يشكل "لوحة فنية كبيرة لجميع أصوات أفريقيا". فمن الكاميرون إلى جنوب إفريقيا، مرورا بمنطقة البحر الكاريبي يحضر التأثير الأفريقي بقوة في برنامج موازين، الذي يهدف أيضًا إلى "حمل النموذج الثقافي المغربي إلى الخارج ونشر قيم المملكة، المتمثلة في التسامح والانفتاح والمشاركة والتبادل والتقاسم والتنوع". ولهذا السبب، قدم المهرجان دائمًا، بحسب منظميه، "برنامجًا يستوعب جميع ثقافات العالم".