الدوحة: يدخل المنتخب القطري لكرة القدم منافسات كأس العرب التي تقام على أرضه بين 30 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري و18 كانون الأول/ديسمبر المقبل، تحت وطأة ضغوط المطالبة بإحراز اللقب الأول في تاريخ مشاركاته في البطولة.
وجاء صاحب الأرض على رأس مجموعة أولى خليجية الصبغة تضمّ منتخبات العراق وعُمان والبحرين، على أن يستهل المشوار بمواجهة الأخير الثلاثاء المقبل على استاد البيت في الافتتاح الرسمي.
ويُعدّ "العنّابي" من بين أكثر المنتخبات جاهزية واكتمالاً للصفوف، في خضم برنامج مطوّل تحضيراً لنهائيات كأس العالم 2022 التي يستضيفها على أرضه، في وقت تعاني منتخبات أخرى مرشّحة من تفاوت في الهيكلة والأسماء بين تصفيات المونديال والبطولة العربية.
واكتفى المنتخب القطري طيلة 58 عاماً بمشاركتين فقط في بطولات كأس العرب التسع السابقة، فظهر للمرة الأولى في البطولة الرابعة التي جرت في السعودية عام 1985 وحلّ رابعاً، فيما جاء وصيفاً للنسخة السابعة التي استضافها على أرضه عام 1998.
ويعود محمد مبارك المهندي عضو مجلس إدارة الإتحاد القطري السابق ولاعب الخور والمنتخب، بشريط الذكريات إلى المشاركة الأولى عندما كان حاضراً ويقول لوكالة فرانس برس "لم تكن الدوافع والحوافز في نسخة الطائف كبيرة، فالبطولة كانت مغمورة إلى حد ما ولا تقارن بمنافسات إقليمية أخرى، وحجم المشاركة فيها يعتمد على علاقات الدولة المنظّمة".
وأضاف "أصعب ما كان في البطولة أنها أُقيمت على ملعب صناعي. فزنا في المباراة الأولى على الأردن وخسرنا أمام أصحاب الأرض لنتجاوز الدور الأول. لم نكن محظوظين حيث خسرنا في نصف النهائي بركلات الترجيح أمام البحرين بعد التعادل 1-1، ثم خسرنا المباراة الترتيبية أمام السعودية بذات الصورة بعد التعادل دون أهداف".
خيبة الوصافة
يسرد النجم السابق لنادي الغرافة (الإتحاد) والمنتخب القطري عادل خميس لفرانس برس قصّة المشاركة الثانية للعنابي، بنوع من الحسرة بعد ضياع فرصة التتويج باللقب الأول.
قال خميس "قدّمنا مستوى راقياً جداً، كانت نسخة استثنائية بحجم مشاركة كبير (12 منتخباً) وحضور جماهيري ما زال عالقاً في الأذهان، حيث حظينا بدعم كبير، لكن للأسف لم نقوَ على إحراز اللقب".
ومضى اللاعب الذي ساعد منتخب بلاده آنذاك على بلوغ الدور الثاني بتسجيله هدفين "فرنا على ليبيا 2-1 وسجّلت هدفاً، ثم فزنا على الأردن 2-صفر وسجّلت هدفاً. تجاوزنا الإمارات في نصف النهائي 2-1، لكن خيبة الأمل كانت في النهائي. الخسارة أمام السعودية 1-3 كانت مفاجئة، عطفاً على الصورة التي أظهرناها سابقاً".
حساسية خليجية
يتّفق المهندي وخميس على أنّ الظهور القطري في النسخة العاشرة سيكون مختلفاً تماماً عن المشاركتين السابقتين. اعتبر المحللان أنّ المنافسة الحالية تُعدّ استثنائية، خصوصاً بعد إقامة البطولة تحت مظلّة الإتحاد الدولي (فيفا) للمرّة الأولى، ما أكسبها زخماً كبيراً.
يضيف المهندي "منتخبنا ينظر حالياً إلى البطولة على أنها إحدى محطات التحضير لكأس العالم. فريقنا مُعدّ بشكل كامل ومن جميع النواحي بعد محطات كبيرة جداً شارك بها خلال السنوات الأخيرة أعتقد أنه المرشّح الأبرز".
واستطرد "ما أخشاه صراحة هو الحساسية الكبيرة لمنافسات المجموعة الأولى. كل المباريات ستكون أشبه بمواجهات الدربي. سيكون تجاوز المجموعة مفتاح مواصلة مشوار ناجح".
أما خميس فيؤكّد "العنّابي قادر على الفوز باللقب بعدما كسب اللاعبون خبرات تراكمية كبيرة عقب التتويج بكأس آسيا 2019. أتمنى أن يعوّضوا اللقب الذي ضاع منا عام 1998. لكني أرى أنّ المهمة الأصعب ستكون في الدور الأول، فالمجموعة أشبه بكاس الخليج التي عوّدتنا على الخصوصية".