: آخر تحديث

الأزمة الأوكرانية.. تفاعل اقتصادي سياسي

27
27
24
مواضيع ذات صلة

كشفت التقارير الغربية، أن الاقتصاد الروسي لم يتأثر بالعقوبات التي فرضها الغرب على النحو الذي كانوا يتوقعوه، والتي ظنتها نائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند، بأنها سوف تكون قاصمة ومدمرة. وهذا ليس بالأمر الجديد، فالرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما توقع، أن العقوبات الغربية سوف تمزق الاقتصاد الروسي إلى أشلاء.

ولكن، أياً من تلك التوقعات لم يتحقق. فالاقتصاد الروسي لم يتمزق إلى أشلاء وواصل تطوره في عهد أوباما، في حين تشير استطلاعات البنك المركزي الأمريكي إلى إن معنويات الشركات الروسية أعلى مما توقعوها، وإن ركود الاقتصاد الروسي سوف يكون محدوداً، وذلك بعكس الاقتصاد الأوكراني. بالمثل، فإن الروبل الروسي، الذي استبشروا خيراً بسقوطه الحر في البداية، قد أصبح من أفضل العملات خلال الفترة الماضية، حيث شهد صعوداً مستمراً وعاد سعر صرفه إلى أعلى مما كان عليه قبل بداية العملية الروسية في أوكرانيا. وهذا يعني أمرين: الأول أن التوقعات الغربية والتي تعتبر أساساً للكثير من السياسات التي تتخذ، ليس فقط في روسيا، وإنما في كل الأماكن تقريباً، هي توقعات غير دقيقة. وهذا يثير العديد من التساؤلات حول تأثير مراكز البحوث الثنك تانك، والتي يعتمد عليها دوائر صنع القرار في الغرب لرسم توجهاتهم في هذه المنطقة أو تلك. إذ لربما، إن واضعي السياسات لا يأخذون بكافة السيناريوهات، وإنما يختارون ما يتوافق مع مصالحهم ويفضلون أكثر السيناريوهات تفاؤلاً. وهذا بدا واضحاً خلال الأزمة الأوكرانية. فالولايات المتحدة، كانت تحضر للهجوم الروسي على أوكرانيا، بل إن بعض التصريحات كانت تدفع في هذا الاتجاه، وهذا يعود بالذاكرة إلى الموقف الأمريكي من الحشود العراقية على الحدود الكويتية، قبل احتلال الكويت. ولكن أصحاب القرار لم يأخذوا بعين الاعتبار أن روسيا ليست العراق. فالغرب بنى توجهه على أساس، أن الشعب الروسي بعد العقوبات القاسية والمعاناة سوف ينتفض. ولكن ما حدث كان العكس. وهذا أعطى موسكو إمكانيات أكثر للمناورة، وتغيير تكتيكاتها من حرب خاطفة إلى حرب طويلة المدى. وهذا لا يناسب أوكرانيا حسب تصريحات وزير دفاعها ألكسي يوريفيج ريزنيكوف، الأسبوع الماضي.

من ناحية أخرى، فإن فشل التوقعات الغربية، يشير إلى نجاح الخطط التي وضعتها روسيا، واستعدادها المسبق لكافة الاحتمالات. وهذا يعني إن أصحاب القرار في روسيا، قد وضعوا نصب اهتمامهم كافة الاحتمالات. ولذلك، عندما بدأت العملية العسكرية لا تسير وفقاً لأفضل السيناريوهات تم التحول بسرعة لأسوأها. فهل يفعل الغرب نفس الشيء. فهذا أمر مهم جداً، لحل العديد من الأزمات الاقتصادية العالمية التي ترتبت على قراراتهم الخاطئة، وعلى رأسها أزمة الطاقة وأزمة الغذاء.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد