أبيدجان : يُسطِّر ويلفريد سينغو، الأمل الكبير لخط دفاع منتخب "الفيلة" قبل كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم في بلاده، مشواره الكروي لوكالة فرانس برس، من مسابقة للاعبين الشباب في الكاميرون وصولاً إلى موناكو، مروراً بدوري الدرجة الثانية العاجي وفريق تورينو الإيطالي.
يقول سينغو بابتسامة كبيرة "كأس الأمم الإفريقية مسابقة كنا نشاهدها على شاشة التلفزيون، وخوض غمارها على أرضنا يعتبر فرصة".
ضاحكاً، يضيف أحد الركائز الأساسية للدفاع بثلاثة لاعبين في صفوف فريق موناكو والذي ينهار تحت طلبات الحصول على تذاكر للمباراة الافتتاحية ضد غينيا بيساو السبت "يحصل كل لاعب على ستة تذاكر للمباراة الواحدة، ثم هناك تلك التي أشتريها. لا أستطيع العدّ، لكنها كثيرة! هناك +الإخوة+ و+أبناء العمومة+، وسيأتي الحي بأكمله!".
إذا كان هذا الطفل المولود يوم عيد الميلاد لعام 2000 قد نشأ في مقاطعة "إس أو جاي بي" (ينطقها سوجيبيه)، وهي شركة كبيرة لاستغلال المطاط تقع بين المنتجع الساحلي بيريبي الكبير وتابو، فإنه سرعان ما انضم إلى العاصمة وحي يوبوغون، من أجل اللعب في نادي الأم كلوتيلد إف سي، مدرسة كرة القدم التي أسّستها والدة المهاجم الدولي السابق ديدييه دروغبا، والمغلقة الآن.
هذا هو المكان الذي اكتشف فيه كشافة نادي أيه إس دنغيليه الذي كان آنذاك في الدرجة الثانية، موهبة ويلفريد سينغو.
"يا له من نشاط"
يوضح رئيس نادي أيه إس دنغيليه عبدواللاي كونيه "لقد اختبرناه ووجدنا أنه جيد جدًا، كان وقتها لاعب وسط مدافع".
يضيف "خاض الصغير سلسلة من المباريات الاستثنائية ورصده مدرب المنتخب الأولمبي، صواليحو حيدرا".
كان المدير الفني الذي قاد ساحل العاج إلى الدور ربع النهائي في أولمبياد طوكيو "مفتونًا" به جدا. بقول "كان هناك الكثير من الأشياء التي يجب تصحيحها من الناحية التكتيكية، ولكن يا له من نشاط!".
في صفوف فريق أيه إس دنغيليه، رأت عين أخرى موهبة سينغو. يقول رئيس النادي "وكيل اللاعبين الكاميروني ماكسيم مانا، وهو صديق، حضر مباراة لدينغيليه وقال لي: +سيدي الرئيس، الطفل الصغير جيد جدًا+".
في تشرين الأول/أكتوبر 2018، دفع وكيل اللاعبين من جيبه الخاص تذكرة طائرة لسينغو من أجل الذهاب إلى الفوز بمسابقة اللاعب الشاب "جي 8" في ياوندي، وهي مسابقة تقام على مدار ثلاثة أيام من طرف جمعية تضم المراكز الثمانية لتكوين لاعبي كرة القدم في الكاميرون.
قبله ببضع سنوات، فاز بها الكاميروني أندريه زامبو أنغيسا قبل أن يشق طريقه نحو القمة في الملاعب الاوروبية مع مرسيليا الفرنسي وفولهام الانكليزي وفياريال الاسباني قبل أن يحط الرحال في نابولي الايطالي.
نجح الوكيل مانا في نقل اللاعب الواعد سينغو الى تورينو. يتابع الرئيس كونيه "احضار شاب من إفريقيا إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي دون اختبار، سط انتشار فيروس كوفيد، بالاضافة الى أنه سيأخذ مكانًا بين حصة اللاعبين الأجانب، كان رهانا كبيرا، لكن ماكسيم كان مقنعًا".
"تعلمت الكثير من الناحية التكتيكية"
كتب أوربانو كايرو رئيس تورينو على حسابه في إنستغرام هذا الصيف عندما انضم لاعبه إلى موناكو "على الرغم من أن الأمر كان جنونيًا بعض الشيء، وكان الجميع ضده، فقد اخترت أن أثق بماكسيم الذي كان يؤمن بشكل أعمى بسينغو".
وأشاد المسؤول الإيطالي بسينغو قائلاً "فتى غير عادي، مجتهد، متواضع، كريم ومتعلم بشكل رائع".
يقرّ سينغو بخصوص مشواره مع تورينو (109 مباريات، 7 أهداف): "تعلمت الكثير من الناحية التكتيكية. عندما وصلت، كنت أعتقد أنني أعرف كيف أدافع، لكنني لم أكن أعرف، في الواقع (يضحك)! تعلمت التركيز، الجانب التكتيكي، التحوّل من الدفاع الى الهجوم والعكس. قبل المباريات، كنا نقوم بالكثير من جلسات الفيديو، هذه هي السمة المميزة للكالتشو".
اكتشف أيضًا مركزاً جديدًا هناك. كان مدرب الفريق الرديف لتورينو فيديريكو كوببيتيلي هو من نقله إلى مركز الظهير الأيمن.
هذا التنوع في اللعب في المراكز يجب أن يساعده في نهائيات كأس الأمم الإفريقية.
يعتبر حيدرا أن سينغو (10 مباريات دولية) "يملك فرصة مثالية إذا لعب (المدرب الفرنسي) جان لوي غاسيه بثلاثة لاعبين في قطب الدفاع، كما يفعل ويلفريد في موناكو".
يضيف "وإلا فهو في منافسة مع سيرج أورييه، لكن يجب أن ندرك أن القائد يقترب من نهايته. يجب أن نعِدَّ من الآن الجيل القادم، وسينغو هو الوريث المثالي".
يختم الرئيس كونيه بقوله "اليوم، بالنسبة لي، هو أقوى من سيرج أورييه"، منتظراً فقط الانفجار النهائي لـ"الصغير".