حصل ملف المغرب المرشح لإستضافة نهائيات كأس العالم 2026 على وعود العديد من الاتحادات الوطنية في مختلف القارات لمنحه أصواتها خلال عملية التصويت التي ستجريها الجمعية العمومية بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في 13 من شهر يونيو القادم في روسيا قبيل انطلاق المونديال.
ورغم ان تلك الوعود تبقى مواقف غير رسمية من قبل أصحابها إلا أنها منحت الملف المغربي جرعة معنوية هامة تجعله يحافظ على فرصته في الفوز بالنصاب الذي يسمح له بالظفر بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم ، أمام الملف المنافس المشترك بين الولايات المتحدة الأميركية و المكسيك و كندا ، خاصة أن هناك وعودا لاتحادات وطنية مؤثرة على بقية الاتحادات، من شأنها أن تجلب له أصواتاً أخرى خلال الجمعية العمومية والتي قد تساعد المغرب أيضاً على إقناع الاتحادات المترددة في مواقفها بين الملفين.
ووفقا لما بدر من مواقف و تصريحات رؤساء الاتحادات، فإن المغرب حصل حتى الآن على ما يناهز 65 صوتاً من بينها الأصوات العربية التي ضمنها القائمون على الملف ، بناء على ما بدر عن قمة الجامعة العربية التي احتضنتها مدينة الظهران السعودية ، وتعهد خلالها ملوك و رؤساء و أمراء الأمة العربية بدعم ملف المملكة المغربية في إطار مساعيها لاستضافة الكرنفال العالمي.
ويضم الاتحاد الدولي في عضويته 2011 اتحاداً لكل اتحاد صوت مع حرمان "الفيفا" للاتحادات الأربعة المرشحة للتصويت وهي المغرب و الولايات المتحدة الأميركية و المكسيك و كندا ، وهو ما يجعل المغرب يستفيد من الترشح المشترك الأميركي الذي خسر ثلاثة أصوات بدلا من صوت واحد أمام الملف الأفريقي.
و تسمح لوائح "الفيفا" لأي اتحاد بالامتناع عن التصويت بغض النظر عن المبرر، مما يجعل حالة الامتناع ذات تأثير على نتائج التصويت ، حتى أن بعض الاتحادات قد تلجأ إلى الامتناع إنحيازاً لأحد الملفين.
و بناء على ذلك، فإن أي ملف بحاجة إلى حصد الأغلبية الأدنى من الأصوات للظفر بشرف تنظيم البطولة الأكبر، أي نصف عدد الأصوات ومعها صوت واحد أي 104 أصوات في حال أدلت كافة الاتحادات بأصواتها ، بينما يحتاج إلى اقل من ذلك ،كلما ارتفع عدد الممتنعين عن المشاركة في الجمعية العمومية .
ورغم أن لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم تمنع رؤساء الاتحادات الكونفدرالية القارية من المشاركة في الجمعية العمومية إلا ان مواقفها لها تأثير هام على الاتحادات الوطنية ، و قد حصل ملف المغرب على دعم الاتحادين الأفريقي والآسيوي ، بعد تأكديات رئيس الاتحادين الملغاشي احمد احمد و البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة.
وكشفت المواقف غير الرسمية والوعود المعلنة من قبل الاتحادات الوطنية، أن القارة الأفريقية تعتبر اكبر داعم لملف المغرب ، بعدما بلغ عدد الاتحادات التي عبرت عن استعداداتها للتصويت نحو 28 اتحاداً ، فيما تجاوزت 20 إتحاداً في قارة آسيا و 12 اتحاداً في أوروبا .
وجاء حصول المغرب على هذا الدعم قبل أشهر من إنعقاد الجمعية العمومية للاتحاد الدولي ، ليعكس المساعي الحثيثة التي قام بها المسؤولون عن ملف "موروكو 2026" ، في كل الاتجاهات من أجل الترويج عن أحقية المغرب في تنظيم نهائيات كأس العالم .
ويحتاج المغرب إلى تكثيف جهوده في المرحلة القصيرة التي تسبق انطلاق الجمعية العمومية، وخلال إنعقادها أيضاً في روسيا ، من أجل تعزيز حظوظه في الفوز بشرف الاستضافة، عبر كواليسها التي غالباً ما تفصل في نتائج أي منافسة في "الفيفا".
وعلى غير العادة سيكون للعامل السياسي تأثير كبير لأول مرة على عملية اختيار مستضيف نهائيات كأس العالم، وقد يستفيد المغرب من التصريحات النارية التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في حق البلدان الأفريقية والإجراءات الجمركية التي اتخذتها واشنطن ضد بلدان الاتحاد الأوروبي ، إذ يتوجب على المسؤولين على الملف المغربي تفادي امتناع رؤساء الاتحادات الغاضبة من أميركا عن التصويت وإقناعهم بمنح أصواتهم للمغرب .