: آخر تحديث
يستعين بمخيلته آملاً بتحقيق أحلامه الرياضية

مكفوفٌ "مدمن" على السكايت بورد يؤدي حيله بمساعدة عصا

44
47
34

طوكيو : يمتلك الياباني ريوسي أوتشي جميع المسلتزمات المزخرفة الخاصة برياضي يمارس السكايت بورد (ألواح التزلّج): القميص الفضفاض والسراويل المنخفضة المتدلية وقبعة البيسبول ذات القمة المسطحة. لكنه يتزلج أيضًا بشيء آخر: عصا. 

فقد هذا الشاب، البالغ 21 عامًا، 95 في المئة من بصره بسبب حالة تسمى التهاب الشبكية الصباغي، وهو مرض وراثي مزمن يتميز بتصبغ أسود وتنكّس تدريجي لشبكية العين. إلاّ أنّ هذه الإعاقة لم تمنعه من ممارسة رياضة السكايت بورد أو متابعة بشغف مسابقاتها خلف شاشة التلفزيون بعدما أُدرجت للمرة الاولى في تاريخها في أولمبياد طوكيو هذا الأسبوع.

أوتشي

ويعتبر أوتشي من المواظبين على تقديم عروض في منتزه مخصّص لممارسي رياضة التزلّج على اللوح في توكوروزاوا في شمال طوكيو، حيث يؤدّي العديد من محبّي هذه الرياضة، ومن بينهم هذا الشاب بثقة الحيّل التي يجيدها: يضع اللوح على الأرض ويدفع بعكازه إلى الأمام، ويتأرجح من جهة إلى أخرى لكي يشعر بالعقبات.

قال لوكالة فرانس برس "يمكن لمعظم الناس أن يدركوا كيف ستكون الأمور بمجرّد الرؤية"، مضيفاً "لكن في حالتي، بداية يجب أن أقوم بتجربة. أحاول اللمس وأحاول الصعود على اللوح".

بدأ أوتشي ممارسة السكايت بورد عندما كان مراهقًا، حين عرض عليه أحد الأصدقاء تجربة اللوح الخاص به.

وتابع: "لقد قمت بتجربة السكايت بورد للمرة الأولى، ثم أصبحت مدمناً عليها". 

لم يكن من السهل على أوتشي ممارسة هذه الرياضة التي تنطوي على سقوط وإصابات منتظمة حتى لمن لا يعانون من إعاقة بصرية.

وإلى جانب رياضته المفضلة يخضع أوتشي لتمارين ليصبح طبيباً اختصاصياً بوخز الإبر، ويأتي على ذكر ما يتعرّض له قائلا "الأشخاص الذين يبصرون يتعرضون للإصابة أيضًا، لكن حقيقة أنني لا يمكنني أن أبصر أدت إلى المزيد من الإصابات".

وأردف "لا أعرف ما اذا كان هناك أي عائق أمامي لأنني لا أراه، وسأصطدم به وسأتعرض لإصابة".

"شعور رائع"

لمحاولة الحفاظ على سلامته، خاصة في الأماكن الجديدة، يجري أوتشي مسحاً دقيقاً للموقع قبل أن يبدأ.

استخدام المخيلة

شارحاً هذا الأمر، يقول "بداية، أتحقق من بيئة المكان حيث سأمارس السكايت بورد من خلال المشي. وإذا لزم الأمر، ألمس الأرض بيدي وقدمي. ثم أحاول حفظ مخطط (المكان)، وأتخيله".

يستخدم أوتشي مخيلته وذهنه من أجل تصميم خدعه، لذا يضيف "أفكر فقط فيما أريد أن أفعله" و"اسلوبي في ممارسة السكايت بورد، سواء كان خدعة، أم طريقة أو أسلوبًا، هو مجرد خيالي الذي اترجمه إلى الحركات المرجوة". 

وعلى الرغم من استعداداته، فقد عانى من عدة إصابات تراوحت بين كدمات وكسور، لكنه يشدد على أن الأمر "لا يهم كم هو مؤلم، كم هو صعب".

واضاف "عندما أحقق (الحركة) التي كنت أصبو إليها، هو شعور رائع". 

ويتابع أوتشي بشغف ادراج مسابقة الـ "سكايت بورد" للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية، مؤكداً انه شعر بسعادة غامرة عندما فاز مواطنه يوتو هوريغومي بأول ميدالية ذهبية في تاريخ هذه اللعبة.

والسكايت بورد هي بين أربع رياضات جديدة مدرجة في الأولمبياد الحالي مع ركوب الأمواج، التسلّق الرياضي والكاراتيه، في محاولة لجذب الجيل الشاب إلى الألعاب العريقة.

"لقد وجدتها بطولية حقًا"، يصف أوتشي منافسات السكايت بورد، وهو على غرار أي رياضي يأمل في تحقيق أحلامه الرياضية، عن طريق إدراج السكايت بورد للمكفوفين في الألعاب البارالمبية. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في رياضة