لن ترتدي منتخبات إنجلترا وويلز ودول أوروبية أخرى شارة " One Love" - حب واحد - لدعم مجتمع الميم والعابرين جنسياً في مباريات كأس العالم في قطر بسبب التهديد بمنح بطاقات صفراء للاعبين.
وكان قائدا منتخب إنجلترا ، هاري كين، وويلز، غاريث بيل، قد خططا لارتداء الشارة خلال المباريات بهدف "تشجيع التنوع والإدماج".
وقال بيان مشترك صادر عن سبعة اتحادات لكرة القدم إنها لا تستطيع وضع لاعبيها "في وضع يمكن أن يواجهوا فيه عقوبات رياضية".
وجاء في البيان "نشعر بإحباط شديد من قرار الفيفا الذي نعتقد أنه غير مسبوق".
وقالت اتحادات إنجلترا وويلز وبلجيكا والدنمارك وألمانيا وهولندا وسويسرا إنها أرسلت إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" في سبتمبر/ أيلول لإبلاغها بشأن شارة " One Love" لكنها لم تتلق ردّاً.
وأضاف البيان "الفيفا كان واصخا جدّاً في أنه سيفرض عقوبات رياضية إذا ارتدى قادة المنتخبات الشارات في الملعب".
وقال "كنا على استعداد لدفع غرامات تنطبق عادة على انتهاكات لوائح المجموعة، وكان لدينا التزام قوي بارتداء الشارة.. ومع ذلك، لا يمكننا وضع لاعبينا في موقف قد يتم فيه منحهم بطاقات صفراء، أو حتى إجبارهم على مغادرة الملعب".
وردّاً على ذلك، أطلق الفيفا بشكل مبكر حملته الخاصة بعنوان "لا تمييز"، والتي كان من المقرر أن تبدأ من ربع النهائي. وسيسمح الآن للكابتن بارتداء شارة "لا تمييز" طوال فترة البطولة.
ما هي شارة " One Love"؟
في سبتمبر/ أيلول الماضي، أُعلن أن قادة منتخبات 10 دول أوروبية هي إنجلترا وويلز وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والنرويج والسويد وسويسرا وهولندا سيرتدون شارة One Love"" في مباريات دوري الأمم وكأس العالم 2022 في قطر.
وبدأت هولندا حملة " One Love" قبل كأس أمم أوروبا 2020 بهدف "تعزيز التنوع والإدماج، وكرسالة ضد التمييز ".
ويجرم القانون في قطر، الدول المسلمة، المثلية الجنسية والترويج لها.
واتهم جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا يوم السبت الغرب بـ"النفاق" في تقاريره عن سجل قطر في مجال حقوق الإنسان.
وقال الاتحاد الهولندي لكرة القدم، في بيان، إنه سيتخلى عن خطة ارتداء شارة القيادة "بقلب مثقل" بعد قرار الفيفا فرض عقوبات.
وأضاف "هذا يتعارض مع روح رياضتنا التي تصل بين ملايين الأشخاص". وأضاف "جنباً إلى جنب مع الدول الأخرى المعنية، سنلقي نظرة نقدية على علاقتنا مع الفيفا في الفترة المقبلة".
وقال اتحاد ويلز لكرة القدم "نشعر بالإحباط. نشعر بخيبة أمل. لكننا لا نزال نؤمن بأن كرة القدم للجميع ونقف مع أعضاء مجتمع الميم والعابرين جنسياً من عائلة كرة القدم الويلزية".
- انطلاق النسخة الأكثر إثارة للجدل من كأس العالم في قطر
- من هو جياني إنفانتينو الذي اتهم الغرب بالنفاق؟
- كأس العالم 2022: "ليست المشكلة في قطر أن تكون مثلياً"
"خيانة" من جانب الفيفا
وتعرض تحذير الفيفا من أنه سيفرض عقوبات على أي قائد يرتدي شارة " One Love" لانتقادات حادة، حيث قال اتحاد مشجعي كرة القدم إنه شعر "بالخيانة" من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وأضاف في بيان "اليوم نشعر بالازدراء حيال منظمة أظهرت قيمها الحقيقية من خلال إعطاء البطاقة الصفراء للاعبين والبطاقة الحمراء للتسامح".
وقال "لا ينبغي أبداً أن يتم منح حق استضافة كأس العالم مرة أخرى فقط على أساس المال والبنية التحتية".
وأضاف "لا ينبغي منح أي بلد يقصّر في دعم حقوق مجتمع المثليين والعابرين جنسياً أو حقوق المرأة أو حقوق العمال أو أي حق إنساني عالمي آخر، شرف استضافة كأس العالم".
وقالت ثري لاينز برايد، وهي مجموعة من مشجعي منتخب إنجلترا مؤلفة من أنصار مجتمع المثليين والعابرين جنسياً، إن القرار كان "أكثر من مخيب للآمال"، مضيفة أن الفيفا سحق "الحقوق الأساسية في حرية الرأي والتعبير".
كما أدانت مجموعة حملة مكافحة التمييز "كيك ات أوت" القرار لاستمراره في "تسليط الضوء على فشل الفيفا في معالجة مخاوف كل من جماعات حقوق الإنسان ومجتمع الميم والعابرين جنسياً في التحضير لهذه البطولة".
وأضافت في بيان: "لم يكن ينبغي على اللاعبين والمشجعين تحمل عبء أخطاء الفيفا وسنواصل دعم غاريث ساوثغيت وفريقه وهم يتطلعون لاستكشاف طرق أخرى لدعم الاندماج في كرة القدم".
وقال قائد المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرر لراديو بي بي سي 5 لايف إن توقيت القرار "غير عادل" للاعبين، مضيفاً أنه كان سيتحدى الفيفا ويرتدي الشارة على أي حال.
وقال: "من الطبيعي أنني كنت سأتحدث إلى المدير الفني وكنت أفضّل أن أقول: "سأرتدي شارة القيادة وسأتحمل تبعات ذلك".
وأضاف "كان ذلك ليطرح سؤالاً أكبر ومشكلة أكبر للفيفا من عدم ارتدائهم لها، وهذا ما كنت سأفعله لو كان بإمكاني ذلك".
تحليل :
جاك مورلي ، مقدم بودكاست بي بي سي الرياضي الخاص بمجتمع الميم والعابرين جنسياً، يتحدث على راديو بي بي سي 5 لايف
إذا كنت هاري كين ويمكنك المخاطرة بتلقي البطاقة الصفراء وتفويت نهائي كأس العالم من خلال ارتداء الشارة هذه، يمكنك أن تفهم لماذا لن يفعل ذلك بالضرورة. من ناحية أخرى، ما هو الهدف من الاحتجاج إذا لم يكن له تأثير في الواقع؛ إذا لم تكن هناك رهانات على ذلك؟
ليس الأمر كما لو أن اللاعبين ليس لديهم القوة والتأثير في هذا الموقف، ولكن من الصعب أن نطلب منهم بذل قصارى جهدهم في أكبر مرحلة من حياتهم.
في الحقيقة، يجب أن يكون السؤال : لماذا وُضعوا في هذا الموقف في يوم المباراة؟ يعرف الفيفا منذ أشهر وأشهر أنهم يريدون ارتداء شارة القيادة هذه. لماذا نجري هذه المحادثة الآن فقط؟
لقد وصلنا الآن إلى نقطة أمضى الفيفا قبلها سنوات في القول إن كأس العالم هذا هو للجميع. الآن يقال بشكل أساسي إنه إذا كنت ترتدي شارة ترمز إلى أنه من المقبول أن تكون مثلي الجنس، سوف تمنع من اللعب.
على الفيفا أن يقدم الكثير من الشرح حول كيفية مزاوجة هذين الأمرين. سيكون هناك الكثير من الأشخاص المثليين غير المتفاجئين تماماً بهذا القرار، ولكنهم أيضاً غاضبون تماماً.
يبدو الأمر ضربةً موجعة أن يجعلك رمز يعبّر عن أنك مقبول مثلما أنت تُعاقب ببطاقة صفراء في أعظم بطولة من بطولات كرة القدم. إنه وضع استثنائي نمر به ونحن في عام 2022.