إيلاف من الرياض: انطلق مساء أمس الخميس، مهرجان أفلام السعودية في دورته العاشرة بمدينة الظهران بالمنطقة الشرقية، وحضره عدد كبير من صناع السينما في المملكة العربية السعودية، ممثلين ومخرجين وكتاب ومنتجين بجانب عدد من الصحفيين والنقاد.
تمتد فعاليات المهرجان الذي تنظمه جمعية السينما بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) من 2 إلى 5 أيار (مايو)، ويتخذ المهرجان في هذه الدورة (سينما الخيال العلمي) محورا له لصناع الأفلام على إنتاج هذه النوعية من الأعمال.
ويعرض المهرجان أكثر من 70 فيلما بين روائي ووثائقي بالإضافة إلى سبع ورش تدريبية في صناعة الأفلام المستقلة، وأداء الممثلين أمام الكاميرا، والسرد القصصي، والإنتاج السينمائي، والصحافة الفنية إضافة إلى ثلاث محاضرات عن استراتيجيات توزيع الأفلام والإنتاج الافتراضي وصناعة السينما.
كما ينظم (سوق الإنتاج) وهي مساحة لتبادل الأفكار والتعارف بين صناع الأفلام والمنتجين والممولين والمواهب السعودية، وتسويق المشاريع السينمائية.
هناء العمير: بدأنا نحقق جزءًا من طموحنا
وفي حفل افتتاح المهرجان، ألقت المخرجة هناء العمير رئيسة مجلس إدارة جمعية السينما السعودية كلمتها، حيث قالت فيها: "في دورتنا لهذا العام، نحتفل بمرور عشر دورات على المهرجان، وهو حدث سينمائي استثنائي، يعبر عن التراكم الذي بدأ يحقق جزءا من الطموح".
وأضافت: "قررنا أن تكون ثيمة هذه الدورة هي الخيال العلمي، النوع الأصعب والأكثر ندرة في السينما العربية، ولكننا على ثقة أن التعرف عليه بشكل أكبر يمكننا من إنتاج أفكار لأعمال تحقق ما نصبو إليه من جودة فنية وتميز".
تكريم مؤثر لـ عبد المحسن النمر
وشهد حفل الافتتاح أيضًا تكريم الفنان السعودي المخضرم عبدالمحسن النمر (60 عاما)، صاحب المشوار الفني الطويل، والممتد لأكثر من 40 عامًا على الشاشة الخليجية، حيث بدأ مسيرته الفنية عام 1981، وقدم عشرات المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية آخرها فيلم (هجان) للمخرج أبو بكر شوقي.
وتم عرض فيلم تسجيلي، عن بدايات "النمر" الفنية، وروى من خلالها الفنان، كيف سحره عالم التمثيل منذ كان طفلًا، حيث قال إن التمثيل كان علاجًا له، خاصة من خلال تقديم الشخصيات الشريرة التي قدمها، حيث استطاع من خلالها إخراج تلك الطاقة الشريرة الفطرية بداخله كإنسان، والتي اختزنها على مدار حياته من مواقف تنمر أو تعرض لعنف وهو طفل وخلافه، كأي إنسان عادي، لافتًا إلى أن ذلك الشر الكامن بداخل الإنسان ينتظر دائمًا الفرصة ليخرج. والتمثيل كان فرصته لإخراجه من خلال الشخوص الشريرة المختلفة التي أداها في أعماله.
وعن بداية تعلقه بالتمثيل، واكتشاف شغفه، قال إن والده اصطحبه في طفولته لمشاهدة عرض مسرح بدائي لا يتذكر منه شيء سوى أن الشخصيات كانت تظهر في إطار كإطار الصور المعلق. وكان لا يستطيع رؤية شيء، فحمله والده على كتفه، ليتفرج عليهم، وبعد عودته من ذلك العرض بدأ في التقليد والتمثيل لأصدقائه في الساحة المحيطة بمنزله، حيث كانوا أول جمهور له.
وتابع أن شقيقه هو من سعى ليحصل على فرصة التمثيل الأولى له، حيث حضر بعض العاملين في التلفزيون السعودي لحارتهم لاختيار أطفال يشاركون في عرض ما فاختاروا الجميع ما عداه، مما أحزنه بشدة، لأن جميعهم لم يكن لديهم شغف التمثيل مثله، فحاول شقيقه أن يسعى لمنحه تلك الفرصة، فتوجه للفنان السعودي القدير والمخرج ناصر المبارك، ليمنحه الأخير فرصة التمثيل في مسرحية "بيت من ليف" أول تجارب "النمر" السينمائية.
وعن أول يوم يقف به على المسرح والتي وصفها عبدالمحسن النمر بأنها "المصافحة الأولى بينه وبين خشبة المسرح" قال إنه شعر برهبة كبيرة عندما شاهد الجمهور أمامه، ففقد صوته للحظات من الخوف، ثم عاد له وأكمل المشهد بإجاده، كانت السبب في منحه فرصة التمثيل في التلفزيون، حيث شاهده في العرض محمد المفرح أحد علامات التلفزيون السعودي وقتئذ، وأشاد به، واختاره لعمل تلفزيوني كان هو انطلاقته الحقيقية في عالم التمثيل.
الأسرة عمود النجاح
أما عن أكثر اللحظات المؤثرة في الحفل، فكانت بتأثر الفنان عبدالمحسن النمر، عند تسلمه جائزة التكريم، حيث وجه كلمة "شكر" لكل من ساندوه في حياته، وقال: "كلمة شكرًا كلمة ممتدة وواسعة نستخدمها كثيرًا في حياتنا، من الممكن أن قولها لمن يقدم لنا كأس ماء، وأيضًا لمن ينقذ حياتنا".
ثم خصص "النمر" أسرته بالشكر في لحظة تكريمه قائلًا: "لأول مرة تحضر أسرتي فعالية عامة بجانبي، لذا أود شكرهم اليوم، فهم من يستحقونه بالفعل"، موضحًا: "هم من يستحقون الشكر على صبرهم وتحملهم لشغفي طوال هذه السنوات، فقد عاشوا معي لحظات صعبة وأخرى حلوة، شكرًا لوجودهم في حياتي".
واختتم "النمر" حديثه قائلًا: "جزء من نجاحك كفنان، هو نجاحك كرب أسرة، أب وزوج وأخ.. شكرًا".
أندرقراوند.. فيلم الافتتاح
واختارت إدارة المهرجان الفيلم الوثائقي "أندرقراوند" للمخرج عبدالرحمن صندقجي للعرض في افتتاح المهرجان، وهو فيلم استقصائي عن واقع الصناعة الموسيقية في السعودية، واستعراض تجارب الموهوبين في المجال.
وعن عرض الفيلم، عبر المخرج عبدالرحمن صندقجي، عن سعادته باختيار فيلمه ليعرض في حفل افتتاح المهرجان، وقال في تصريحات تلفزيونية ليلة أمس الخميس: "الفيلم يتكلم عن مواهب موسيقية في المملكة العربية السعودية، وصراعاتها وشفها وأملها، والحمدلله أتمنى أن نكون وفقنا فيه والجمهور استمتع به".