: آخر تحديث

ورقة حقوق الإنسان

40
43
41
مواضيع ذات صلة

لم تعد ورقة حقوق الإنسان ورقة مؤثرة في العلاقات الدولية ليس لأن هذه الحقوق غير مهمة ولكن لأن الذين يستخدمون هذه الورقة هم من يحرقونها بالتناقض وازدواجية المعايير.

هم من يضعون قيم ومعايير حقوق الإنسان كما يريدون ثم يسعون لفرضها على الجميع وينتظرون السمع والطاعة.

الدول التي نصبت نفسها محامية عن حقوق الإنسان هي التي تشن الحروب الهجومية بعيداً عن حدودها بآلاف الأميال لأغراض استعمارية وبسط نفوذ، هي التي تدافع عن حقوق الإنسان القاتل وتنسى حقوق الإنسان القتيل، هي التي تستخدم شعار حقوق الإنسان للابتزاز السياسي والمكاسب الاقتصادية، هي التي جعلت الإساءة للأديان حقاً من حقوق الإنسان تحت شعار حرية التعبير، هي أكثر من ينتهك حقوق الإنسان وأكثر من يتحدث عنها ويرفع شعاراتها ويستغلها لأهداف ومصالح خاصة، هي التي تنتشر فيها العنصرية وفوضى حمل السلاح.

في موضوع حقوق الإنسان ليس من حق أي دولة أن تفرض مفاهيمها الخاصة على الآخرين، وليس من حقها أن تنصب نفسها زعيمة للعالم الحر، لأن العالم الحر لا يحتاج إلى زعيم وإلا ما كان حراً. من يحترم حقوق الإنسان لا يمارس العنصرية في الداخل والدكتاتورية في الخارج. من ينادى بحقوق الإنسان لا يخترع قيماً خاصةً به ثم يعمل على فرضها على الإنسان الآخر، ويجعلها معياراً لاحترام حقوق الإنسان. حقوق الإنسان الأساسية الطبيعية معروفة للجميع ولا تحتاج إلى من يدرسها للآخرين و أما اختراع حقوق شاذة وإدراجها ضمن قائمة القيم فيستحق من يرفضها جائزة في احترام حقوق الإنسان.

الإنسان لا يصل إلى درجة الكمال لأن الكمال لله وحده، لذلك جاءت حقوق الإنسان من خالق الإنسان لتكون شاملة وعادلة وواضحة. الخطأ والنقص في هذا المجال يكمن في ممارسات الإنسان نفسه وليس في الحقوق التي شرعها الله وجعلها حقاً للجميع دون تمييز.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد